الى توفيق عكاشة .. موعدنا الأضحى وما الأضحى ببعيد

الى توفيق عكاشة .. موعدنا الأضحى وما الأضحى ببعيد
بقلم : يسري غباشنة
كاتب اردني

( الدكتور توفيق عكاشة يتنبأ بسقوط الأردن بعد عيد الأضحى)
الخميس 30/ 7/ 2015
يا عكاشة، موعدنا الأضحى، وما الأضحى ببعيد
عزيزي توفيق عكاشة، يسرني أن أدعوك دعوة شخصية لزيارة الأردن بعد عيد الأضحى مباشرة، وأكون مضيفك؛ لأجول بك بين مدن المملكة الأردنية الهاشمية، وقراها، وبواديها، ومخيماتها كي أسعفك أن تتنفس الأمن والطمأنينة في ربوع الأردن، وتتنسم عطر جبال عجلون وروابي السلط، وشيح باديتنا وقيصومها، وكي تستظلّ بفيء شجرة بلوط في لواء يُدعى الكورة، أو تحت زيتونة روميّة في سهول الكفارات، وسأحتسي وإياك فنجانًا من القهوة على أطراف شارع الأردن، نفترش الأرض ونتلحّف الأمان الذي ننعم به، آملين من المولى أن ينعم به كلّ عربيّ من المحيط إلى الخليج، ولا سيّما البلدان الشّقيقة التي عصفت بها ريح الدّمار العربيّ، أو مرّت بجوارها.

عزيزي توفيق عكاشة، يبدو لي أنّك لا تعرف شيئًا عن الأردنّ، ولا عن أهله. وعليه، أجد لزامًا عليّ أن أزوّدك ببعض سجايا الأردنيين وشمائلهم؛ فهم الذين ( يعظّون) على الصّوّان والجمر وقليل الزّاد من أجل أن يشاركوا أخوانهم من العرب لقمتهم دون منّ ولا أذى. إنهم ملجأ المطرودين والناجين بحياتهم وعِرضهم؛ ملجأ وفّر لهم الحفاظ على أرواحهم وشرفهم حين افتقدوا ذلك كله في بلادهم، ملجأ لا يعنى بالعنتريات الإعلامية الكاذبة التي امتهنها المتشدقون... وهم كثر.
الأردنيون _عزيزي_ لا يتقنون الرّدح، وغير ضليعين بالرّقص ولا هزّ الخصر والأرداف، ولا علاقة لهم بالتّهريج وسقط الكلام؛ بذيئِه وقبيحِه؛ فهم النشامى الذين تحمى دماؤهم لغوث كلّ صديق وقريب ونجدته، وهم الذين يقابلون عقوق الآخرين من العربان بالتّروّي وعدم الانفعال والنّزق الأعمى.

الأردنيون_ يا عكاشة_ عندما يحفرون بئرًا، يأخذون في حسبانهم توسعته أكبر؛ تحوّطًا أن يشرب معه آخرون من أخوانه العرب. وعندما يغرسون شجرة يغرسون أخرى إلى جانبها آخذين في حسبانهم أن يقطف عنها آخرون من أخوانه العرب. وعندما يشيّدون منزلًا يحرصون على توسعته لاستضافة كل طارق وعابر سبيل في آخر الليل.

دكتور توفيق عكاشة، إن سألت عما يربط بعضنا ببعض في الأردن، فافيدك باختصار أنه إذا كانت الدّبكة لمن يتزوّج في إربد أو معان فستجد الزّغاريد والأفراح تعمّ رام الله ونابلس على الرغّم من المحاولات المستميتة في شقّ هذا الصّفّ المتين الذي حاول بعضهم المقامرة في هذه الورقة الخاسرة. وإن انتقل شخص ما إلى رحمته تعالى في الشوبك فستجد أنّ مراسم العزاء تُقام له في المفرق. وعلى هذا فَقِسْ يا دكتور.
وأمّا الانتماء والوفاء لهذا البلد المبارك وقيادته الهاشمية فحدّث ولا حرج؛ لقد رضعناهما مع حليب أمهاتنا صباح ومساء، وفي جنح الليل ورابعة النّهار. هذه الخصال ورثناها كابر عن كابر غير مشوبة بنفاق ولا خوف، ولا يصاحبها رياء ولا وجل. إنّ للأردن _ يا توفيق_ في سويداء قلوبنا مكانة لا يعرفها إلّا من كان.... أردنيًّا.
ونصيحتي الأخوية لك يا دكتور توفيق هو أن تهرول إلى الأردن في أسرع وقت؛ كي يصفو ذهنك بعض الشيء، وتبعد عن مخيلتك الوساوس والهواجس وأضغاث الأحلام. تجوّل في الشوارع والأزقة، زُرْ بوادي الأردن وحضره؛ عندها فقط تعرف من هم الأردنيين والأردن، ولا تركن إلى معلوماتك عن الأردن عن طريق الـ GOOGLE.

التعليقات