مصر تشارك بمنتدى الصحراء الدولي بالصين يوليو 2015

رام الله - دنيا الوطن
تلبية لدعوة رسمية للمشاركة في المنتدى الدولي الخامس للصحراء بدولة الصين والذي نظمته اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) وبرنامج البيئة للأمم المتحدة (UNEP) بالتعاون مع وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية (MOST).

شارك الدكتور/ أحمد إسماعيل سيد أحمد الباحث بمركز بحوث الصحراء بفاعليات منتدى الصحراء الدولي بدولة الصين، وذلك على مدى خمسة أيام

لمناقشة آخر مستجدات وجهود التنمية وتبادل الخبرات للعديد من الدول في مجالات مكافحة التصحر والتنمية المستدامة

 وقد بدأت فعاليات وأنشطة المنتدى الدولي فور استقبال الوفود والأشخاص المشاركة وقد بلغ عدد المشاركين أكثر من 250 من الشخصيات ذات الصلة سواء من متخذي القرار أو الباحثين وكذلك سفراء وسياسيين ورموز مجتمع في العمل العام على مستوى العالم

 حيث اقتصر اليوم الأول على  جولة ميدانية بالمرور على بعض المشروعات التنموية التي تعد انجازا في مجالات مكافحة التصحر لتحقيق التنمية المستدامة بالصين ، ومن أهمها محطات إنتاج الطاقة الشمسية ومجمعات حفظ الأصول الوراثية النباتية ومصانع مختلفة النشاط ما بين مستحضرات طبية من الأنواع النباتية البرية والطبية وأيضا مستحضرات أعلاف وأغذية حيوانية ، مرورا بمصانع المواد الغذائية، الأمر الذي أوضح التكامل الذي انتهجته الصين من حيث إشراك المجتمع المدني والقطاع الخاص في مشروعات التنمية تحت إشراف كامل وفى إطار الخطة العامة للدولة بما يحقق أهداف التنمية المرجوة ليصبح عائد المشروعات التنموية للمجتمع وأصحاب رؤوس الأموال وأيضا للحكومة.

 اتبعت الجهات المنظمة كافة الاحتياطات التي تضمن التأمين والسلامة للوفود من تخصيص أكثر من عشر حافلات لتنقلات المشاركين مع تأمين خط السير تأمينا واضحا باستخدام طائرة مروحية صاحبت الوفود خلال الزيارة الميدانية دون إن تشكل عمليات التأمين أي عائق خلال الرحلة الميدانية والتي استمرت ست ساعات متواصلة تم فيها المرور على احد المشروعات الضخمة والتي نجحت فيه الصين من تثبيت الكثبان الرملية والتي تهدد الطريق وخطوط السكك الحديدية وكيف نجحت الصين بتكامل الجهود مع القطاع الخاص والمجتمع المدني في تنفيذ مشروعات ضخمة كالحزام الأخضر الذي بلغ طوله في بعض المواقع إلى 150 كم وبعرض 20 كم على جانبي الطريق لتثبيت الكثبان باستخدام الطرق البيولوجية باستزراع أنواع نباتية وأشجار مناسبة تبعا لطبيعة كل موقع

 وبعض هذه المشروعات وان تمت بالمشاركة مع القطاع الاستثماري إلا أنها تتلاقى مع أهداف الدولة وخطتها الإستراتيجية وتحت رقابة منها بالشكل الذي يكفل أن يكون عائد تنفيذ هذه المشروعات من التنمية عائدا على المجتمع وأصحاب رؤوس الأموال والحكومة أيضا.

 كانت أيضا زيارة موقع لإنتاج الطاقة باستخدام وجدات الطاقة الشمسية وهذا موقع نفذته واحدة من اكبر الشركات الاستثمارية في الصين Elion Resources Group  وهذا الموقع يسمى Eco-Photovoltaic Demonstration Areaويحتوى على وحدات الطاقة الشمسية الضخمة والتي يفوق عددها 430 وحدة ، تنتج 110 ميجا، تم الانتهاء من إنشاءها في سبتمبر 2012 لتوفر الاحتياجات من الطاقة الكهربائية لسكان يبلغ عددهم مليون ونصف نسمة يعتمدوا اعتمادا كاملا على هذه المحطة. وكان ضمن الزيارات الميدانية مجمعا هائلا لحفظ الأصول الوراثية النباتية من النباتات البرية والطبية وتعظيم الاستفادة من وإكثارها بأحدث التقنيات العلمية وتوفيرها للنشاط الاقتصادي المحلى والتصديري والأنشطة البحثية وكيف قامت عليها العديد من الصناعات مثل صناعات الأدوية والمواد الغذائية والعلائق والأعلاف الحيوانية وكل هذا في شكل مجمعات ضخمة في قلب المناطق الصحراوية مما يدل على تخطيط دقيق من قبل الحكومة الصينية وتوفير كافة مرافق البنية التحتية التي تساعد في الاستثمار والخروج من المدن المكدسة إلى رحابة الصحراء.

بدأت فعاليات اليوم الثاني في الثامنة صباحا بالتقاط الصورة التذكارية أو كما يسمونها البروتوكولية للحضور، ثم بتغطية هائلة من وسائل الإعلام من الصين والعديد من دول العالم بدأت الفعاليات بكلمات لبعض الرؤساء والوزراء ورؤساء وممثلي الهيئات الدولية والأممية

 كان من ابرز هذه الكلمات كلمة رئيس الاتحاد الأوروبي ورئيس الاتحاد الإفريقي وخطاب تهنئة بانعقاد المؤتمر بعث به الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قرأته نيابة عنه السكرتيرة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، والتي قامت بدورها بإلقاء كلمتها عن الاتفاقية.

ثم تلتها كلمات لوزير الزراعة والغابات بالصين، لتنتهي الجلسة الافتتاحية، وبعدها حفلات توقيع بروتوكولات التعاون بين الحكومة وبعض شركات القطاع الخاص والمجتمع المدني والتي قدمت خططا استثمارية تتفق مع توجهات ومشروعات الدولة, وأيضا بروتوكولات تعاون بين مؤسسات استثمارية تحت رعاية الحكومة الصينية تهدف استثماراتها لتحقيق تنمية مستدامة وتساعد في مكافحة التصحر.

وضمن أعمال التغطية الإعلامية لفعاليات المنتدى الدولي فقد أجرت صحيفة China Daily  حوار صحفي مع الدكتور أحمد إسماعيل بعد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حول أهم ما جاء في كلمات المتحدثين ، والتوقعات حول نجاح المؤتمر ، وأهمية هذا الحدث في التوعية المجتمعية بقضايا البيئة.

وطبقا لجدول أعمال منتدى الصحراء الدولي فقد تنوعت الموضوعات التي طرحت للعرض والمناقشة واحتلت بعض الموضوعات اهتمام بالغا منها دراسة الأثر البيئي والثقافي لمشروعات التنمية والبنية التحتية على المجتمعات وأيضا دور القوانين والسياسات التي وضعتها بعض الدول لتسهم في تنفيذ المشروعات القومية التي نفذتها دولة السويد تلك المحاضرة التي ألقاها رئيس وزراء السويد السابق هانز بيرسون . وأيضا عرضا لخبرات اسبانيا في بناء نظام تعاون دولي في مجال مكافحة التصحر من خلال محاضرة لرئيس وزراء اسبانيا السابق.

 وعن مكافحة التصحر والحد من الفقر كانت محاضرة المدير التنفيذي للمكتب الدولي للحد من الفقر بالصين

 كما شهدت قاعة المؤتمرات الكبرى محاضرة للمدير التنفيذي للبرنامج البيئي للأمم المتحدة حول نماذج للانجازات التي تحققت من التعاون بين القطاع الخاص والحكومي لتحقيق التنمية المستدامة من خلال بعض المشروعات القومية التي تم تنفيذها بالصين أو تمت الاستعانة بهذه الشركات العابرة للقارات لتنفيذها في دول أخرى.

 شهدت بعض قاعات الاجتماعات جلسات حوارية حول العديد من الموضوعات من أهمها الاقتصاد الأخضر وكيفية دفع المؤسسات والمجتمعات لتنمية الوعي بأهميته وتكثيف الجهود لزيادة الوعي بقضايا البيئة والتي تشكل تهديدا للبشرية وعائقا أما تحقيق الرخاء فيها ومن أهم هذه المشكلات التصحر وتدهور الأراضي والتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية وتدهور التنوع البيولوجي وما يمثله من ثورات طبيعية للدول

 لم تفوت الجهات المنظمة الفرصة على بعض طلاب الدراسات العليا المتميزين أن يكون لهم نصيب في الانفتاح على العالم خلال هذا المنتدى فتم تخصيص جلسات حوارية واستضافة مجموعات من الطلاب من بعض جامعات الصين لمدة ساعة حيث اجتمعت كل مجموعة من الطلاب مع أحد العلماء أو الباحثين حول العالم وتبادلوا معه الحوار حول مجالات اهتمامهم ذات الصلة بموضوعات المنتدى وفيه فرصة رائعة لتشجيع الطلاب على التواصل والتعاون مع المجتمع العلمي على المستوى الدولي.

تم اختيار عدد 35 ورقة عمل لنشرهم في الكتاب الصادر عن المؤتمر بينهم عشرة في مجال مكافحة التصحر منهم ورقة العمل المقدمة عن جهود مكافحة التصحر في مصر، والباقي في مجالات التنمية الزراعية المختلفة.

 وذلك بهدف تبادل الخبرات بين الدول، وفى مجال مكافحة التصحر تناولت أوراق العمل المنشورة تجارب العديد من الدول منها (مصر – استراليا – الصين – روسيا – تركيا – إيران – أمريكا – إسرائيل – الكويت – كازاخستان).

وعن مشاركة الدول العربية فقد غابت كل أعلام الدول العربية لعدم مشاركة أعضاء عن تلك الدول في هذا المنتدى الدولي الذي يعقد كل عامين وللمرة الخامسة

 وكانت الدول العربية الممثلة هي مصر والكويت حيث تلقى مشاركيها دعوات شخصية من الهيئات المنظمة الدولية المنظمة للمنتدى، وبدعوات موجهة للجهات الحكومية المعنية في كل من تونس والسعودية حيث قامت بدورها بترشيح المشاركين منها.

حضر المنتدى معظم الشخصيات التي تعدّ نقطة الاتصال الوطني بين بلدانهم واتفاقية المتحدة لمكافحة التصحر UNCCD وكذلك السكرتارية التنفيذيين لمكاتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP ، وبرنامج البيئة للأمم المتحدة UNEP، وممثلين عن العديد من الهيئات الدولية، وأيضا رموز المجتمع المدني في العديد من البلدان.

في اليوم الأخير من أعمال المنتدى تلقى أحمد إسماعيل دعوة رسمية تفيد باختياره ضمن مجموعة عمل تشكلت من عشر شخصيات لتنفيذ مهمتين الأولي مراجعة التقرير النهائي عن مخرجات المنتدى الدولي ومناقشته وإجراء التعديلات التي يتم الاتفاق عليها من قبل اللجنة، وأيضا مناقشة خطة العمل المقترحة لتنفيذها خلال السنوات العشرة القادمة (2015- 2025) والتي أعدتها بعض مؤسسات القطاع الخاص بالمشاركة مع الحكومة لتكون شريكا في تنفيذ هذه الخطة وتحقيق التنمية فيما يتعلق بكل المشروعات الهادفة إلى مكافحة التصحر ، حيث استمر هذا الاجتماع قرابة الخمس ساعات تم خلالها الانتهاء من إعمال اللجنة وإرسال الملفات التي تم إقرارها الي الجمعية العامة للأمم المتحدة وهذا ما أكدته السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.

وتجدر الإشارة إلى أن د. احمد إسماعيل بالإضافة إلى نشاطه العلمي داخل مصر وخارجها خلال العديد من المهام العلمية القصيرة التي قام بها في بعض الدول إلى انه عضو مجلس إدارة العديد من الجمعيات العلمية ومؤســسات المجـــتمع الـــمدني وعضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للعمل EFW وأمين قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بالاتحاد

هذا وكانت قد صرحت أمل ياقوت منسق الإعلام بالاتحاد المصري للعمل ، أن الموقع الرسمي للاتحاد سيقوم بتغطية يومية لوقائع المنتدى الدولي للتأكيد على ضرورة التوعية المجتمعية بقضايا التنمية والبيئة وعرض أهم ما توصلت له جلسات ووقائع المؤتمر وما انبثق عنه من توصيات ، كما سيتم التواصل مع وسائل الإعلام للنشر، ولكن ضيق الوقت بالمنتدى لكثرة الفعاليات ، لم تسمح بهذا ، وعليه فإننا ننشر اليوم التقرير النهائي والكامل عن المنتدى موثقا بالصور

التعليقات