شيعة غير إيرانيين يقودون حملات طهران الدعائية بالخارج

شيعة غير إيرانيين يقودون حملات طهران الدعائية بالخارج
رام الله - دنيا الوطن
تعيش جاليات إيرانية كبيرة نسبياً في أوروبا وأميركا، وأغلبية أبناء هذه الجاليات يكونون معارضين أو محايدين، مع وجود أقلية موالية للنظام الحاكم في طهران. إلا أنه من الصعوبة بمكان لممثليات إيران الاتكال على هذه الأقلية؛ نظراً لحجم الحملات الدعائية والإعلامية التي يديرها النظام الإيراني في الخارج؛ لذا تلجأ إيران عادة لجاليات شيعية عربية وباكستانية وأفغانية وهندية لتحقيق هذه الغاية.

وفي هذا السياق، سلّط موقع "شهرونديار" الإيراني الضوء على أنشطة سفارة إيران في النرويج، وخاصة في عطلة نهاية الأسبوع، ونشر فيديو تظهر فيه خيمة لحملة دعائية لصالح المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي تدار من قبل شيعة باكستانيين.

يذكر أن الباكستانيين في النرويج يشكلون أكبر جالية في هذا البلد الإسكندنافي، وللشيعة نسبة لا بأس بها بين أبناء هذه الجالية، التي وصل جيلها الأول في سبعينيات القرن الماضي لسد حاجة النرويج من القوى العاملة، أما الجيل الثاني الذي ولِد في هذا البلد الغني فله حضور قوي في المجالات التعليمية والإعلامية والسياسية والتجارية.

وبحسب الفيديو الذي تنشره "العربية.نت" مرفقا بالموضوع، فقد قامت السفارة الإيرانية في النرويج بنصب خيم في مركز العاصمة، أوسلو، في عطلة نهاية الأسبوع وسلمت إدارتها لشيعة باكستانيين وأفغانيين، والذين قاموا بتوزيع الزهور والحلويات على المارة من النرويجيين، بالإضافة لتسليمهم رسالة من المرشد الإيراني الأعلى موضوعة في علبة فاخرة، وتحمل عنوان "رسالة آية الله خامنئي لشباب أوروبا وأميركا".

وبالمقابل تجمع عدد من الإيرانيين المعارضين أمام الخيمة، حاملين صوراً لأبنائهم المعدومين والمسجونين، متهمين الجمهورية الإيرانية بممارسة الإرهاب الداخلي بالإضافة إلى الإرهاب في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، على حد تعبير أحدهم.

وتساءل الموقع الإيراني، الذي نشر الفيديو وينشط في مجال الحقوق المدنية، لماذا يتم صرف كل هذه الأموال من أموال الشعب الإيراني لتوصيل رسالة خامنئي باليد إلى أوروبيين وتُنظم الندوات حولها؟

وكان المرشد الإيراني الأعلى قد دعا في رسالة إنشائية موقعة بتاريخ 21 يناير 2015 وموجهة إلى كافة "شباب أوروبا وأميركا الشمالية"، دعاهم فيها إلى العزوف عن اتباع "أهاليهم أو حكوماتهم"، وفي الوقت نفسه وصفهم بورثة التاريخ العالمي الذين ينبغي عليهم أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم.

ولم يشر خامنئي في هذه الرسالة إلى سائر شباب العالم في أميركا الجنوبية وروسيا والصين وإفريقيا. وفي هذا السياق، تساءل الموقع الإيراني ما الفرق بين الشباب في هذه المناطق وشباب أوروبا وأميركا؟

وأوصى الموقع الشباب الإيراني بقراءة رسالة خامنئي ومقارنتها مع الوضع السائد في إيران للتأكد من مصداقيتها، طارحا سؤولا أليس من الأولى أن يعزف الشباب الإيراني عن اتباع الحكومة التي يقودها المرشد الأعلى؟

يذكر أن لإيران 17 مركزاً دعائياً "شيعياً" في مختلف العواصم والمدن الأوروبية، حسب المخرج الإيراني رضا برجي، الذي أكد في مقابلة له مع وكالة "تنسيم" للأنباء أن "إيران لم يكن لها قبل الثورة مركز شيعي واحد في أوروبا إلا أننا اليوم نملك 17 مركزا شيعيا".

ومن المعلوم أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحاول تقديم نفسها للأوربيين كنقيض للمجموعات الجهادية التي تمارس العنف المفرط، وهي على يقين من أن الشارع الغربي يعرف الكثير عن "داعش" و"القاعدة" ولا يعرف شيئاً عن ميليشيات "عصائب أهل الحق" العراقية و"الزينبيون" الباكستانية و"الفاطميون" الأفغانية التي يدربها ويسلحها فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.

التعليقات