علاقة الطليق بطليقته بغزة : علاقة يقبلها المجتمع أم ينبذها ؟ رأي الشرع والإجتماع

علاقة الطليق بطليقته بغزة : علاقة يقبلها المجتمع أم ينبذها ؟ رأي الشرع والإجتماع
غزة  - خاص دنيا الوطن-ريما السويسي

يتم الطلاق و تنتهي ما يسمى ب" العشرة الزوجية" , لكن أحيانا يبقى هناك الموضوع الشائك ألا و هو الأطفال و الذين من أجلهم قد يبقى هناك نوع من التواصل الخفيف بين الطليق و الطليقة الذين هم لا يزالون أب و أم رغم كل شيء, فهل يقبل المجتمع و الدين أن تبقى هناك علاقة و تواصل بينهم؟

يمتلأ الشارع الغزي بألاف القصص و الاف الحالات من الطلاق و التي يكون اخفها ضررا و ألما عدم وجود أطفال نتيجة لذلك الزواج اما في حالة وجود الأطفال فيصبح الأمر معقدا نوعا ما و ذلك بسبب التذبذب في امكانية التواصل بين الطليق و الطليقة من أجل الأولاد. 

السيدة (و. س) مطلقة تبلغ من العمر 28 ربيعا تتحدث عن تجربتها بالقول, " بقيت مع زوجي لمدة عشر سنوات و نتيجة للخلاف القائم منذ سنوات بيني و بين زوجي قررت الانفصال, لدي ابنة واحدة وولدان و هم يعيشون حاليا مع والدهم".

حول وجود تواصل بينها و بين طليقها, تضيف, " لا يوجد أي تواصل من أي نوع بيني و بين طليقي رغم وجود أبناء بيننا بسبب الخلافات الكبيرة التي كانت سببا في الطلاق هي ذاتها السبب في عدم وجود أي اتصال بيننا كطرفي طلاق".

و تضيف, " كنت أتمنى ان يكون طليقي شخص حضاري ليكون بيننا اتصال من أجل أبنائي لكن بسبب سلوكه و تصرفاته اللامنطقية كان من الافضل ألا يكون هناك أي نوع من التواصل بيننا و ذلك كي لا تعود المشاكل مرة أخرى و بالتالي تؤثر على نفسية أطفالي.

اما عن طريقة تواصلها مع أبنائها, تؤكد أنها و بقرار المحكمة تستضيفهم مرة واحدة كل اسبوعان و أحيانا تضطر الى الذهاب الى المدرسة كي تراهم و تطمئن عليهم.

اما المواطنة (د.ب) البالغة من العمر 34 عاما مطلقة و لديها ابن من طليقها و هذا الابن يعيش مع والده منذ وقيعة الطلاق , تقول, " ليس هناك أي تواصل يذكر بيني و بين طليقي الذي تزوج علي بينما كنت في أشهري الاخيرة من الحمل بابني و بعدها تم الانفصال , انا من سكان غزة و طليقي من سكان خانيونس و لا يوجد أي تواصل بيننا فأنا أتواصل مع أخيه حين أريد الاطمئنان على ابني.

و تضيف, " أنا حاليا متزوجة و زوجي لا يقبل أن يكون هناك تواصل بيني و بين طليقي اذ ان عم ابني هو المسؤول عن احضار ابني حين أود رؤيته و العكس حين أريد ارجاعه الى أبيه". 

تعليقا على هذا الموضوع, تقول الاخصائية الاجتماعية رائدة وشاح من مركز غزة للديمقراطية و حل النزاعات, "من خلال عملي وتعاملي مع قضايا الطلاق و حالات مشاهدة الاطفال, أستطيع القول أن طبيعة العلاقة التي أراها بين طرفي الطلاق هي علاقة حقد تصل أحيانا الى نسيان بل و انكار كل ما كان طيبا في العلاقة ما قبل الطلاق, أحيانا يحدث هناك نوعا من التشهير و التلفيق لبعض الامور بهدف ايصال الطرف الاخر الى درجة عالية من الاستفزاز انتقاما لنتيجة الطلاق, و كل هذه الامور تنعكس سابا على نفسية الاطفال المتولدين نتيجة هذا الزواج, و كنتيجة لكل ما سبق فان وجود تواصل ودي و محترم بين طرفي الطلاق يكاد يكون مستحيلا".

أما عن وجود حالات تم فيها الطلاق و لكن بقي هناك تواصل ودي من أجل مصلحة الأبناء, تؤكد وشاح, " تلك هي حالات قليلة جدا جدا, فمن بين كل عشر حالات يكون هناك حالة واحدة يتم فيها التعامل الودي بين طرفي الطلاق من أجل مصلحة الابناء", لكنها تشير الى وجود عقبة ألا و هي نظرة المجتمع  لهكذا نوع من التواصل فالمجتمع لا ينظر بأريحية لذلك التواصل خاصة و أننا نعيش في مجتمع شرقي منغلق فحتى الان لم يصل المجتمع الى درجة عالية من الوعي في استيعاب هكذا علاقة حتى و ان كانت مجرد صداقة من اجل مصلحة الابناء فالمجتمع في الاصل يرفض علاقة الصداقة بين المرأة و الرجل فكيف به يرضى لعلاقة صداقة بين طليق و طليقته بعد أن أصبحا غريبين عن بعض ولا يربطهما أي رابط اجتماعي او ديني يذكر".

و في ردها عن الحل في رأيها و تقول وشاح, " حتى و ان كانت العلاقة بين الطليق و الطليقة طيبة يجب وجود وسيط بحيث لا تكون العلاقة و التواصل بشكل مباشر بين طرفي الطلاق و ذلك كي تسلم الامور من الفهم الخاطئ و الاصطدام ببعض المحاذير الاجتماعية".  

من جهة اخرى و من الحالات القليلة بل النادرة التي يكون هناك تواصل ودي محترم بين طرفي الطلاق المواطنة (ن. ع) و التي تتواصل بشكل يومي مع طليقها مباشرة من أجل الاطمئنان على بناتها اللواتي يعشن لديه, تقول عن تجربتها في الطلاق, " بسبب زواج البدل تم طلاقي من زوجي و لم يكن هناك مشاكل تذكر بيننا و لكن بسبب تصميم الأهل على انهاء الزواج تم الطلاق. لدي ثلاثة بنات و هن يعشن مع طليقي و أتواصل معهن بشكل يومي و بطليقي أيضا الذي لا يزال يتعامل معي كأم لبناته بكل احترام و ذوق".

و تضيف, " في اليوم المخصص لرؤية بناتي يقوم طليقي بإحضارهن بنفسه لدرجة أنه يمكث لدى بيت أهلي قليلا ليعرف اذا كنت بحاجة لشي فيما يتعلق ببناته. لا يوجد أي مانع لدي أو لدى أهلي في هكذا تواصل طالما انه في حدود الأدب و المعقول".

بالنسبة لرأي الدين يقول الدكتور اسماعيل حمدان بلبل عميد المعاهد الأزهرية في فلسطين, " الطلاق يعني انقطاع العلاقة الزوجية و الاجتماعية بين طرفي الطلاق فكل منهما يصبح غريبا عن الاخر لهذا كونت البلاد الاسلامية بما يسمى جمعيات الاصلاح و الجمعيات النسوية و مراكز التأهيل و كل هذا الجهات تعمل على تحسين العلاقة بين الاطفال و ابائهم أو امهاتهم و لا حرج في ان يجتمع الزوجان في مركز اصلاح أو بين جماعة يعرفون الحق بحيث لا يكون هناك مشاكل أو كلام يؤدي الى الشبهات".

و يضيف, " الاسلام و الدين يقول قولا واحدا و هو ابتعاد كل من الزوجين عن الاخر فالأصح أن لا يكون التواصل مباشرة بينهم بحيث يكون هناك وسيط عن طريقة يتم التواصل بينهم من أجل مصلحة الاطفال حتى و ان كان عن طريق الهاتف المحمول فهو أيضا لا يصح".

يذكر أن اخر الاحصائيات تشير الى ارتفاع نسبة الطلاق بشكل جنوني بالسنوات الأخيرة في قطاع غزة و التي وصلت الى نحو 17 بالمئة, حسب احصائيات المحاكم الشرعية في غزة.

التعليقات