تهديد أمين عام الجهاد الإسلامي .. هل يكسر الصمت من جديد !؟؟

تهديد أمين عام الجهاد الإسلامي .. هل يكسر الصمت من جديد !؟؟
رام الله -خاص دنيا الوطن - احمد العشي

جريمة اخرى استفاق عليها اهالي محافظة نابلس هناك في ضفتنا الغربية عندما اقدم المستوطنون على اعدام الطفل الرضيع علي سعد دوابشة ذو 18 شهرا ليستيقظ الاهالي على هذه الفاجعة مستذكرين نفس المشهد قبل اعوام عندما اعدم الطفل محمد ابو خضير حرقا.

فصائل العمل الوطني شجبت واستنكرت ومنها من هدد ودعا لتوزيع السلاح .. فهل سيكون هناك سلاح !

رمضان شلح امين عام الجهاد الاسلامي دعا الجناح المسلح لحركته للرد على جريمة حرق الطفل , فهل سنشهد كسر صمت جديد بعد دعوات الامين العام ؟؟

اكد استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر بغزة د. مخيمر ابو سعدة انه اذا كان هناك رد من السرايا على جريمة اعدام الطفل علي دوابشة فسيكون من الضفة الغربية و ليس من قطاع غزة.

وبين ابو سعدة لـ"دنيا الوطن" ان الرد المسلح من الجانب الفلسطيني قد لا يكون في صالحه في الوقت الحاضر خاصة و ان جريمة اعدام علي دوابشة و عائلته لاقت استنكارا دوليا واسعا من جانب المجتمع الدولي وكل دول العالم وبالتالي في حال اذا كان هناك رد فلسطيني مسلح ستنتقل حملة التنديد و الاستنكار من على اسرائيل الى الفلسطينيين، لذلك فان اي عمل مسلح يمكن ان يكون له تداعيات سلبية على التعاطف الدولي الحالي مع الشعب الفلسطينية و قضية حرق الطفل و عائلته.

واوضح ابو سعدة ان هناك اتفاق وقف اطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل منذ 26/ اغسطس/ 2014، لافتا الى ان حماس و الجهاد الاسلامي حتى اللحظة متمسكين بالاتفاق مع اسرائيل، حيث قال: "صحيح ان مساء امس او اليوم تم اطلاق صواريخ انفجرت في الهواء ولكن اي عمل فلسطيني مسلح سيكون له تداعيات سلبية على التعاطف الدولي".

واضاف: "لابد ان يكون الرد الفلسطيني من خلال المظاهرات الشعبية والمسيرات وتقديم هذه القضية الى محكمة الجنايات الدولية و تفعيل المقاطعة ووقف التنسيق الامني هذا اجدى و اكثر نفعا من اي عمل مسلح قد يعطي اسرائيل مبررا  للانتقام من الفلسطينيين".

واستطرد قائلا: "ففي السابق عند حرق الطفل محمد ابو خضير حيا كان هناك حملة تنديد واسعة من جانب المجتمع الدولي ولكن عندما بدأت المقاومة بالرد بشكل عسكري فقد نسي العالم هذه الجريمة واعطى اسرائيل الحق في الرد للدفاع عن نفسها".

وفي السياق اوضح ان ساحة الضفة تختلف عن ساحة قطاع غزة، ان هناك عمل عسكري فسيكون عملية ليست بالزخم كما في غزة من حيث اطلاق صواريخ او قذائف هاون، لافتا الى ان الجميع يطالب بالانتقام من حماس و السرايا و الجبهة الشعبية و الديمقراطية.

بدوره اوضح المحلل و الخبير في الشأن العسكري اللواء واصف عريقات ان هناك مصداقية لدى الجهاد الاسلامي فيما وعدت به سابقا وقد نفذت بالفعل مثل عملية كسر الصمت عندما اطلقت 90 صاوروخا على مستوطنات قطاع غزة في تاريخ 12/3/2014 وغيرها من الشواهد.

ورأى عريقات انه في الوقت الحالي الظروف و الجو متاح لامكانية الرد، لافتا الى ان هناك بطش و حرب اسرائيلية ترتكب بدون محاسبة قانونية من قبل قيادة الاحتلال، مشيرا الى ان الشعب الفلسطيني في حالة غليان، كما ان هناك دعوات شعبية وتنظيمية من جميع الفصائل الفلسطينية و التي تدعوا لمعاقبة مجرمي الحرب الذين ارتكبوا الجرائم الاخيرة.

وبين ان هذه الدعوة ليست مقتصرة على الجهاد الاسلامي فقط وانما هناك الكثير من الجهات و الفصائل و الشعب يريدون ان يلقنوا المستوطنين درسا على ما اقترفوه من جرائم، على حد تعبيره.

واوضح ان هناك حالة ضغط ستنفجر لان الشعب الفلسطيني ذاق ذرعا لممارسات الاحتلال و دعمها من الجهات الرسمية بالمستوطنين ، لافتا الى ان افعالهم مغطاة من الجيش الاسرائيلي و القيادة، حيث قال: "عندما يصرح وزير او وزيرة اسرائيلية بان اطفال فلسطيني يجب قتلهم فهناك ايضا رجال دين يحرضون على الكراهية ومسئولين كبار في القيادة الاسرائيلية يصرحون ضد الشعب الفلسطيني ويساعدون المستوطنين في تنفيذ جرائمهم".

واشار في الوقت ذاته الى ان هذا الشعب المحتقن لابد ان ينفس على نفسه عبر ممارسات ربما تكون في مواجهة اسرائيل على صعيد اما المقاومة الشعبية او على صعيد عمليات فردية.

ونفى عريقات ان يكون الوقت الحالي متاح لحرب موسعة، مشددا على ضرورة ان يكون هناك استراتيجية وطنية يجمع عليها الجميع، مشيرا الى ان فصيل لوحده لا يمكن ان يتفرد باستراتيجية العمل الفلسطيني بشكل كامل ولكن ربما يكون العمل مقتصرا او شرارة الحرب التي ستنفجر فيما بعد.

ولفت المحلل العسكري الى ان كل الشرائع السماوية و القوانين تجيز للشعب الفلسطيني ان يمارس اشكال النضال كافة لمقاومة الاحتلال وزواله، مبينا ان العمل الدبلوماسي يكمل العمل العسكري، مؤكدا ان اسرائيل حتى الان لا يؤمن في العمل السياسي او الدبلوماسي حيث انها حتى الان تطلق يد المستوطنين والجيش لممارسة اقسى انواع العقاب الجماعي و القتل والتعذيب والاسر و الضغط على الفلسطينيين، بالتالي هذا الاسلوب لا يمكن ان ينجح معه الاسلوب الدبلوماسي لوحده.


وعودة لتصريحات امين عام الجهاد الاسلامي قال "بكل معاني الألم والغضب تلقينا خبر الجريمة البشعة التي ارتكبها المستوطنون الصهاينة بحق عائلتكم الصابرة، وبحق شعبنا وأمتنا، وبحق الإنسانية جمعاء.. لقد كان وقع الجريمة قاسياً على نفوسنا، سيما أن أحد ضحاياها هو الطفل الرضيع علي ، الذي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون لكم شفيعاً عند الله عز وجل".

وتابع "لقد كشفت الجريمة الأليمة حجم الحقد والتوحش الذي تحمله قلوب هؤلاء المجرمين لأبناء شعبنا، سيما أطفالنا الذين هم زهرات حياتنا، وضمان استمرار وجودنا على هذه الأرض".

"إن هذه الجريمة النكراء، المتزامنة مع اعتداءاتهم المتكررة على المسجد الأقصى، تؤكد نوايا هذا الكيان الصهيوني البغيض، وعزمه على اقتلاعنا من هذه الأرض، ومحو كل أثر ومقدس لنا فيها. وهذا يضعنا، كشعب وفصائل وقيادات، أمام مسؤوليتنا التاريخية؛ بالتمسك بحقنا في الدفاع عن أنفسنا وحماية أهلنا ومقدساتنا، والتشبث بهذه الأرض مهما كان الثمن."