هل لافروف رسول إيران لحماس ؟

هل لافروف رسول إيران لحماس ؟
 عماد زقوت  

قبل الحرب الأخيرة على غزة تعرضت حركة حماس لمؤامرة شبه عربية ودولية لإنهائها تماما وشطبها من الحياة السياسية على أقل تقدير ، وتكللت تلك المؤامرة بحرب استمرت لأكثر من 50 يوما ومورس خلالها أشد أنواع الضغط العسكري و السياسي و الإعلامي ضد حماس ، ولكن صمودها وثباتها وصدها لكل أنواع الضغط والتهديد جعلها تعود أقوى للساحة السياسية الفلسطينية وحتى العربية و الدولية ،وكانت زيارة وفد الحركة برئاسة خالد مشعل للسعودية ولقاء الملك سلمان بداية الانفراجة السياسية والانفتاح العربي تجاهها ويبدو كان لتلك الزيارة ارتدادات سياسية على إيران التي حاولت التشويش على الزيارة ببعض الفبركات الإعلامية التي لم تسمن ولم تغني من جوع ما جعلها تعيد حساباتها السياسية مجددا ،وأرسلت مؤشرات إيجابية للحركة والتي سبقت لقاء سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي مع السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، وجاءت تلك المؤشرات من مستشار قائد الثورة الاسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي ،والذي قال إن زيارة مشعل للرياض لن تؤثر على علاقة حماس بطهران وأضاف ولايتي أن علاقة إيران بحماس علاقة صداقة ،وأنها أقوى حركات المقاومة الفلسطينية ، وأن حماس استطاعت ان تحمي قطاع غزة من الهجمات الصهيونية على مدار السنوات الماضية. أن تأتي هذه المؤشرات من شخصية إيرانية رفيعة بمستوى ولايتي والذي يعتبر مسؤول العلاقات الخارجية لخمنئي هذا يشير إلى تغير واضح في التعامل الإيجابي مع حركة حماس ، وذلك بفعل صمودها وعدم رضوخها للضغوط التي مورست ضدها ، وان يأتي توجيه دعوة لمشعل بزيارة موسكو في اليوم التالي لتصريحات ولايتي لقناة الجزيرة ، فهذا يعطينا مؤشراً بأن طهران يبدو أنها طلبت من موسكو التدخل لإقناع حماس بعودة العلاقة كما كانت معها ،وهذا أشارت له حماس في تصريحها الذي أصدرته بعد لقاء مشعل لافروف ،وقالت إن الجانبين ناقشا الوضع في المنطقة والتحركات السياسية تجاهها. ومن المؤكد أن هذه التحركات لن تؤثر على علاقة حماس بالرياض حسب ما جاء في تصريح سابق للدكتور موسى أبو مرزوق أن علاقة حماس بالسعودية لن تكون على حساب علاقتها مع إيران والعكس صحيح. وبالتالي يبدو أن حماس ينتظرها موقع اللاعب الإيجابي في المنطقة وهي تعمل وفق فنِّ الممكن في السياسة مع الحفاظ على مبادئها وجلب الخير لشعبنا الفلسطيني.