دافيد غروسمان وجريمة إحراق عائلة دوابشة

دافيد غروسمان وجريمة إحراق عائلة دوابشة
ترجمة بتصرف/توفيق أبو شومر

كتب الروائي الإسرائيلي المعروف، دافيد غروسمان مقالا في صحيفة هارتس، 2/8/2015 :

" إن صورة الرضيع الفلسطيني المحروق، تسكن مخيلتي ، كيف أتخيلُ أن يدَ إنسانٍ، تفتحُ نافذة بيتٍ، وتُشعل فيه النار، فما صفة مَن يفعل ذلك؟

إن هذه الفعلة تُقطِّع نياط القلب.

 فمَن أحرق الطفل الرضيع ، علي الدوابشة، لا يعرفُ العائلة، ولا يعرف أحلامها، وآمالها وطموحها، هو فقط يعرف، أنَّ العائلة فلسطينية، وأن وجودَهم غيرُ مُبرَّر، إذن يجب التخلصُ منهم، أمثالُ هؤلاء مسلحون بالفكر الديني والقومي، يتجاهلون الأخلاق،

صحيحٌ أنَّ الفلسطينيين قتلوا عائلات إسرائيلية كثيرة، وكذلك فعل الإسرائيليون قتلوا عائلات فلسطينية عديدة بالطائرات والدبابات.

إن السياسيين الإسرائيليين لا يرغبون في الاعتراف، بأن الإرهاب اليهودي يشنُّ اليوم حربا على إسرائيل نفسها!

 هل إحراقُ الرضيع سيغير اليمينيين المتطرفين، ويعيد لهم صوابهم؟

فما يزال رئيس الوزراء، وسياسيو إسرائيل يرفضون فَهْمَ تطلعات الشعب المحتل، بعد خمسين عاما من الاحتلال، ويرفضون تغيير نمط فكرهم المتمثل في أن هناك شعبين مختلفين، شعبا متفوقا، وآخرَ حقيرا.

هل سيعترفون بأن استمرار الاحتلال، وعدم السعي الجاد في طريق السلام، سيقرب نهاية إسرائيل، كدولة ديمقراطية للشعب اليهودي؟

إن تردد الحكومة إزاء عمليات الاستيطان جعل اليمين غولا، وهذا مرضٌ عضال، يسد أفق المستقبل الإسرائيلي!