اللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين تدعو الى فعاليات ضد تقليصات الأونروا

رام الله - دنيا الوطن
اصدرت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين ولجنة المتابعة والمؤسسات والفصائل الوطنية والاسلامية بيانا دعت فيه المواطنين الى فعاليات ضد تقليصات الأونروا

نص البيان:
يا جماهير شعبنا في مخيم جنين، يا من سطرتم أسمى آيات البطولة والتضحية والصمود في معركة مخيم جنين الخالدة، في نضال وكفاح ملحمي مستمر منذ النكبة حتى الان، قدمتم فيه عشرات الشهداء ومئات الاسرى والمعتقلين وآلاف الجرحى على طريق تحرير فلسطين ولتحقيق حُلُم العودة الى دياركم التي شٌرِّدتم منها قسرا في العام 1948 تنفيذا لقرار الامم المتحدة رقم 194 القاضي بعودتكم وتعويضكم عن سنوات القهر والحرمان والتشريد بشكل فردي وجماعي.

وعندما تواطأت دول كبرى على عدم تنفيذ قرار 194 القاضي بعودتكم مباشرة بعد النكبة، قرر في كانون ثاني 1949 إنشاء وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بموجب القرار 302 لإغاثتكم وتشغيلكم الى حين تطبيق قرار عودتكم رقم 194. وأصبحت الأونروا شاهدا حيا على النكبة والتهجير القسري.

وعبر سنوات التهجير القسري التي امتدت حتى الان 67 سنة، قدمت الاونروا الخدمات والتشغيل المطلوب منها للاجئين الفلسطينيين، حتى ثمانينيات القرن الماضي حيث بدأت حملة تقليص ممنهج لخدمات الاونروا فتقلصت الإغاثة الى حد الانعدام، وألغيت برامج التغذية والإشراف على مراكز الشباب والنشاط النسوي والخياطة، وطال التقليص برامج التعليم والصحة فبعد أن كانت الأونروا تقدم كل شيء للطالب اللاجئ، من القلم الى الدفتر والكتاب والتغذية، أصبح وضع الطالب اللاجئ الآن مشابه تماماً لوضع الطالب في المدارس الرسمية.

وعبر سنوات اللجوء القسري جرت عدة محاولات لشطب "الأونروا" كشاهد حي على النكبة بذريعة العجز المالي، وبإغراءات مختلفة للاجئين وباءت بالفشل بفضل صمودكم ووعيكم، أما العجز المالي المزعوم فهو قرار سياسي تتخذه دول كبرى بحجب التمويل عن الأونروا كذريعة للتقليصات الممنهجة وصولاً الى شطبها.

واليوم تواجه الأونروا عجزاً مالياً مقداره 100 مليون دولار، بسبب رفض الدول المانحة سد قيمة هذا العجز الذي لا يساوي ثمن بضعة صواريخ وطلعات طيران تدمر دولا عربية شقيقة، وبسبب هذا العجز اتخذت الاونروا اجراءات ستطال بشكل مباشر التعليم في مدارسها ويأتي في مقدمتها رفع سقف استيعاب الصف الدراسي الى 50 طالب مما يؤدي الى اكتظاظ الصفوف وانعدام فرص التشغيل، وفي حال لم يتم سد
العجز قبل موعد افتتاح المدارس فإن الدراسة في جميع مدارس الوكالة لن تبدأ في موعدها المحدد ولمدة قد تصل الى أربعة شهور، مما يؤدي الى ضياع العام الدراسي على طلابنا. مع ما يرافق ذلك من مشاكل تربوية واجتماعية وربما أحداث قد تهدد
السلم الأهلي.

يترافق كل ذلك مع نكبة ثانية للاجئين الفلسطينيين في سوريا وتدمير مخيماتهم وفي مقدمتها اليرموك، وتدمير لمخيم البداوي منذ سنة 2007 ولم يعاد اعماره حتى الان، وتدمير لمخيمات غزة ومؤسسات الاونروا هناك، وكأن هناك مؤامرة يجري
تنفيذها لتشريد اللاجئين من مخيماتهم وإلغاء قيودهم ثم شطب الأونروا كشاهد حي على النكبة وإلغاء حق العودة. وتكتمل أبعاد الصورة بحديث أوساط صهيونية عن أن الوقت الحالي هو (الفرصة الذهبية لإنهاء الأونروا)* مستغلين انشغال العالم
العربي بالاقتتال بين مكونات الشعب الواحد وبحالة الانقسام الفلسطيني البغيض التي باتت تهدد قضية اللاجئين.

يا أهلنا وربعنا في مخيم جنين الصامد لم تعد المسألة عجزا ماليا مزعوما لا تشكل قيمته سوى "فكة" بحسابات الدول، وإنما هي مؤامرة على قضيتكم كلاجئين يقضي القانون الدولي بعودتكم الى دياركم التي هُجّرتم منها قسرا ولا يسقط هذا الحق
بالتقادم، وتقضي فصول هذه المؤامرة بتدمير الوجود اللاجئ في الشتات وتسليم مؤسسات الاونروا للدول المضيفة بدءا بالتعليم ثم الصحة ثم يتم شطب الاونروا وحق العودة نهائيا.

لهذا ندعوكم للتصدي لهذه المؤامرة ومتابعة بياناتنا بالفعاليات القادمة والمشاركة فيها دفاعا عن قضيتكم كلاجئين وعن حق العودة.