صور .. أزمة الكهرباء تُجبر المواطنين العودة إلى الحياة البدائية

صور .. أزمة الكهرباء تُجبر المواطنين العودة إلى الحياة البدائية
رفح - خاص دنيا الوطن - محمد جربوع
تصوير  - عبد الرؤوف شعت

جلست أم محمد صاحبة الأربعين عام التي تقطن بمنطقة حي الجنينة شرقي محافظة رفح جنوب قطاع غزة، على مقعد صغير تضع أمامها قطعة بلاستيكية تعرف باسم "طشت الغسيل"، تقوم بوضع ملابس أبناءها الثمانية داخله لغسلها على يداها بسبب انقطاع التيار الكهربائي منذ أكثر من 24 ساعة في منطقتها.

أم محمد التي تعاني من عدة أمراض تقول لـ مراسل "دنيا الوطن" وعلامات التعب بدت واضحة على وجهها :"الكهرباء في منطقتنا لم تأتي على مدار يوم كامل وأنا لدي ثمانية أبناء يحتاجون كل يوم لتبديل ملابسهم، لذلك أقوم بغسل الملابس على يداي رغم أنني أعاني من مرض لا يجب أن أقوم بجهد حسب توصية الطبيب المعالج، لكن الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي جعلني أخاطر بصحتي من أجل أبنائي."

 وتضيف التي تعاني من مرض هشاشة في العظام "انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة ومتواصلة جعلنا نلجأ إلى الحياة البدائية، فأصبحنا نقوم بمعظم أعمالها دون استعمال الكهرباء وكأننا نعيش في البادية، فنقوم بطهى الطعام على النار وهذا شيء سيء ويسبب لنا العديد من المشاكل."

وتتابع أم محمد بقهر :"أصبحنا لا نطيق الحياة بسبب أزمة الكهرباء التي تلاحقنا منذ أكثر من 8 أعوام، فأنا زوجي يعمل في أحد مصانع الحجارة ولأن صناعة الحجارة تعتمد على الكهرباء بشكل أساسي فلا يستطيع المصنع مواصلة عمله، فهذا تسبب في فقدان زوجي لعمله."

وتمضى بالقول التي غمرت عيناها بالدموع "الأطعمة فسدت والأمر أصبح لا يطاق خاصة أننا بفصل الصيف ونعاني من شدة الحرارة بالتزامن مع موجة الحر التي تضرب البلاد، فكل ذلك فاقم معاناتنا وساهم في خلق أزمة كبيرة لدى المواطنين برفح."

تُفاقم أزمة الكهرباء تلقي بظلالها على جميع مناحي الحياة في محافظة رفح جنوبي قطاع غزة، بعد أن وصلت ذروتها في ازدياد ساعات قطع التيار إلى نحو (20) ساعة متواصلة، وتعيش المحافظة دون كهرباء منذ ليلة أمس الاثنين بعد انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل، بفعل توقف الخطوط المصرية للقيام بإعمال صيانة فيها.

ولا يختلف حال الشاب يوسف عدوان الذي يعمل في محل لتصليح الأحذية عن حال أم محمد، فيقول :"إذا استمر الحال على ما هو عليه بقطع الكهرباء لأكثر من 12 ساعة متواصلة، سأغلق المحل وأجلس في البيت عند أطفالي، لأنني غير قادر على التأقلم على هذا الوضع، فأنا كنت أعمل على الماكنة التي تعمل على الكهرباء، والآن أقوم بتصليح الأحذية على يدي لكن ذلك يحتاج جهد كبير وأنا لا أستطيع تحمل ذلك."

وأردف "بعد انقطاع الكهرباء لعدة أيام بسبب الأعطال في الجانب المصري، حاولت حل المشكلة من خلال جلب ماتور كهرباء لكنه مكلف بشكل كبير وغير عملي، وبعدها قمت بالاشتراك بماتور كبير برفقة أصحاب المحلات من أجل تخطى المشكلة ومواصلة عملي، لكن لم استطيع المواصلة فهذا يحتاج إلى التزام بدفع التكاليف ومهنتي (يا دوب معيشاني)."

وناشد عدوان حكومة الوفاق الوطني والجهات المسؤولة والمعنية بغزة بضرورة العمل على حل أزمة الكهرباء التي يعاني منها جميع المواطنين في قطاع غزة.

وانهالت آلاف الاتصالات من قبل المواطنين الغاضبين على شركة توزيع الكهرباء في المحافظة، للاستفسار منهم عن سبب عودة الأزمة التي عانت منها المحافظة قبل أيام قليلة، بعد أن تم معالجة الخلل من قبل شركة الكهرباء المصرية.

وعم الظلام الدامس أجواء محافظة رفح بأكملها ليلة أمس، مما تسبب في زيادة معاناة المواطنين داخل المحافظة، وذلك بسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل.

وكان قد حدث انقطاع مفاجئ لجميع الخطوط المصرية الثلاثة التي تبلغ قدرتها 28 ميجا وات التي تستفيد منها محافظة رفح بشكل كبير.