أطفال الآيباد .. !

أطفال الآيباد .. !
غزة - خاص دنيا الوطن - من ياسمين أصرف

بعد أن كانت الطائرات الورقية وبات مان والعرائس ولعب السيارات وغيرها من الألعاب التي تعتبرالآن قديمة وتقليدية إلى حد ما على بعض أطفال 2015, أصبحت التكنولوجيا تلبي مطلبهم سريعا بمجرد البحث عن لعبة معينة يتم تحميلها بكل بساطة على الكمبيوتر والجوالات , والآيباد الذي أخذ منحى آخر في أخذ رواجا كبيرا في عصر التكنولوجيا التي غزت أعداد هائلة من العائلات العربية خاصة الغزية منها , فمنهم يعتبرها تسلية وترفيه ومنهم من يستخدمها للتعلم , وآخرين للتفاخر فطفل لا يتعدى الثلاث سنوات يمتلك آيباد لا يهم بعض النساء إلا أن يقال أن طفلها يمتلكه , دون أخذ أى حيطة بمضاره قبل منافعه.

مخاطر

يذكر أن ثلث الأطفال البريطانيين يعانون من الحرمان من النوم بسبب إرسال الرسائل القصيرة، وأن عدد مشتركي فيسبوك بالولايات المتحدة من الشبان والفتيات ممن تقل أعمارهم عن 13 عاما وصل إلى 7.5 ملايين مشترك، خمسة ملايين منهم تقل أعمارهم عن عشر سنوات بحسب ما أورده موقع "كمبيوتر وورلد." المختص بشؤون التكنولوجيا عام 2012

أما سيدات القطاع يعاني بعضهن من شقاوة أطفالهن وعصبيتهم التي زادت بعد التعود على الآيباد والأجهزة الإلكترونية الأخرى , إلى جانب الانطواء والكسل الذي يسكن الطفل منذ تعوده عليه .

سيدة من غزة تعتبر الآيباد أكثر شيء فاشل للطفل ومن المستحيل أن تعود أطفالها عليه , معللة ذلك ما تراه من أطفال في عمر الثلاث سنوات ينتابهم الغضب والعصبية والصراخ عندما يتم أخذ الجوالات أو الآيباد منهم , نظرا لتعودهم عليه.

أما أم يزن تؤكد على أنه لا يعتبر إلا إدمان للأطفال , الأمر الذي يجعلهم في حالة انطواء عن العالم الخارجي وأولهم عائلة الطفل , ولا يستطيعون تكوين صداقات ويكتفون به , لافتة إلى أنه قد يكون هناك للأم آيباد فتبدأ بتحميل بعض الألعاب المختصة فى الذكاء والبرامج التعليمية التثقيفية التي يتعلم منها الطفل , للتعلم دون أى تعود عليه , ذلك يعطي الآيباد صفة حسنة في التعامل معه , كونه هو وأى وسيلة تكنولوجية سلاح ذو حدين .

أم نور لديها وضع خاص جدا فتقول لمراسلة "دنيا الوطن": " لدى زوجي جوال آيباد لا أحبذ تعود أطفالي عليه , فمنذ أن اشتراه والدهم وأنا أحدد لهم وقتا معين لهم خوفا من ادمانهم عليه , ولكن لدي طفلة تعاني من مرض , فاضطر لتعويدها على جوالي نظرا لوضعها الصحي الخاص ."

أما هويدا وأم حازم يتفقان الرأى في أنه يعتبر إدمان وتعود لا يأتي فى صالح الطفل , وأنه يزيد من عنفوانه وزيادة المشاجرة والعصبية مع أخوانه عند وصول الكهربا في من سيلعب أولا به , وعند خسارة أى لعبة يبدءوا بالتخبيط والتكسير والعصبية الشديدة بينهم .

دانا اللول أخصائية بصريات تؤكد لمراسلة "دنيا الوطن " مدى معارضتها لاستخدام الأطفال الأجهزة اللوحية الالكترونية , لافتة إلى أنها لم تقتنيه لأطفالها باعتبار أن التليفزيون والكمبيوتر كافيان لأن يتعلموا من خلالهم .

تشير اللول بأن أخصائيي البصريات ينصحون دائما عند استخدام أى من الأجهزة اللوحية العمل بقاعدة 20*20*20 والتي تعني كل عشرين دقيقه يجب ترك الجهاز لمده والنظر إلى مسافة عشرين قدم اى ما يعادل ستة متر بالنظام المتري بمعني أن يعطى الراحة للعين وينظر من الشباك مثلا لمكان لبعيد , الأمر الذي يصعب التحكم فيه عند الطفل . 

ايجابيات

أثناء انطلاق الآي باد تحدث المؤسس المشارك لأبل ستيف ووزنياك حول رأيه في استخدام الآي باد , مؤكدا أنه أفضل جهاز من ناحية سهولة الاستخدام للأطفال والأجداد  , مع تجارب بعض الأطفال خاصة فى عمر العامين وأكثر .

هذا ما تؤكده غادة أم لطفلين 4 و3 سنوات وتقول :" الآيباد يعتبر منفعة كبيرة للأطفال عند استخدامه الصحيح , فمثلا هناك برامج تعليمية خاصة فى الأطفال وألعاب لتركيب الصور المتشابهة  والأرقام ومعرفة أصوات الحيوانات إلى جانب ألعاب التسلية كل هذا ينمي الذكاء عند الطفل , الأمر الذي يرجع إلى تخصيص ساعتين فقط فى اليوم لهم ."

أما ديانا المغربي تعتبر السيطرة والمتابعة للطفل هم أهم خطوة لكي لا يصبح اللعب على الآيباد تعود وعادة سيئة تجعل الطفل عنيف وانطوائي , فالتطبيقات والألعاب التعليمية أمر ضروري للطفل لتنمية ذكاءه وزيادة تعلمه , لافتة إلى أنها تحمي أطفالها من الدخول على شبكات الانترنت باعتباره عالم مفتوح , وتوقف الاتصال بالانترنت عندما يكون فى يد أحد أطفالها.

ديانا لم تختلف نظرتها عن ربا كساب أم لطفلين والتي تؤيد الآيباد للأطفال نظرا لعدم تعود أطفالها عليه واستبداله بأشياء أخرى بعد شرائها لكل منهم جهاز ومتابعتهم , فهي لا تجد فيه أى مشكلة طالما كان ما يستخدمه الطفل من خلاله هو برامج تعليمية وألعاب ذكاء .           

أم عمرو تشكو من زيادة نشاط طفلها البالغ 3 سنوات بعد تعوده على الآيباد منذ أن يصبح ويبدأ بممارسة ألعابه المميزة والبرامج التعليمية التي تنمي من قدراته الذهنية , فاستطاعت أم عمر أن تخصص ساعة فقط لكي تحد من أى تعود عليه , وتقلل من النشاط الزائد بعدما أصبح ذكي في التعامل معه  .

 زيادة وعي وتقدم

جيل المخترعين قادم، ليس من "ناسا" ولكن من دور الحضانة ورياض الأطفال!

هذا ما توصلت إليه دراسة اجريت مؤخرا في جامعة نورث وسترن، والتي وجدت أن الأطفال الذين شاركوا زملائهم في استخدام الأجهزة اللوحية الرقمية "الآيباد" في الصف تقدموا بشكل كبير على أقرانهم في اختبارات الأداء الموسمية ، سواء الذين كانوا في صفوف ليس به أجهزة لوحية أو في الصفوف التي كان لكل طفل جهاز لوحي خاص به.

هذا ما لامسته أم عبد من خلال تعامل وتعلم أطفالها على الآيباد فتقول :" اشتريته لطفلى فى الثالثة من عمره , وبدأت بتحميل الالعاب التعليمية والترفيهية كتوم وجيري , ولم أعلمه أن يتعود عليه حتى أصبح الآن لا يسأل عنه .
وتؤكد أن الإدمان عليه هو أكثر ما يؤذى الطفل , مشيرة إلى أن تنظيم الوقت للطفل أثناء التعلم عليه واللعب بتطبيقاته يعتبر مفيد جدا , ويسعد الام فى التدريس والتعلم فى الحضانة والمدرسة أيضا. 

المعلمة سميرة غيث معلمة رياضيات لطلاب الابتدائي , تنوه أن اللوحات الرقمية كالآيباد هي من الأجهزة الإلكترونية والتكنولوجية التي ترفع من مستوى تقدم الطفل التعليمية , وتعمل على تنمية الذكاء , وزيادة قدرته في الوصول إلى نتائج تعليمية هائلة عند الاستخدام الصحيح ومتابعة الاهل .

وأشارت غيث إلى أن جهاز الآيباد يعطي مساحة من الذكاء للطالب المتوسط والطالب الضعيف أيضا , فعندما يستغل البرامج بشكل صحيح تعطي نتائج هائلة في التعليم ونتائج الامتحانات .


 


التعليقات