مخيم الشباب القومي العربي الرابع والعشرين.. حوارات وحلقات نقاش وزيارة للجنوب

رام الله - دنيا الوطن
تابع المشاركون في مخيم الشباب القومي العربي الرابع والعشرين المنعقد في دار الحنان في البقاع الغربي حواراتهم فالتقوا في حوارهم الثالث الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي الدكتور عبد الملك المخلافي الذي تحاور مع الشباب حول قضايا الأمة.

استهل مداخلته بالتعبير عن سعادته وحرصه الدائم على الحضور ليستمد من الشباب طاقة جديدة تزوّده بالأمل وبمستقبل التيار القومي العربي الذي يمثل الروح الجامعة للأمة، والذي تختفي أثناء فترة انعقاده كل النعرات القطرية والمذهبية والطائفية وتتسع دائرة الوحدة والتضامن التي تجسدها الوحدة التاريخية واللغوية والدينية، وأن معيار الانتماء في تحديد مكانة الشخص، هو الشعور والعمل القومي والنشاط الوحدوي.

وفي سياق ابرازه لأهمية وقيمة الديمقراطية كدعامة أساسية للمشروع النهضوي العربي اعتبر أن الثورات العربية هي محصلة طبيعية لحالة الاستبداد والفساد والتبعية والتوريث الذي هدد وحدة الأوطان. ولذلك أشاد بفكرة التداول على المسؤولية داخل المخيم كمؤسسة حوار ونقاش تقوم على مجموعة من الثوابت، وتعترف بالتعدد والتنوع، وتنتقد الانغلاق والتعصب. كما ركّز على أن الصراع في المنطقة العربية يرتبط بصراع ارادتين: مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يستهدف تمزيق الأمة على أساس عرقي وطائفي ومذهبي، واقامة كانتونات وامارات تخدم الآخر-الغازي. في مواجهة هذا المشروع يبرز المشروع الثومي النهضوي الذي يستهدف الوحدة والتحرر من التبعية، وكل مظاهر التخلف ومجابهة التحديات والمخاطر التي يفرضها مشروع الشرق الأوسط، ومحاولة القوى الخارجية تحويل العرب الى ما دون الدولة القومية التي حدد سماتها في:

1-  الانعزالية من خلال تحويل الأقطار الى سجون

2-  القمعية من خلال الاستبداد

3-  التبعية للخارج سياسيا واقتصادياً وربط وجودها بالمستعمر

في السياق ذاته دعا الى ضرورة المحافظة على وحدة الدولة القطرية، والى تسوية سياسية بين مختلف القوى الفاعلة، خاصة في اليمن، تقوم على مبدأ الحوار والاعتراف بالآخر.

وأضاف أنه رغم اللحظة القائمة والألم والدم والدمار الذي يلف الأمة يجب الاستمرار بحلم الوحدة والتحرر والغد العربي المشرق.

زيارة للجنوب وحوار

في السياق ذاته حاور المشاركون في المخيم عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي الشيخ حسن عز الدين أثناء زيارتهم لمعلم مليتا السياحي المقاوم في عدة مواضيع تخص الشأن العربي والاقليمي والدولي. واستهل مداخلته مرحّباً بالشباب في موقع نضالي  وجهادي كان له دوراً كبيراً في انتصار المقاومة التي طوت صحفة اليأسوالاحباط والهزيمة واليأس في نفس الانسان العربي، وساهم كل ذلك في إفشال مشاريع القوى الأجنبية التي تستهدف تجزئة الأقطار، والابقاء على الحدود المصطنعة والنزاعات الحدودية، والانقسامات الطائفية والاتنية.

أمام هذا تبرز أهمية أن يدرك الشباب باعتبارهم طليعة المجتمع والقوة الحقيقية التي يجب أن تتحمل المسؤولية في سياق المواجهة ضد مشاريع السيطرة والتقسيم والتجزئة، وضرورة التسلح بالعلم والمعرفة الى جانب البندقية كآلية لتغيير الأوضاع.

واذا كان قد اعتبر الربيع العربي عبارة عن حراك شعبي حقيقي وفعلي ومحصلة طبيعية لغياب العدالة الاجتماعية، والفساد والاستبداد والتبعية والتوريث فقد دعا الى ضرورة أن يعي الشباب حقيقة ما يجري، بتجاوز النظرة الطائفية واعتبار ما يجري صراعاً سياسياً. وحذّر من محاولات ضرب الوعي وقتل القيم العروبية والوطنية والانسانية عبر التحالف بين الارهاب التكفيري والكيان الصهيوني كوجهين لعملة واحدة.

 كما اعتبر ان فشل حركات التغيير العربي محصلة لتحالف قوى الاستكبار والقوى الداخلية التي حرفتها عن مساراتها الطبيعية ووظيفتها لتحقيق أهدافها التي تتناقض مع مصالح الأمة.

في الأخير دعا الشباب الى التشبث بخيار الوحدة والمقاومة وابقائهما ضمن دائرة الاجندة والأولوية حاضراً ومستقبلاً.

يذكر أن شباب المخيم وفي سياق برنامجه للتعرف على معالم لبنان قد زار الجنوب وتوقف في معلم مليتا السياحي المقاوم وفي بلدة مارون الراس المطلة على فلسطين المحتلة، وينتظر أن يقوم بزيارات مختلفة تقوده الى مختلف المناطق الاثرية والسياحية التي يزخر بها لبنان.