دوابشة : فقدت حفيدي وأخشى على مصير والديه وشقيقه

دوابشة : فقدت حفيدي وأخشى على مصير والديه وشقيقه
رام الله - دنيا الوطن
تنقل بين مستشفيي 'تل هشومير' في مركز البلاد و'سوروكا' في جنوبها، حاملا همومه وآلامه، لعيادة ابنته رهام وزوجها سعد وحفيده أحمد، والاطمئنان عليهم، راجيا من الله معافاتهم، ويحبس دموعه محاولا التغلب على حزنه باستشهاد حفيده الرضيع علي دوابشة، الذي قتل حرقاً على يد مستوطنين إسرائيليين في قرية دوما قرب نابلس بالضفة الغربية المحتلة، فجر يوم الجمعة الماضي، ويؤكد أن كل ما يتمناه في هذه اللحظة لا شيء سوى أن تتجاوز ابنته وزوجها وحفيده مرحلة الخطر.

إنه الجد الثاكل حسين حسن دوابشة، من دوما، عاصمة الألم الفلسطيني، يصرّح لـ'عرب 48' أنه ما كان يتوقع حتى في أحلك الظروف وأشدها أن يقدم مستوطنون إرهابيون على ارتكاب جريمة حرق أسرة ابنته وهم نائمون في منزلهم، والاعتداء الوحشي الذي نفذوه في القرية، رغم معرفته ببشاعة جرائمهم وفقدانهم لمشاعر الإنسانية.  

أحرقوا العائلة وحرقوا قلبي

يصف حالة ابنته المصابة رهام، والدة الشهيد علي، بأنها حرجة جدا، ويقول 'أنا الآن عندها في المستشفى، هي في غيبوبة وداخل قسم العناية الفائقة وتعاني من إصابتها بحروق من الدرجة الثالثة في 90% من جسدها، وللأسف فقد أكد الأطباء أن حالتها لا يطرأ عليها أية تحسن بل على العكس فإنها تتدهور وهي حرجة للغاية، أما حفيدي الطفل أحمد فقد استقرّت حالته الصحية، لكنها خطيرة جدا وسيحتاج لعلاج في العناية المركزة لشهور طويلة، وبالنسبة لزوج ابنتي والد الطفل الشهيد علي، سعد، فهو أيضا لا يزال بوضع خطير جدا، وهو يعاني من حروق عميقة طالت 80% من جسده'.

وأضاف 'أحرق هؤلاء الفاشيون العائلة وحرقوا قلبي بجريمتهم النكراء، مأساتنا لا توصف ولا يمكن لعاقل أن يستوعبها، لكن الحمد لله على كل حال، ونأمل أن نتجاوز هذه المأساة'.

نالت النار من حفيدي الرضيع علي بينما والدته كانت تحمله على ظهرها

وعبّر دوابشة عن أمله أن يكون حفيده الشهيد الرضيع آخر ضحايا الإرهاب الاستيطاني، قائلا 'نحن عائلة فلسطينية بسيطة، لم نكن نتوقع ما حصل، كنت نائما وأسرتي على سطح المنزل بسبب موجة الحر الشديد، أيقظتني زوجتي وهي تصرخ بأنها ترى حريقا هائلا بالقرية، توجهنا إلى هنا وتفاجأنا بالمصاب الذي حل بنا. مشهد لن أنساه أبدا، المنزل كان محروقا تماما، كان الدخان في كل مكان، وكذا رائحة الموت والقتل والدمار والإرهاب الاستيطاني، مشاهد مروعة ومرعبة، جننت، جلست على الأرض وبكيت، أسرة ابنتي أحرقت ولم تعد موجودة'.

وتابع بحرقة وألم 'نالت النار من حفيدي الرضيع علي بينما والدته كانت تحمله على ظهرها، وحرق حيا وهو يصرخ ألما، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة'.

وحول العقاب الذي يطالب إنزاله بحق القتلة المجرمين وعصابات المستوطنين المتطرفين الذين يعيثون حرابا وإجراما في المناطق الفلسطينية المحتلة، قال دوابشة " إن 'أي عقاب مهما كان بحق المجرمين لن يعيد لنا علي وأسرة ابنتي، ونحن مع ذلك نطالب بإنزال أشد العقاب بحقهم لردعهم عن جرائمهم وإعادة الحق لنا. نأمل ألا تتكرر هذه الجرائم من قبل سوائب المستوطنين الذين أحرقوا علي، أي حكم عليهم لن يعيد لنا علي.. لقد أحرقوه رغم أنه رضيع'".
ووجه دوابشة شكره وتقديره للمواطنين العرب الفلسطينيين بالداخل وأبناء شعبنا في مختلف أماكن تواجده، على ما قدموه من تعاطف وتضامن ووقفة مشرفة مع العائلة الثاكل، قائلا 'الدنيا وأهلنا بالداخل وشعبنا كله لسا بخير، لمسنا منهم أسمى آيات التضامن وهم يقفون إلى جانبنا في محنتنا هذه.. شكرا لكم جميعا يا أبناء شعبنا الطيب.. شكرا'.