صوتنا فلسطين تطلق حملة "روق" للترويج لثقافة الحوار المجتمعي

رام الله - دنيا الوطن
نظمت مؤسسة صوتنا فلسطين، أمس الأربعاء، مبادرة "روق" في مدينة نابلس بالتنسيق مع متطوعي المؤسسة في المدينة. وتدعو المبادرة إلى نبذ العنف واحترام سيادة القانون واعتماد لغة الحوار في التعامل مع القضايا المجتمعية. وذلك بهدف تعزيز النسيج الاجتماعي للوصول إلى مجتمع فلسطيني ديمقراطي بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها الوطني المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وتأتي أهمية هذه المبادرة كونها تلقي الضوء على الأحداث العنيفة المؤسفة التي مرت بها المدن الفلسطينية في الفترة الأخيرة، حيث تفاقمت حالات العنف والقتل والتعصب بشكل ملحوظ ومقلق. ولهذا توجه العشرات من النشطاء ومتطوعي المؤسسة، من مسلمين ومسحيين وسامريين، إلى شوارع المدينة لتوزيع المنشورات والورود والأعلام الفلسطينية على المارة، وأوضحوا لهم فكرة المبادرة الشبابية التي تحث أبناء شعبنا على عدم الانجرار وراء العنف والفلتان، وتدعو إلى استخدام لغة الحوار والتفاهم في مجتمعنا وتقبل الاخر واحترام سيادة القانون.

وتضمنت فعاليات هذه المبادرة أيضا زيارات الى عدد من المؤسسات الدينية في المدينة تأكيداً على وحدة الشعب الفلسطيني. حيث زار المتطوعون متحف الطائفة السامرية، وهناك قدم ممثل الطائفة الكاهن يعقوب السامري نبذة عن تاريخ وتقاليد الطائفة، وأكد على أهمية التواصل والحوار المتبادل بين جميع أطياف المجتمع الفلسطيني الذي لطالما تميز بتقبل واحترام الاخرين بغض النظر عن الأصل والدين. كما ونوه إلى أن ما ينشره الإعلام العالمي عن التطرف في المنطقة العربية لا يمثل حضارتنا والأديان السماوية التي تحث على المحبة والسلام.

وخلال زيارة كنيسة القديس يوستينوس، عبر الأب جوني خليل، راعي كنيسة اللاتين في المدينة، عن سعادته بهذه الزيارة. وأكد "نحن جمعيا نعبد إله واحد، وكلنا بشر ويجب ان نتعامل مع بعضنا بإنسانية قبل كل شيء، ويجب أن نفكر بروية لا أن ننجر وراء العنف لحل مشاكلنا. ونحن كرجال دين قلقون من الوضع الصعب الذي نعيشه في المنطقة، فالتطرف في أي دين أو مذهب غير محبب، ويجب أن يعلو صوتنا نحن رجال الدين لنؤكد على أهمية المحبة والتعايش. وبالمقابل نحن نضع ثقتنا وأملنا في جيل الشباب لتحرير بلدنا من الاحتلال أولا ومن التطرف والعنف ثانيا لبناء الدولة التي نفتخر فيها جميعا"

وبدوره أوضح سامر مخلوف المدير التنفيذي للمؤسسة أن العنف والفلتان وتكدير السلم الأهلي ليسوا من سمات مجتمعنا الفلسطيني، وأكد أنه "يجب أن نفتخر باختلافنا وتراثنا وتعددنا الثقافي والديني والاجتماعي، ويجب أن نتحد جميعا وأن نكون سباقين لسياسة الحوار والتفاهم لا لأسلوب العنف والتطرف والتعصب الأعمى لحل مشاكلنا المجتمعية والسياسية، وذلك لأن العنف يدل على الضعف لا على القوة. ولهذا يجب نستجمع قوانا ونتحد جميعا لمحاربة هذه الظواهر التي تفككمجتمعنا، ولا بد من تركيز جهودنا وطاقاتنا على مشكلتنا الأكبر والأهم ألا وهي انهاء الاحتلال الإسرائيلي، والعمل على تعزيز الدولة الفلسطينية الديمقراطية المبنية على قيم التسامح والحرية والمساواة."