نهاية حرب أكتوبر

تابعنا أيضا عبر تليجرام t.me/alwatanvoice

منذ عام 1948 والدول العربية تخوض حروبا متتالية لتحرير فلسطين مثل حروب 1948 و1956 و1967 ومعركة الكرامة 1968 وحرب الاستنزاف 1968-1970 وأخيرا حرب أكتوبر على الجبهتين المصرية والسورية عام 1973 .

وكانت حرب أكتوبر فاصلة فقد حققت انتصارا عربيا محدودا انتهى بهزيمة عربية سياسية مدوية ما زالت حتى الآن .

فقد أنهت حرب أكتوبر كل المحاولات العربية لخوض حروب ضد إسرائيل وحلت محلها نظريات غريبة وشاذة بتحويل المجهود الحربي العربي إلى إسقاط أنظمة عربية بالتعاون مع قوى دولية .

ورغم ان الترسانة العسكرية العربية أصبحت الان أضعاف مضاعفة مقارنه بها عام 1973 ومع هذا تحقق الانتصار عام 1973 على الجبهتين السورية والمصرية بمساندة من كافة الدول العربية عسكريا وماليا ونفطيا .

قبل سنوات زرت المتحف الحربي في قلعة محمد علي بالقاهرة وشعرت بالصدمة وانا أشاهد نماذج من الطائرات الحربية المصرية التي قاتلت خلال حرب أكتوبر وهي ميج 17 وغيرها ودبابات مصرية قديمة فقلت في نفسي :" إنها معجزة عسكرية ان تواجه هذه الأسلحة القديمة الجيش الإسرائيلي وتنتصر عليه ".

وذات مرة قال طيار مصري شارك في حرب أكتوبر :" بعد سنوات من حرب أكتوبر حصلنا على طائرات اف 5 وعندما قمت بقيادة الطائرة الأمريكية المقاتلة صدمت وقلت كيف كنت أواجه هذه الطائرة في حرب أكتوبر بطائرة ميج 17 وكنت اسقط الطائرة الأمريكية الأسطورة ".

حل اللغز يكمن في توفر إرادة القتال التي سادت خلال حرب أكتوبر المجيدة .. ولكن الآن الوضع تغير كليا فلا إرادة ولا قتال الا قتال الأنظمة العربية وأما فلسطين فقد تركت تواجه مصيرها بلا دعم عربي حقيقي وحلت المقاومة الفلسطينية بغزة  محل الجيوش العربية وفي لبنان حل حزب الله محل الجيوش العربية .. أي تغيرت الخريطة العسكرية فأصبحت غزة ولبنان دول مواجهة حقيقية .

والحقيقة الوحيدة أن من يطالب الآن الجيوش العربية بالقتال يوصف بالجنون والكفر بنعمة الدول العظمى وحتى الدعم المالي والسياسي لإقامة دولة فلسطينية تريح العرب من الصداع الفلسطيني غير موجود الا بأقل من الحد الأدنى يعني رفع عتب لا اكثر .