حزب الوحدة الديمقراطي: عودة تركيا لانتهاج سياستها في اعتماد لغة الحديد والنار مع الملف الكردي

رام الله - دنيا الوطن
فيمايلي النص الكامل للتصريح الذي أدلى به الأستاذ محي الدين شيخ آلي - سكرتير حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)، لوكالة آكي الايطالية:

تصريح

عودة تركيا إلى انتهاج سياستها القديمة في اعتماد لغة الحديد والنار مع الملف الكردي، وإنكار وجود قضية كردية مع لجوئها مجدداً إلى الحشد العسكري والتعبئة الاعلامية والسياسية لضرب حزب العمال الكردستاني بات يثير القلق لدى ملايين الكُـرد على اختلاف أحزابهم وأينما كانوا، كما وبات يستهجن به العديد من الفعاليات السياسية والثقافية والحقوقية ومكونات شعوب ودول المنطقة وخاصةً بلدنا سوريا المعذبة التي تجمعها مع جارتها الشمالية تركيا حدودٌ دولية يبلغ طولها أكثر من 900كم، وتعيش على جانبيها كثافة كردية تاريخية متجذرة تنبذ الحرب والارهاب وتنشد السلم والعيش المشترك.

لقد دأبت حكومات أنقرة وغيرها على تصوير الكفاح التاريخي للكُـرد بأنه عبارة عن نشاط عدائي لجماعات ارهابية انفصالية لا أكثر، مما أبعدتها هذه الرؤية القاصرة عن تناول سليم لمعالجة المسألة، وأبقتها في حالة تشنج، لتنظر باستعلاء قومي وغرور بامتلاكها لجيش كبير وسلاح جويٍ متطور وشبكة علاقات اقليمية ودولية سعت دوماً لتوظيفها ضد تنامي نضالات الكُـرد وخاصةً نفوذ ومواقع العمال الكردستاني منذ قرابة ثلاثة عقودٍ من الزمن ولا يزال، والذي لطالما تجهد سلطات تركيا لوصفه بالإرهاب كما كانت عليه الحال سلطات جوهانسبورغ وتل أبيب في وصفها للمؤتمر الوطني الأفريقي ومنظمة التحرير الفلسطينية.

ومما زاد من تنشج حكومة حزب العدالة والتنمية وأثار حفيظتها كثيراً هو التقدم الملفت الذي أحرزه حزب الشعوب الديمقراطي HDP بتخطيه حاجز 10% في الانتخابات البرلمانية التي جرت في تركيا مؤخراً، رغم تعرض العديد من مقاره لتفجيرات دموية عشية الانتخابات تلك وحملات الاعتقال الواسعة بحق الكثير من نشطائه بين حينٍ وآخر من جهة، والنجاحات الميدانية الباهرة التي حققتها وحدات حماية الشعب والمرأة YPG – YPJ في تصديها لهجمات تنظيم الدولة داعش في كوباني وتل أبيض والحسكة في الشمال السوري وإلحاق الهزيمة به من جهة ثانية، وثبوت عجز واضطراب سياسة تركيا في تعاملها مع ملف الأزمة السورية على مدى أربع سنوات ونيف ورهانها على قوى الاسلام السياسي المتشدد من جهة ثالثة، لتلجأ إلى حرف أنظار الرأي العام التركي وتشن غارات جوية مكثفة وقصف مدفعي ضد مواقع العمال الكردستاني وقرى آمنة في أراضي اقليم كردستان العراق التي تعد حدودها البرية والجوية جزءاً من منظومة سيادة الدولة العراقية وفق القانون الدولي، ومروراً بالتصريحات المريبة لكبار المسؤولين في أنقرة التي ترمي بوضوح للنيل من الادارة الذاتية القائمة في مناطق عفرين وكوباني والجزيرة، ووصفها (بالكيان المعادي والخطر على الأمن القومي التركي)... والتلويح بالقيام بتدخل عسكري في الداخل السوري، ظاهره إبعاد داعش عن الحدود الجنوبية لتركيا، وحقيقته تشديد الحصار على منطقة عفرين شمال غرب حلب، للحؤول دون تواصلها مع كوباني، وتأليب الرأي العام العربي والتركماني ضد انتظام الحضور الكردي السوري ذات التوجه الحضاري المنفتح والمناهض على طول الخط لقوى التكفير وشبكات الارهاب وأبرزها تنظيمي داعش والنصرة. ليبدو واضحاً أن استئناف تركيا لاعتماد منطق القوة ومضيها في حملاتٍ عسكرية جوية وبرية ضد مواقع الكُـرد يشكل خياراً عبثياً يدمر فرص استعادة لغة الحوار وأفضليات قوة المنطق لإحلال السلام، ويُدخل تركيا في حلقةٍ مفرغة.

يبقى الخيار الأفضل هو أن تتجنب تركيا القيام بمغامرة عسكرية في الشمال السوري كي لاتزيد الأمور تعقيداً ويلحق الأذى بالجميع وأن تكف عن التهويل ولغة الحرب ضد الكُـرد هنا وهناك، فالمستفيد الأكبر من أي تدخل عسكري تركي في الداخل السوري هو قوى الارهاب والتخلف.

التعليقات