هل تعتقل السلطة الفلسطينية المستوطنين في الضفة

هل تعتقل السلطة الفلسطينية المستوطنين في الضفة
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

تصريحات كثيرة أطلقتها السلطة الفلسطينية بدأت بتصعيد المقاومة وتسليح فتح واعتقال المستوطنين المتهمين بإحراق عائلة دوابشة في قرية دوما قرب نابلس على لسان اللواء الضميري ووصولا الى محكمة الجنايات الدولية التي نسمع بها ولانراها وانتهت الهوجة بزيارة مسئولي السلطة لذوي الضحايا أي تحولوا في النهاية الى حانوتية.

والجانب الرسمي الإسرائيلي سارع الى إدانة العملية وشجبها على لسان نتنياهو وكبار المسئولين الإسرائيليين ونقل الضحايا إلى المستشفيات الإسرائيلية بطائرة مروحية .

والجديد في التهديدات الفلسطينية هو اعتقال المستوطنين ولكن السؤال لو تم اعتقالهم بعد حين كما ساعة تستطيع السلطة الاحتفاظ بهم في سجونها قبل ان تدخل قوات الجيش الإسرائيلي لتخليصهم كما جرت العادة ؟؟!.

و المحكمة الدولية متى يمكن ان تصدر حكمها ضد المسئولين الإسرائيليين بعد عشرة أو خمسة عشر عاما وهل ستلاحق وقتها المسئولين الإسرائيليين ام ورثتهم ؟

للأسف استخدمت إسرائيل ا المستوطنين كلعبة تفاوضية للضغط على السلطة وأطلقت العنان للكراهية والتطرف الأعمى لتحقيق بعض المكاسب التفاوضية فكانت النتيجة هذه الجرائم التي يرتكبها المستوطنون والتي وللعلم لم تتوقف رغم قيامهم بجريمتهم بإحراق عائلة فلسطينية مسالمة آمنة في بيتها .

في اليوم التالي وبعد استنكار كل الحكومة الإسرائيلية لجريمة المستوطنين في قرية دوما قام مستوطنون آخرون بإحراق مزارع فلسطينية قرب رام الله والقدس وهاجموا مزارعين واعتدوا عليهم بالضرب .. وهذا يعني ان إسرائيل قامت بتربية وحش كاسر لا تستطيع ترويضه .

السلطة تطرح حلولا خيالية وإسرائيل تحاول السيطرة على الموقف بتهدئة الخواطر الفلسطينية بأساليب بالية وعقيمة  وعمليا خرج خطر المستوطنين من يد كلاهما إسرائيل والسلطة وهذا يعني إن بقيت الأمور على هذا النحو بحالة اللا سلم واللا حرب ستتجه الأمور كي يأخذ نشطاء الشعب الفلسطيني على عاتقهم مواجهة المستوطنين بانفسهم ولن تكون انتفاضة عادية بل ستبدأ بثورة مسلحة لاهوادة فيها تبدأ بالسلاح فورا ولا حجارة فيها ولن يستطيع احد السيطرة على هذا الموقف أي ستبدأ الانتفاضة الثالثة من حيث انتهت الانتفاضة الثانية" انتفاضة الأقصى " بالسلاح .

وفي هذه الحالة لن يعيش مستوطن بأمان في مناطق الضفة وسيتكرر مشهد عائلة المستوطنين في نابلس عندما تجمعوا في مطبخ بيت كبير المستوطنين عندما زارهم شارون وقال المستوطن باكيا لشارون :" إنني اخرج بسياراتي وانا اقرا التوراة خوفا من رصاص الفلسطينيين لقد أصبحت كالكلب الذليل ".

ليس غايتنا تخويف المستوطنين أو أي كان غايتنا دولة فلسطينية مستقلة نحققها عندما يقتنع نتنياهو باننا هنا وهم هناك وترسم الحدود وتحدد كل الأمور ولايهدد أي طرف حياة الأخر ويتوجه المزارع الفلسطيني الى أرضه وماشيته وينام ليله الطويل بين مزروعاته وقرب ماشيته آمنا مطمئنا كما كان يفعل قبل عام 1948 .. لا مستوطن يهدد حياته ولا احد يهدد ماشيته ومزروعاته .

السياسة الإسرائيلية أوجدت كل هذا الإجرام الذي يقوم به غلاة المستوطنين لانها تريد أن تعطي للدولة الفلسطينية اقل مساحة ممكنة واقل صلاحيات ممكنة وحتى لو أعطت إسرائيل الحد الادني للدولة الفلسطينية  فهذا يعني تأجيل للانفجار الفلسطيني وليس إلغائه نريد سلاما تحافظ عليه الأجيال وليس سلاما هشا كما حصل مع مصر الذي يقف الآن في مهب الريح بسبب اتفاقيات جائرة وافق عليها السادات على مضض وتحت ضغط كبير .

 



 

التعليقات