حدّثوا أولادكم عن اللد والبطارية وطالبوا بتشكيل لجنة وطنية لإدارة أزمة الكهرباء

حدّثوا أولادكم عن اللد والبطارية وطالبوا بتشكيل لجنة وطنية لإدارة أزمة الكهرباء
كتب غازي مرتجى

يتناقل نشطاء التواصل الاجتماعي مقارنة تاريخية بين ما علّمهم إياه آباؤهم وأجدادهم وبين ما سيتعلموه هم ويُعلموه لأولادهم وربما لأحفادهم .. فيقول صاحب الهزل السياسي الساخر :"أجدادنا حدثونا عن اللد والرملة , ونحن سنحدث اولادنا عن اللد والبطارية" .. الأولى أراضي فلسطينية مُحتلة منذ الـ48 ويعيش اللاجئين الفلسطينيين على أمل العودة لها والثانية اختراع غزّاوي حصري باستخدام أقل الامكانيات للوصول إلى "شبه اضاءة" بدلاً من عتمة جدول الستّة .. أو حتى جدول الـ8 !

أن تصل الثوابت الفلسطينية والقضية إلى أرذل عمرها ليُصبح أقصى حد لهموم المواطن ان تعود الكهرباء على جدولها المنقوص "أبو8" ويترك ذات المواطن التفكير بالقدس والرملة واللد ويافا وصفد والمجدل ليُفكّر كيف سيقضي يومه غداً بعد نفاذ الكوبون الذي حصل عليه بداية الشهر من مؤسسة خيرية تهدف في الأساس لوضع القضية الفلسطينية في خانة "التسوّل" لا أكثر !

إنّ مشكلة الكهرباء لم تكن يوماً مشكلة عادية أو تقنية بل على العكس فهي مشكلة سياسية من الأساس يُتاجر بها كل من يستطيع المتاجرة وحاولت بعض الجهات ان تحوز على "رضى" المواطن في غزة بحديثها عن مشكلة الكهرباء ضمن حملة بيانات لا أكثر .

أقترح ان يتم تشكيل لجنة وطنية تُشرف على ملف الكهرباء كاملاً بدلاً من تحكم "شخصان" بالأمر برمته .. وبدلاً من مخطط تشكيل حكومة وحدة وطنية فإنّ المطالبة يجب ان تنصب على تشكيل لجنة وحدة وطنية لإدارة أزمة الكهرباء من كافة التنظيمات على ان يتحمل كل تنظيم مسؤوليته ولو كان على حساب موازنات الشاي والقهوة والفواتير المضروبة خاصته !