هل يوجد مبادرة قبرصية لعودة عملية السلام ؟ وما هي فرص إبرام اتفاق سياسي مع حماس ؟

هل يوجد مبادرة قبرصية لعودة عملية السلام ؟ وما هي فرص إبرام اتفاق سياسي مع حماس ؟
رام الله - خاص دنيا الوطن-من تسنيم الزيان

آثارت زيارة رئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى قبرص والحديث عن دور قبرصي لاستئناف المفاوضات بين السلطة وإسرائيل العديد من علامات التعجب عن طبيعة الدور الذي قد تلعبه قبرص في المفاوضات المتوقفة حالياً ، في الوقت الذي تحدث فيه القيادي في حركة حماس صلاح البردويل عن اصرار الحركة بإلزام الاحتلال بتنفيذ اتفاق القاهرة الأخير دون التوجه نحو اتفاق آخر من أطراف دولية.

في الأثناء أكد النائب عن حركة فتح عبد الله عبد الله أنه لا وجود للمفوضات مع الجانب الاسرائيلي في الوقت الحالي مطلقا ، قائلا: " كل مايدور حول المفاوضات هو حديث لا صحة منه وأن الاقتراح القبرصي هو آلية للتفكير في بدء المفاوضات وانقاذ عملية السلام، وأن ما يحدث هو أن الرئيس أبو مازن ونتنياهو يذهبان الى بروكسيل  وكل منهما يلقي كلمة والاتفاق على آلية البدء أي أن العملية ليست مفاوضة ، وإنما اقتراحات للبدء بالتفاوض "، منوها الى أن أي جهد لانقاذ عملية السلام نحن معه ولكن دون الانتقاص من حقوق الشعب الفلسطيني .

نفى عبد الله لـ "دنيا الوطن" وجود أي اتصالات بين السلطة الفلسطينة والجانب الاسرائيلي ، متابعا: " فالواضح تماما أن الاسرائيليين أغلقوا كل الطرق على الاقل منذ مارس العام الماضي عندما رفضوا إطلاق الدفعة الرابعة من اسرى ما قبل أوسلو وعندما أصروا على مواصلة البناء، وتجلى ذلك بالامس عندما وافق نتنياهو على بناء 800 وحدة استيطانية جديدة".

وأضاف: " العالم أجمع يدين تلك الإجراءات ويستنكرها ، واسرائيل حتى اللحظة لا تشعر أن هذا الاستنكار يتبعها ثمن سياسي تدفعه نتيجة خروجها عن القانون الدولي وتحديها للإرادة الدولية وتخريبها لملف حل الدولتين".

ولفت الى أن أي صراع ينتهي بالمفاوضات ولكن حتى يتم الوصول الى النتيجة الايجابية يجب أن يكون لها على الأقل ثلاث عناصر أساسية، مضيفا: " العنصر الأول أن يكون هناك مرجعية سياسية واضحة لتلك المفاوضات والتي تتمثل بقرارات الأمم المتحدة والاتفاقات الموقعة والتي يجب أن تحدد بانسحاب اسرائيل من الأراضي الفلسطينية عام 67 وأن تقام عليها الدولة ا وعاصمتها القدس الشرقية ، بالاضافة الى حل قضية اللاجئين ، فتلك المرجعية هي العنصر الأول".

وأشار إلى أن العنصر الثاني يتمثل بضرورة وجود سقف زمني لانهاء الاحتلال الاسرائيلي حتى تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة ، مضيفا: " أما العنصر الثالث فيجب أن يكون هناك اشراف دولي على عملية السلام بحيث أن من يخالف تلك الأسس يدفع الثمن باجراء ما ، واجباره على الالتزام بالشرعية الدولية"، لافتا الى أنه إذا لم تتوافر العناصر الثلاثة فلن يكون هناك مجال للوصول الى نتيجة مرضية.

وحول اتفاق القاهرة قال :" جاء اتفاق القاهرة من منطلقين الأول أنه في العاصمة المصرية القاهرة كان وفد منظمة التحرير الفلسطينية وحماس كانت جزء منه ، هذا الوفد يجب أن يستمر في متابعة الأمر، بينما لا تأتي حماس بعد ذلك وتنفرد باطلاق التصريحات وكأنها الجهة الوحيدة المفاوضة ، فذلك لا يجوز ويعتبر مخالفة أخلاقية في اطار من وجد طريقة لوقف الحرب الأخيرة على قطاع غزة".

وبين أن الشأن الوطني العام لا يقوده فصيل ولا طرف وإنما له إطار وهو منظمة التحرير الفلسطينية ، منوها على أهمية الالتزام بذلك من قبل حركة حماس 

وأضاف عبد الله: " أما الأفكار التي يجلبوها من هنا وهناك إنما هي خدعة وسراب يجب أن لا يركضوا ورائه وأن يتمسكوا بالموقف الفلسطيني في الاطار الفلسطيني الشامل وليس بالاطار الذي يعتقدون أنه يكرس حكمهم بغزة ويفتح لهم آفاق"،مستطردا: " لا يحلموا بأن اسرائيل ستعطيهم مايريدون !، فمثل ما أعلنت اسرائيل انسحابها في العام 2005من أجل فصل غزة عن الضفة وهذا الذي حصل وهم لم ينتبهو لذلك".

وناشد عبد الله حركة حماس باسم فلسطين والمسجد الاقصى أن يلتزموا بالموقف الفلسطيني الواحد الموحد،قائلا: " النهج الذي اتبع بالقاهرة أثناء الحرب الأخيرة من خلال الوفد الذي كان يشمل كل الأطراف الفلسطينية والذي وضع علامات اساسية بدعم من الشقيقة مصر ورعايتناه يجب أن لا يتخلى عنه من قبلهم تحت مسمى الأوهام التي لن يحصدوا منها الا السراب".

ولفت الى أن الاتفاق لا يمكن ان يحدث بين فصيل ودولة وإنما يجب ان يكون بين دولة ودولة، فالجسم القانوني السياسي المعترف به والشخصية القانونية الفلسطينية هي منظمة التحرير الفلسطينية وليس حركة حماس ولا فتح ولا الشعبية ولا الديمقراطية ، متابعا: " يجب أن يتفهموا ذلك ، وليس كل من يلوح لهم بشئ يذهبوا للركض خلفها هم بذلك يَخسروا ويُخسروا الوطن".

في ذات السياق كشف  صلاح البردويل القيادي في حركة حماس، أن وسطاء التوصل إلى "تهدئة طويلة الأمد" مع إسرائيل، كانوا يطرحون الملف على شكل "اتفاق سياسي"، وأعلن رفض حركته لهذا الطرح، وتمسكها بتنفيذ كامل بنود وقف إطلاق النار الموقع برعاية مصرية، نافيا في ذات الوقت أن تكون الزيارة التي قام بها وفد حماس مؤخرا للسعودية، ألغت من حسابات الحركة زيارة العاصمة الإيرانية طهران.

وقال البردويل في تصريحات لصحيفة "القدس العربي" ما يجري في الاتصالات التي قامت بها العديد من الأطراف والمسؤولين الدوليين، لتثبيت "تهدئة طويلة الأمد" في غزة بين حماس وإسرائيل، إن حركته لا تريد التوصل كما يطرح الوسطاء إلى "اتفاق سياسي" مع إسرائيل. 

وأضاف "نحن بحاجة إلى تطبيق كل ما ورد في قرار وقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه بحضور الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح والسلطة الفلسطينية، وأن تفي إسرائيل بكل شروطه، مثل رفع الحصار وتسهيل الإعمار، وبناء ميناء ومطار في غزة"

وأشار إلى أن الحديث الذي يجري عبر الوسطاء، هو "نوع من الاقتراب من اتفاق سياسي"، مؤكداً أن حماس لا تريد التوصل إلى اتفاق من هذا القبيل.

وأكد البردويل أن الاتفاقيات السياسية تكون مع الكل الفلسطيني، وأن حماس غير معنية بهذه الاتفاقيات كونها حركة مقاومة، مشيرا من جديد إلى أن حركته تتحدث عن "وقف مؤقت لإطلاق النار مع العدو على أرضنا، مقابل التخفيف عن سكان قطاع غزة الذين يعانون الحصار".

ورفض البردويل الاتهامات التي توجهها حركة فتح والرئيس محمود عباس لحركة حماس، بخصوص دخولها في مفاوضات مع إسرائيل، من أجل فصل غزة عن الضفة الغربية وباقي الوطن، والموافقة على حلول لدولة ذات حدود مؤقتة. وأكد أن ما تريد التوصل إليه حركة حماس هو إلزام إسرائيل بقرار وقف إطلاق النار، الذي وافقت عليه مع كل الفصائل، وأن الأمر ليست له علاقة بفصل غزة عن الضفة.

وقبل عدة أشهر كشف النقاب عن حمل مبعوثين دوليين أبرزهم روبرت سيري، المبعوث السابق للأمين العام للأمم المتحدة وكذلك السفير السويسري، أفكارا لحركة حماس تشمل التوصل إلى "تهدئة طويلة الأمد" مع إسرائيل، تشمل وقف كافة الأعمال العسكرية، بما فيها وقف حفر الإنفاق وتسلح المقاومة، على أن تقوم إسرائيل بإنهاء الحصار وتسهيل الإعمار، وفتح ممر مائي يربط غزة بالعالم.

وتواصلت زيارات المبعوثين الدوليين والدبلوماسيين الأوروبيين لغزة. وكان من أبرزهم وزير الخارجية الألماني، الذي قال أن أفكار التهدئة تدول حول "تنمية غزة مقابل أمن إسرائيل".

كما التقى المبعوث السابق للجنة الرباعية الدولية توتي بلير في العاصمة القطرية الدوحة مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

وخلال شهر رمضان قال إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، أن قطاع غزة سيشهد قريبا نهاية الحصار.

وأضاف البردويل أن "القوى التي أخذت قرار الحرب ضد غزة العام الماضي، قررت الانفتاح على حركته وقطاع غزة".

لكن القيادي البردويل حين سألته "القدس العربي" عن موعد التهدئة إن كان قريبا أم لا، جدد تأكيده على أن الحركة لا تبحث اتفاق تهدئة جديد، وأنها تريد التزام إسرائيل باتفاق القاهرة.

وكانت الفصائل الفلسطينية عبر وفد مشترك، قد وافقت على اتفاق تهدئة مع إسرائيل رعته مصر، وأوقف الحرب الأخيرة، وكان من المفترض أن يعود الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي للقاهرة بعد الحرب لمناقشة باقي الملفات مثل الميناء والأسرى، غير أن القاهرة أجلت من وقتها المفاوضات غير المباشرة إلى أجل غير مسمى.