إسرائيل ترمي الكُرة لـ"السلطة وحماس": فمن سيُسجل هدفاً ويخسر !

إسرائيل ترمي الكُرة لـ"السلطة وحماس": فمن سيُسجل هدفاً ويخسر !
رام الله - خاص دنيا الوطن

لم ينته اجتماع "صائب عريقات" مع "سيلفان شالوم" في العاصمة الاردنية عمّان حتى بدأ الاعلام العبري تسريب بعض ما دار في الاجتماع .. وفور اللقاء كان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو يُعد لزيارته لقبرص وعنون الزيارة ببحث امكانية عودة المفاوضات مع الفلسطينيين من جهة وانشاء ميناء بحري لقطاع غزة من جهة أخرى , وفصل نتنياهو الأمرين وكأنه يُخير السلطة وحماس .. من يدفع منكم أكثر ؟

في حال وافقت القيادة الفلسطينية على العودة للمفاوضات فانها ستخسر لان يديها خالية الوفاض .. وفي حال وافقت حماس على اللعب بالكرة الاسرائيلية فانها ستخسر كثيراً .. 

في الأثناء أكد النائب عن حركة فتح عبد الله عبد الله أنه لا وجود للمفاوضات مع الجانب الاسرائيلي في الوقت الحالي مطلقا ، قائلا: " كل مايدور حول المفاوضات هو حديث لا صحة منه وأن الاقتراح القبرصي هو آلية للتفكير في بدء المفاوضات وانقاذ عملية السلام، وأن ما يحدث أن الرئيس أبو مازن ونتنياهو يذهبان الى بروكسيل  وكل منهما يلقي كلمة والاتفاق على آلية البدء أي أن العملية ليست مفاوضة ، وإنما اقتراحات للبدء للتفاوض "، منوها الى أن أي جهد لانقاذ عملية السلام نحن معه ولكن دون الانتقاص من حقوق الشعب الفلسطيني .

نفى عبد الله لـ "دنيا الوطن" وجود أي اتصالات بين السلطة الفلسطينة والجانب الاسرائيلي ، متابعا: " فالواضح تماما أن الاسرائيلين أغلقوا كل الطرق منذ عالاقل مارس العام الماضي عندما رفضوا إطلاق الدفعة الرابعة من اسرى ما قبل أوسلو وعندما أصروا على مواصلة البناء، وتجلى ذلك بالبارحة فقد وافق نتنياهو على بناء 800 وحدة استيطانية جديدة".

وفي سياق التحليل أكد  الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري أنه لا يوجد أي أفق لأي مبادرة لحل النزاع بين الجانبيين الفلسطيني الاسرائيلي وذلك بسبب تعنت اسرائيل وتطرفها واختلال موازين القوى ، والانقسام الفلسطيني، والأوضاع العربية التي جعلت العرب بأسوا أحوالهم، لافتا الى أن هناك دائما محاولات للحديث عن مبادرات وعقد اجتماعات لمحاولة سد الفراغ ومنع تفجر الموقف، أي أنها مبادرات لكف الصراع وليس للبحث عن حل للصراع.

وأضاف المصري والذي يرأس مركز دراسات وابحاث استراتيجية من خلال حديثه لـ "دنيا الوطن" : " اسرائيل تواصل سياستها باستكمال فرض أمر واقع احتلالي استيطاني عنصري يقطع الطريق على أي مفاوضات وعلى قيام دولة فلسطينية ،بالمقابل فتح الطريق أمام حل اسرائيلي يقوم على ضم أكبر مساحة ممكنة من الأرض الفلسطينية وطرح أكبر عدد من السكان ومن تبقلا جعلهم في معازل مفصولة عن بعضها البعض بدون سياده او أي مقومات للحياة بشكل مستقل"، مشيرا الى عدم وجود أي مفاوضات ومايجري هو خداع وتضيع للوقت وجعل الفلسطينين يسروا وراء السراب والوهم حتى لا يفكروا بخيارات وبدائل اخرى .

ونوه الى أن الحديث عن اتصالات بين السلطة واسرائيل هدفه اقناع الفلسطينيين أن هناك اي حراك وبالحقيقة أنه لا وجود لأي مفاوضات في الوقت الحالي، متابعا: " ما يحدث أن ما يجري و لمنعنا من التحضير ما يجب أن نستعد له ولبناء خيارات جديدة التي لا تهبط من السماء إنما يجب ان تبنى بالإرادة والصلابة والوحدة الوطنية المفقودة ".

وأضاف المصري : " نحن في وضع سئ لأننا في حالة ضعف وانقسام وبدون وحدة وبلورة رؤية لذلك واستراتيجية لا يمكن ان يكون هناك أي مبادرات ، وإن المباردات التي تم طرحها من شأنها أن تخدم الاحتلال لا الفلسطينيين لأنه لا أحد يدعو للتفاوض وهو لا يملك أوراق قوة على طاولة المفاوضات ، علينا أن نملكها حتى نفاوض من موقع قوي".

وأشار الى أن العودة الى طاولة المفاوضات يلزمها استحقاقات وهي ان تلتزم اسرائيل بمرجعية قائمة على انهاء الاحتلال وتطبيق قرارت الامم المتحدة والقانون الدولي، وليس التفاوض عليها وإنما يجب الالتزام بها والتفاوض على تطبيقها غير ذلك فإن أي تفاوض فهو لصالح الاحتلال، قائلا: " التفاوض يكون بتطبيق القرارات والاعتراف بالدولة الفلسطينية وتطبيق حق العودة وهي قرارت الامم المتحدة وليس مفاوضات من أجل المفاوضات او حول الحقوق، يكفي ما تنازلنا عنه من78% من فلسطين هل سنتنازل عن 22% المتبقية ، لا يمكن أن يكون التفاوض الا بالوحدة وأن نصبح أقوياء لأن العالم لا يفهم الا لغة القوة والمصلحة فقط ، وإذا لم نتقن استخدام اللغتين مع بعض سيبقى الوضع سئ وقد يزداد سوءا".

وأوضح أنه لا يمكن ان نواجه اسرائيل الا إذا كنا موحدين ، وليس كما يجري كل سلطة تتفاوض مع اسرائيل على حدى ويتسابقوا على كسب ود اسرائيل ، مضيفا: "  ذلك وضع لا يقود الى تحقيق النتائج ويؤدي الى الى اهدار المكاسب التي تحققت وليس تحقيق انجازات جديدة .

ولفت الى أن الوحدة هي كلمة السر ، الحل الوحدة على اساس شراكة بعد ذلك اسرائيل ستستمع لنا هي والعالم اجمع ووقتها يمكن أن نقبل ونرفض ، مشيرا الى اننا الآن في وضع سئ خاصة بعد استنزاف الوضع الداخلي بالانقسام.

و كشف  صلاح البردويل القيادي في حركة حماس، أن الوسطاء للتوصل إلى "تهدئة طويلة الأمد" مع إسرائيل، كانوا يطرحون الملف على شكل "اتفاق سياسي"، وأعلن رفض حركته لهذا الطرح، وتمسكها بتنفيذ كامل بنود وقف إطلاق النار الموقع برعاية مصرية

وفي هذا السياق قال الكاتب هاني المصري : " اسرائيل لكي تصل الى اتفاق مع حماس على وجه الخصوص هي تريد وقف التسليح وبناء الأنفاق، بالإضافة الى الاعتراف بها ، وتلك المطالب من الصعب أن تقبل بها حماس وإذا قبلتها تكون قد أقبلت على انتحار سياسي "، لافتا الى أن دور الوسيط شغال ولكن لا يمكن الوصول الى اتفاق .

 وأوضح أن ما تفاوض عليه اسرائيل الآن مع حماس يسمى تسهيلات مقابل هدنة ، متابعا: " إذا أرادوا حماس هدنة طويلة الامد وميناء ومطار بالمقابل يجب أن تعترف باسرائيل وتوقف التسليح وبناء الأنفاق ، وحماس إذا تخلت عن ورقة التسليح سيجعلها تنهار لأنها ستفقد أهم ما تملكه ".

وعودة لتصريحات البردويل الذي أكد أن الاتفاقيات السياسية تكون مع الكل الفلسطيني، وأن حماس غير معنية بهذه الاتفاقيات كونها حركة مقاومة، مشيرا من جديد إلى أن حركته تتحدث عن "وقف مؤقت لإطلاق النار مع العدو على أرضنا، مقابل التخفيف عن سكان قطاع غزة الذين يعانون الحصار".