خلال اعتصام حاشد اليوم القوى الوطنية والإسلامية واللجان الشعبية في غزة ترفض قرارات الأونروا

رام الله - دنيا الوطن
نظمت القوى الوطنية والإسلامية, بالتعاون مع اللجان الشعبية للاجئين في مخيمات قطاع غزة, وبمشاركة اتحاد الموظفين العرب في وكالة الغوث, وقفة احتجاجية صباح اليوم الأحد (8-2) أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في قطاع غزة وذلك رفضاً لما أعلنته الأونروا عن "احتمال" تأجيل بدء العام الدراسي الحالي في حال استمرار العجز المالي في موازنة الأونروا.

وشارك في الاعتصام ممثلين عن القوى الوطنية والإسلامية, ورؤساء اللجان الشعبية للاجئين, واتحاد الموظفين في الأونروا ممثلاً برئيسه الأستاذ سهيل الهندي, إضافة إلى مشاركة لدائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس, ممثلة برئيسها د. عصام عدوان, ومثيلتها في منظمة التحرير ممثلة بالأستاذ جمال أبو حبل, ومشاركة جماهيرية واسعة للاجئين من مختلف مخيمات قطاع غزة من كلا الجنسيين.

"فرصة للأونروا للتراجع"

الدكتور عصام عدوان رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس, قال في تصريحات خاصة خلال مشاركته في الاعتصام بأن دائرة اللاجئين في حماس, والمكتب التنسيقي, والتنفيذي للجان الشعبية للاجئين, وبالتنسيق والتشاور الكامل مع القوى الوطنية والإسلامية, قد اتفقت ع تنفيذ سلسلة فعاليات شعبية رفضاً لقرارات الأونروا الأخيرة.

عدوان أضاف بأن الايام القادمة ستشهد فعاليات لا مركزية, ستتوزع في مختلف مخيمات قطاع غزة, وتابع: "سيتم تنفيذ عدد من الفعاليات والاعتصامات أمام مقار ومراكز تموين الأونروا في مختلف مخيمات قطاع غزة". مضيفاً بأن هذه الخطوات ستتبعها خطوات متتالية وتصاعدية وفقاً للمستجدات, ذلك أن الوكالة حتى هذه اللحظة لم تصدر قرارتها النهائية بشأن التقليصات.

وتابع عدوان: "لا زلنا مع منح فرصة للأونروا للتراجع عن كل ما تسرب في وسائل الإعلام, ذلك أن تصريحات الأونروا الأخيرة قد وترت الساحة الفلسطينية, و وترت المنطقة ككل التي تخدم الأونروا فيها في مناطق عمليتها الخمس, الأمر الذي قد يجر المنطقة "للمجهول". بحد وصفه.

"الأزمة لازالت قائمة"

وفي تصريح خاص لـ شؤون اللاجئين قال السيد سهيل الهندي رئيس اتحاد الموظفين العرب في وكالة الغوث, بأن اعتصام اليوم هي احتجاج على ما تقوم به إدارة الوكالة من تقليصات ستطال كل اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عمليات الوكالة الخمس.

الهندي أشار بأن كل التقديرات تتجه بأن أزمة الأونروا المالية لازالت قائمة, ولم يحدث أي تقدم حتى هذه اللحظة, ولازال هناك توجه لدى ادارة الأونروا نحو تأجيل العام الدراسي.

وتابع الهندي: "الواضح لدينا في اتحاد الموظفين, أنه في حال لم يتم سد العجز في موازنة الأونروا, فأن التوجه لدي إدارة الوكالة هو اتخاذ مجموعة من الاجراءات, على رأسها تأجيل أو توقيف العملية التعليمية لأكثر من نصف مليون انسان فلسطيني, موزعين في مناطق عمليات الأونروا الخمس, الأمر الذي ينذر بكارثة ع كافة المستويات وستكون عواقبها وخيمة".

الهندي أشار بأن اتحاد الموظفين لديه خطوات على حد تعبيره سيرى الجميع فعالياتها في الوقت المناسب, وذلك في حال لجأت الأونروا إلى تأجيل العام الدراسي, وبالتوازي هناك فعاليات لا زالت مستمرة في كافة مناطق عمليات الأونروا الخمس, وهناك فعالية مماثلة في الضفة الغربية اليوم".

"رسالة إلى العالم"

رئيس المكتب التنسيقي للجان الشعبية للاجئين أ. معين أبو عوكل, الذي كان أحد المشاركين في الاعتصام, قال فيه تصريح خاص: "اعتصام اليوم هو رسالة إلى العالم، وصرخة استغاثة, لإيصال صوت اللاجئين, وذلك بعد أن تخلت الأونروا عن اللاجئ وهو في أمس الحاجة لخدماتها، في الوقت الذي تعصف بالشعب الفلسطيني نكبات متتالية في سوريا, ولبنان, وغزة المحاصرة, وغيرها من مناطق اللجوء".

وتابع أبو عوكل: " فعاليات اللاجئين في مختلف مخيمات قطاع غزة, ستتواصل وستتصاعد وتيرتها, رفضاً لتقليصات الأونروا التي تعد الأخطر من نوعها في تاريخ الوكالة" بحد وصفه.

وعقب انتهاء الاعتصام توجه السيد أبو عوكل, إلى داخل مقر الأونروا، برفقته عدد من ممثلي الاعتصام للقاء السيدة ساندرا ميتشل والتي تشغل منصب نائب المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

أبو عوكل عقب الاجتماع قال في تصريح خاص لـ شؤون اللاجئين بأن السيدة سندرا لم تشر خلال اللقاء لأي بوادر مرتقبة لحل هذه الأزمة, وأوضحت بأن هناك نداءات متكررة للمجتمع الدولي والدول المانحة من أجل اتخاذ خطوات من شأنها العمل على سد عجز موازنة الأونروا المالية.

أبو عوكل أضاف: "كانت مطالبنا للسيدة ميتشل واضحة، وهي الرفض التام لأن تدار هذه الأزمة على حساب اللاجئين". و تابع: "أوصلنا رسالتنا بكل وضوح، من لا يستطيع العمل من أجل خدمة اللاجئين الفلسطينيين, فعليه أن يستقيل".

وأشار أبو عوكل بان السيدة ساندرا قد ذكرت خلال اللقاء بأن مبلغ (101) مليون دولار وهو قيمة العجز المالي في موازنة الأونروا, يعتبر مبلغاً ليس كبيراً, لكن مؤتمر المشرفين على الأونروا الذي عقد في (26-7) الماضي في عمان، لم يقدم أي حل للأزمة.

من جانب آخر فقد أشارت بعض التقارير الإعلامية الصادرة اليوم بأن المستشار الإعلامي "للأونروا" في قطاع غزة عدنان أبو حسنة، تحدث عن نية الأونروا عقدها غدًا الاثنين مؤتمرًا صحفيًا مهماً لها في مقرها الرئيسي بغزة, وأوضح أبو حسنة في تصريح خاص لوكالة "صفا" الأحد، أن المؤتمر ستعقده نائب المفوض العام لـ"أونروا" ساندرا ميتشيل، وسيشمل ما يتم الحديث عنه كل ما يتعلق بالأزمة المالية لـ"أونروا"، وتداعياتها.

وحول الإعلان في المؤتمر عن مصير العام الدراسي المقبل، في ظل تحذيرات "أونروا" من تأجيله، قال أبو حسنة "لم يُتخذ أي قرار حتى اللحظة بشأن العام الدراسي، وستتضح الأمور في المؤتمر الصحفي غدًا".

وكانت بعض التقارير قد أشارت إلى أن الاونروا قد تضطر إلى تأجيل بدء العام الدراسي في مناطق عمليات الأونروا الخمس, لمدة قد تصل لأربعة أشهر, وذلك في حال عدم سد العجز المالي في موازنتها, إضافة لما أشيع عن عدم توفر رواتب للعاملين, وعجز في التكلفة التشغيلية اللازمة للقطاع التعليمي, وذلك بعد تصريحات المفوض العام للأونروا بيير كرينبول التي قال فيها بأن الوكالة تعاني من عجز مالي يقدر بمئة وواحد مليون دولار، وأن الوكالة قد تضطر لاتخاذ اجراءات صعبة في حال لم يسد العجز المالي من قبل الدول المانحة, يأتي ذلك إلى جانب التحذير الأخير الذي اطلقته الأمم المتحدة والذي يشير إلى احتمال إغلاق 700 من مدارسها في منطقة الشرق الأوسط بسبب نقص الاعتمادات المالية.