بلدية الاحتلال تعلن عن مسابقة تخطيطية لتهويد ما تبقى من مقبرة "مأمن الله" في القدس

رام الله - دنيا الوطن
أعلنت بلدية الاحتلال في القدس قبل أيام عن مسابقة تخطيطية لتهويد المنطقة المتبقية من شواهد مقبرة مأمن الله والبركة، تحت شعار "التطوير"، وتحويلها الى منطقة استجمام سياحي. ورصدت مبالغ مالية قدرها نحو 85 ألف شاقل للفائزين، من ضمنها الجائزة الأولى بمبلغ 25 ألف شاقل.  
 
ووجهت بلدية الاحتلال بالتعاون مع شركة "عيدن" لتطوير مركز القدس، دعوتها للجمهور العام والمؤسسات التربوية والفنانين والقطاع التجاري، لتقديم مخططات وأفكار إبداعية لـ "تطوير" المنطقة التي يتمحور في وسطها بركة مأمن الله ومحيطها، وصولا الى منطقة "المقهى" الجديد، وهي المنطقة التي يتواجد فيها عشرات شواهد القبور، في المساحة المتبقية من مقبرة مأمن الله.
 
وذكرت وثائق لتفصيلات إعلان البلدية، أن البلدية وشركة "عيدن" تقوم في السنوات الأخيرة بتنفيذ أعمال واسعة في منطقة "حديقة الاستقلال" – هي بالأصل مقبرة مأمن الله -وتنوي استكمال مشاريعها، بالذات في منطقة البركة ومحيطها، وضمن برنامج استكمالها لهذه المشاريع فهي معنية بـ "تطوير" المنطقة المذكورة، من خلال تقديم أفكار لمشاريع وفعاليات مميزة وحديثة في محور المركزي البعد المائي والأثري والتاريخي، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود مقبرة إسلامية في الموقع. 
 
 وبحسب إعلان البلدية فإن الهدف من هذه المخططات هو توسيع رقعة الخدمات الجاذبة وتنويع الفعاليات الترفيهية والثقافية، وربطها بمجمل الفعاليات المقامة اليوم على الأجزاء الأخرى، ومن ضمنها الحفلات الموسيقية وحدائق للألعاب، وحديقة "للكلاب". وتطرح البلدية في إعلانها الأخير إمكانية تفعيل البركة وملأها بالمياه مرة أخرى، أي بمعنى آخر تحويلها الى منتجع استجمام أو متنزه مائي، أو بركة سباحة مع تفريعاتها.
 
وتذكر البلدية في تفاصيل إعلانها أن البركة المذكورة، تعود الى فترة الهيكل الثاني المزعوم، وأنه لا بد من أخذ الأمر هذا بشكل محوري. وهنا يبرز البعد الحقيقي من طرح البلدية، علماً أن بركة ماميلا، هي في رأي غالبية المؤرخين، بركة كنعانية البناء والأصل، وتطورت بشكل أوسع خلال الفترات الإسلامية، وتم ربطها ببركة السلطان سليمان، وشكلتا أحد مصادر المياه في القدس لمئات السنين.
 
وتتواجد بشكل مكثف في محيط البركة عشرات القبور من جميع الجهات وبشكل ملاصق، والتي تعرضت لاعتداءات متكررة، منها التهشيم والهدم وكتابة الشعارات العنصرية، وعلى ما يبدو فإن البلدية وأذرعها تسعى الى طمس آخر المعالم والشواهد وتحويلها الى منطقة سياحية.