في عيد ميلاد ياسر عرفات .. شعب الختيار وشعب الله المختار !

في عيد ميلاد ياسر عرفات .. شعب الختيار وشعب الله المختار !
كتب خالد عيسى

شخص واحد في الدنيا تحبه ولا تحبه في وقت واحد هو الشهيد ياسر عرفات !

زعيم الفلسطينيين بلا منازع ، اختلف معه الجميع ولم يختلفوا عليه قائدا نادرا لمسيرتهم الكفاحية ، وقبطانا بارعا لسفينتهم الفلسطينية في بحر الظلمات !

ياسر عرفات الزعيم المثير للجدل في حياته وفي موته ، رجل جمع المتناقضات تحت كوفيته هو ثوري كجيفارا وبرغاماتي كميكافلي في آن ، ارادها كوفية تعيد للأذهان كوفية الثائر الشهيد عبد القادر الحسيني ، وحين يخاطب العالم يحول مقدمتها الى شكل رأس حمامة سلام ، لم يلبس الملابس المدنية في حياته ، دخل البيت الابيض بملابسه العسكرية ، وصافح رابين بثياب الفدائي ، حمل غصن الزيتون بيد والبندقية بيد في الامم المتحدة ، عاش ومات ومسدسه (البكر ) على خصره ، لا أحد مثل ياسر عرفات يتقن جمع النقضين ويزوجهما في عرس جماعي ، سكن في طائرة وجاب العالم من اجل قضيه ، ودخل قصور الزعماء وهو لا بيت له ، جمع حوله المستشارين ببدلات " تيد ليبدوس " الفاخرة وبقي في ثياب " الخاكي " وسطهم يخيط زرا مقطوعا لبدلته العسكرية بنفسه ! تحت يديه المليارات والامر الناهي لـ "يُصرف له " ولا مصروف شخصي له تقام حوله الولائم ويتعشى قطعة جبنة مع عسل ! يتحلق حوله الفاسدون كالذباب ولا يكترث ، ينشغل بالقضايا الكبيرة والصغيرة من تعين سفير الى صرف ثمن " بوت " لفدائي ، يشق الفصائل ويوحدهم ويجلس بين نايف حواتمة وياسر عبد ربه ، وبين احمد جبريل وابو العباس ، يقبل رأس الشيخ احمد ياسين ، ويقرأ تقارير محمد دحلان ، يهتم بأطلاق سراح مروان البرغوثي واحمد سعدات ، ويطلق يد محمد رشيد " خالد سلام " في مشاريع الاقتصاد !!

لا احد مثل ياسر عرفات يملك المهارة في قيادة اعقد قضايا العصر على الاطلاق ولذلك استعجلوا موته ذلك الموت المثير للجدل كصاحبه هل مات ام قُتل ؟!!! 

لن يجيب احد ويبقى سر رحيله غامضا لأنه ياسر عرفات الرقم الصعب في حياته وفي موته !!

الفلسطينيون بلا ياسر عرفات تائهون يبحثون عن زعيم يتقن كوفيته التي هي كوفية الثائر ولها رأس حمامة سلام !! وسيظل شعب " الختيار " يبحث عن الخيارات الصعبة في صراعه مع شعب الله المختار !