حاولت الانتحار من أجله .. تفاصيل الليلة الأولى لـ"بوسي" بعد دفن نور الشريف وانهيارها في جنازته

حاولت الانتحار من أجله .. تفاصيل الليلة الأولى لـ"بوسي" بعد دفن نور الشريف وانهيارها في جنازته
رام الله - دنيا الوطن
«هل تقبلين محمد جابر زوجًا لكى؟»، بالتأكيد هذه الجملة أول ما تبادر إلى ذهن بوسى ليلة أمس، بعدما تركت زوجها «نور الشريف» وحيدًا في قبره وعادت إلى منزلها، لتجلس وحيدة تفكر وتتذكر أحداث ما يقارب من 50 عامًا مرت عليها برفقة حبها الوحيد، والمشهد الأهم الذي شغل بالها عندما جلست أمام المأذون ليسألها ذلك السؤال، لترد عليه «موافقة»، وتقول لنفسها «لقد اخترته وأردت أن أكمل حياتى معه، وقد فزت به».

ألبوم صور

لا يشغل بالها حاليًا سوى محمد جابر، مسكت بألبوم الصور لتتذكر كل دقيقة مرا به معًا، بداية من اللقاء الأول الذي جمعها به أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون عام 1967، وحتى لحظات الوداع الأخيرة بالأمس، تجلس «بوسى» في فيلا نور الشريف في تلك اللحظات بعدما ودعته للمرة الأخيرة منذ ساعات وهى تدخله قبره.

رفيق الكفاح

هذه الليلة بالتأكيد لم تكون ليلة عادية، فهى الليلة الأولى التي تمر عليها بدون حبيبها ورفيق رحلة كفاحها نور الشريف، حتى ليلة أول أمس بالرغم من وفاته كانت بجانبه، حتى في سنوات الانفصال كانت معه، كان يسكن في فيلته الخاصة في «زايد 2000»، وبجانبه فيلا ابنته مى، وبعدها فيلا الفنانة نورا شقيقة بوسى، لتترك بوسى منزلها في المهندسين وتقرر الإقامة في فيلا ابنتها «مى» التي تتوسط الثلاث فلل، وتكون بجانب نور الشريف.

قطيعة 9 سنوات

وطوال 9 سنوات من الانفصال، كانت الفلل الثلاث وكأنها فيلا واحدة، فأبوابها مفتوحة على بعضها وكأنها حديقة واحدة تتوسط ثلاثة قصور، تتجمع العائلة دائمًا في أحد تلك الفلل، نور الشريف وزوجته السابقة بوسى وابنتاه «مى وسارة» وخالتهم نورا، وبالرغم من أن فيلا نور الشريف كانت عتيقة تعج باللوحات والتحف وتتميز بالطراز الكلاسيكى والكثير من الكتب، كانت فيلا «بوسى» تتميز بالطراز الحديث «المودرن»، ولكنها اختلافات بسيطة لم تمنع تلاقيهما يوميًا، وكان نور الشريف يقوم بدوره كرجل للبيت، فكان المسئول الأول عن أي أشياء مطلوبة في فيلته أو فيلا زوجته السابقة أو شقيقتها.

جلسات عائلية

بالتأكيد هي تذكرت كل ذلك، وتتذكر تجمعاتهم اليومية وجلساتهم العائلية، تذكرت بعض الكلمات والمواقف التي لن تنساها من حبيبها الوحيد، الرجل الذي خطف قلبها، وتسحبها الأفكار لتعود بالذكريات إلى اللقاء الأول، تسأل نفسها «لماذا تعلق الشاب محمد جابر بى من اللقاء الأول؟»، وتتعجب من القدر الذي جمعهما أكثر من مرة أخرى لتقع في غرامه وهى بنت الـ 15 عامًا، بالتأكيد لن تنسى والدتها التي قالت لها أنها «مازالت صغيرة على الحب»، لن تنسى محاولة الانتحار الفاشلة التي نجت منها بعدما تقدم لها أحد الشباب الأثرياء، ولن تنسى أنها في النهاية فازت بما حاربت من أجله وتزوجت نور الشريف.

قصة حب

تبتسم بعدما تذكرت أن حبيبها حارب الجميع من أجلها وظل متمسكًا بها، وتزداد ابتسامتها بعدما تذكرت نظرته لها وهى تجلس بجانبه في حفل الخطوبة، ثم تتقدم بالذاكرة سنوات كثيرة وبالتحديد في عام 2005، تتذكر أنه بعد قصة الحب التي حسدهم عليها الجميع تنفصل عن نور الشريف، تدمع عينيها بعدما تكتشف أنها قضت 9 سنوات منفصلة عن حبها الوحيد، فبالرغم من أنها لم تغب عنه يومًا واحدًا طوال تلك السنوات إلا أنها كانت منفصلة عنه وليست زوجته، لم يهن عليها أنها كانت تراه يوميًا، تتذكر إقامته الدائمة في «زايد 2000»، وعدم خروجه منها إلا إذا كان سيذهب للتصوير، أو سيذهب إلى مول "أركان"، فقد كانت أماكن خروجهم المفضلة كلها هناك، حتى احتفالاتهم العائلية كانت هناك.

صور قديمة

قلبت صور الألبوم، وشاهدت صور قديمة تجمعها بنور ومعها طفلتيهما «مى وسارة»، تذكرت غير نادمة أن تكوين الأسرة عطلها فنيًا أكثر من مرة في الوقت الذي كان زوجها فيه أحد نجوم السينما المصرية، وتقول لنفسها إن الأمومة أهم بكثير من النجومية، ولكنها تتذكر أعمالها فتجد أنه لم تخسر شيئًا، فقد جمعت بين النجومية والأمومة، وتركز أكثر على أعمالها مع نور الشريف، فقد جمعهما 10 أفلام، تتذكر «قطة على نار» ثم يأتى في ذهنها «آخر الرجال المحترمين»، وتستمر في التذكر لتصل إلى المحطة الأهم «حبيبى دائمًا»، الفيلم الذي لن يمحى من ذاكرة السينما مهما مرت السنوات، تتذكر أنها لم تكن تمثل فقد كانت تظهر على الشاشة مشاعرها الحقيقة لنور الشريف، هذا الحب والعشق حقيقى وليس مجرد كلمات مكتوبة على ورق وتنفذها هي، تدمع وهى تتذكر الاسم "حبيبى دائمًا"، وتقول لنفسها "وستظل هكذا إلى الأبد".

موقف صعب

ما زال الألبوم مليء بالصور، ومازالت بوسى تتذكر، ولكنها تذكرت موقفا صعبا مر به نور، فالأخير هاجم النظام الأسبق في حوار صحفى، فلم يكن من حكومة «مبارك» إلا أنها أشاعت أخبار جنسية كاذبة عنه، تتذكر كيف أن صراحة زوجها وشجاعته تسببت في مشاكل له، ولكنها سعيدة، فهذا هو الرجل الذي اختارته لحياتها، رجل لا يخاف أحد، تبكى بحرقة بعدما تذكرت أنها ذهبت لتجلس أمام المأذون مرة أخرى ولكن هذه المرة للانفصال، ولكن سرعان ما تهدأ بعدما تذكرت أنها ذهبت إليه مرة ثالثة برفقة حبيبها ليعيدها إلى عصمته مرة أخرى قبل أن يرحل عن عالمنا بأشهر قليلة


لحظات جميلة

لحظات جميلة هي تلك التي قضتها برفقته، حتى في أحلك الظروف وأصعبها، يكفى أنها كانت بجانبه، فلم يكن هناك أصعب من الأشهر الأخيرة التي سافرت معه فيها إلى لندن ليكمل علاجه بعد الأزمة الصحية الشديدة التي مر بها مؤخرًا، لم تتركه وهو يعانى وظلت بجانبه، تتمنى لو كان لديها القدرة أن تقدم أي شيء ليشفى ويعود إلى ما كان عليه، لكن ليس بيدها، لم يعد بيدها سوى أن تظل بجانبه وترعاه، تتذكر ذلك، وقبل أن تغلق الألبوم تتذكر أهم حدث، ففى ديسمبر 2014 جلست أمامه في فيلته الخاصة والمأذون يتوسطهما، لقد عادت إليه بعد 9 سنوات من الانفصال، تحمد الله على أنه مات وهى على ذمته، فلم تكن ستسامح نفسها لو تركته يموت وهما منفصلين.

الليالى القادمة

دعت الله أن تمر الليالى القادمة عليها وهى تتحلى بالصبر والهدوء، وأن تقبل قضاء الله وقدره، تأخذ وعد على نفسها بأنها ستحافظ على كل ما تركه لها نور الشريف، وأن تفعل كل ما كان يحبه، فأقصى ما يمكن أن تفعله الآن هي أن تحافظ على ذكراه.


 


التعليقات