في استقالة التنفيذية ولقاءات بلير مشعل : من المسؤول عن خطف أربعة مواطنين ؟

في استقالة التنفيذية ولقاءات بلير مشعل : من المسؤول عن خطف أربعة مواطنين ؟
كتب غازي مرتجى

ينتظر التاريخ الفلسطيني شهر "أيلول" ليكون فارقاً كعادته التاريخية مع الشعب الفلسطيني , بدأ التحضير لاستقبال هذا الشهر بالعمل على استقالة نصف أعضاء اللجنة التنفيذية حتى يُدرج بند انتخاب لجنة تنفيذية جديدة في مهام اجتماع المجلس الوطني القادم , فاستقال سبعة أعضاء وسيستقيل ثلاثة على الأقل خلال الساعات القليلة القادمة قبيل بدء مراسم اجتماع اللجنة التنفيذية مساء السبت .

الرئيس أبو مازن كان أول المُبادرين للاستقالة ومعه صحابته من اللجنة التنفيذية ممن وثقوا بأنفسهم واستطاعوا عبور مرحلة  التشبث بالكرسي أو رائحته ليفسحوا المجال أمام الرئيس أبو مازن ورفاقه بترتيب البيت الفلسطيني الداخلي المُتكلس أصلاً وضخ دماء جديدة في أعلى هيئة قيادية للشعب الفلسطينية وليس آخره تجديد الشرعيات الفلسطينية من أعلى سقف برلماني فلسطيني وهو المجلس الوطني .

ليتمكن الرئيس من الوصول للهدف يجب ان يكون هناك "شغر" لنصف مقاعد اللجنة التنفيذية على الاقل وان كانت الثلث فان القانون يكتفي بملء الشواغر اما ان فقدت التنفيذية النصاب فإن ذلك يلزم انتخاب لجنة تنفيذية جديدة وهو ما يسعى له الرئيس وصحابته في أمر الاستقالات الرائج مؤخراً .

إنّ الرئيس أبو مازن اتخذ قرارا بإجراء تغييرات جذرية قيادية ليشعر الشعب الفلسطيني بممثليه فعلياً على الأرض بدلاً من التعرف عليهم بالمقاهي او مكاتب قراءة الصحف وشرب القهوة فقط ..

تجديد شرعية اللجنة التنفيذية ورئيسها الذي يجب أن يكون "أبو مازن" من قبل المجلس الوطني له دلالات واسعة على المستوى الإقليمي والوطني , فإقليمياً فإن انتخابات ولو كانت بنظام "كونفرنس مصغر" جددت شرعية الخلية القيادية الأولى للشعب الفلسطيني ورئيسها والذي بالأصل هو رئيس رئيس السلطة الفلسطينية والمجلس الوطني هو الحلقة الأوسع للمجلس التشريعي المُعطل منذ بداية الانقسام .

إذاً ننتظر السبت بياناً يعلن موعد دقيق لعقد جلسة المجلس الوطني وتوضيحاً صريحاً لكيفية صياغة اللجنة القادمة ..

**

حديث صحيفة "الجارديان" البريطانية وهي من الصحف الكُبرى وموثوقة المصدر عن اجتماعات توني بلير وخالد مشعل في قطر تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك انّ "طبخة" كبيرة تدور في الأروقة , لكنّي على يقين دوماً أن الكلمة الفصل والأخيرة هي بيد "المقاومة الفلسطينية" فمن ضحّى بعشرات الشهداء ومئات الجرحى والأسرى لن يخذلهم ولن يبيعهم باتفاق "هزيل" لا يُساوي حبره . لن نركن إلى "التسريبات" وننتظر الكلمة النهائية ..

***

قضية اختطاف أربعة مواطنين من "باص الترحيلات" اثناء خروجهم من معبر رفح لها ابعادها الخطيرة وارتداداتها الأكثر خطورة , ومن الواضح أن "لُغزاً" ما في الأمر .. قبل أشهر قليلة توجهت عبر المعبر وانتظرت باص الترحيلات للوصول الى القاهرة وبعد ان تجاوزت الساعة السادسة ودخل "حظر التجوال" رفض الامن خروجنا حتى بحماية قوة أمنية , لكن هذه المرة خرج "المرحلين" بعد الساعة العاشرة وبعد كيلو متر ويزيد قليلاً عن المعبر حدث المحظور وإطلاق النار .. اتهامات مُتبادلة وأحاديث متراشقة عن سبب عملية الخطف والجهة الخاطفة لكن كل التفاصيل "الصغيرة" تؤكد ان هناك لغزاً كبيراً ومؤامرة حيكت .

تسريبات "واللا" العبري عن اتجاهات المختطفين وخلفيتهم "المُقاومة" وجهة سفرهم المزعومة , وحديث الاعلام العبري قبل عملية الخطف عن تحضيرات المقاومة خاصة في مجال "الكوماندوز البحري" واكتشاف المقاومة مؤخراً لـ"دولفين" اغتيال في عرض البحر كل ذلك يجعل دائرة الشك الأولى "الاحتلال وعملائه" , ولا ننسى عملية اختطاف الأسير ضرار أبو سيسي في أوكرانيا من قبل الموساد الاسرائيلي .

قضية الاختطاف ليست "عابرة" وكما قالت حماس في بيانها خطيرة ولا تستوجب التجاهل وسابقة يجب ان لا تمر مرور الكرام وإلا سيُصبح معبر رفح .. إيرز 2 لكن دون مسوّغ معروف وبأساليب "البلطجة" الاسرائيلية المعروفة .

التعليقات