رامي الحمدلله في سوسيا ..

رامي الحمدلله في سوسيا ..
رام الله -خاص دنيا الوطن

 قال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله: "نسجل اليوم تضامننا ودعمنا المطلق لسوسيا، هذه البقعة الجغرافية الصغيرة التي استطاعت بصمود ونضالات أهلها، ان تتصدر اهتمام المجتمع الدولي، وبات مناصرو الحق والحرية من اصقاع العالم، يتوافدون اليها للتضامن معها ومنع قرارات ازالتها وترحيل سكانها".

جاء ذلك خلال كلمته أمام أهالي قرية سوسيا المهددة بالهدم والازالة، جنوب الخليل، اليوم الأربعاء، بحضور عدد من القناصل والسفراء، ومحافظ محافظة الخليل كامل حميد، ووزير الزراعة والشؤون الاجتماعية شوقي العيسة، ووزير الحكم المحلي نايف ابو خلف، ووزير الصحة جواد عواد، وعدد من ممثلي المنظمات الدولية، والناشطين والحقوقيين والمتضامنين الدوليين.

 واضاف الحمد الله: "أنقل لكم اعتزاز سيادة الرئيس محمود عباس بالصمود الأسطوري الذي تسطرونه، وأؤكد لكم ان القيادة الفلسطينية ماضية في سعيها الحثيث لتدويل قضيتنا، وحمل عذاباتكم الى كافة المحافل الدولية، لتوفير الحماية الفعلية والفاعلة لشعبنا."

 وتابع رئيس الوزراء: "باسم السيد الرئيس سيتم تلبية كافة احتياجات سوسيا وفق الامكانيات المتاحة، وتم تلبية مطالبكم من الزيارة السابقة بتأمين الدعم لصالح القطاع الزراعي في المنطقة، ومركبة تستخدم لخدمة اهالي القرية".

وأعلن رئيس الوزراء عن دعم الحكومة لأهالي القرية بـ16 طن من اعلاف الأغنام، و28 خضاضة لبن، و4 خزانات مياه سعة 1 كوب، ومستلزمات ضخ وشفط ورش المياه، ومستلزمات فرز وتعبئة العسل، ومستلزمات زراعية اخرى، مشددا على أن الحكومة ستقوم بشق طرق زراعية خلال شهر، وتوزيع 10 طن من البذار العلفي المقاوم للجفاف خلال شهرين، وتوريد 110 من الاغنام المحسنة خلال شهرين، وانشاء بركس اغنام نوذجي بمساحة 500 متر مربع خلال شهر، وتوفير ترله مجرور على تراكتور خلال شهر، وتوزيع 35 طن من الاعلاف لتغذية الاغنام خلال شهر.

واشار الحمد الله إلى تكليفه لسلطة الطاقة والموارد الطبيعية بمتابعة ودراسة الاحتياجات الحالية والمستقبلية لسوسيا وإصدار تقرير فني حولها، مؤكدا أن الحكومة ستقوم بالتغطية المالية اللازمة، لا سيما تزويدها بخلايا شمسية منتجة للكهرباء.

وتابع الحمد الله: "ستبقى سوسيا بفضل تضحياتكم وصمودكم، دوما على الخارطة، ولن تلغي إسرائيل وجودنا فيها، او تقتلع حقنا وحق أطفالنا في الحياة في كنفها، وسنتكاتف جميعا، ولن ندخر أي جهد لتعزيز بقائكم فيها".

 وقال الحمد الله: "إننا مطالبون بتوفير الحماية الكاملة لاهلنا في سوسيا، الذين يتعمد الاحتلال تقليص مقومات حياتهم والتضييق عليهم، ويحرمهم الأرض والمياه والحركة، ويهدد بالتدمير والازالة الكاملة، جميع مرافق ومباني هذه القرية التي بنيت أكثر من نصفها، بتمويل من جهات دولية ومانحة، وعلى شكل مساعدات إنسانية".

 شدد الحمد الله على ان الواقع الذي يعيشه اهل سوسيا ليس بجديد، مستطردا: "فمنذ ثلاثة عقود متصلة وأهلها يصارعون البقاء، ويحاصرون بالتجريف والتهجير والهدم والملاحقة من جهة، وبانتهاكات المستوطنين من جهة أخرى"، مضيفا: "إن أهالي سوسيا يواجهون اليوم ثالث موجة من الترحيل القسري، بعد ان رحلوا سابقا، وهم أصحاب الأرض الاصليون، لتقام عليها مستوطنة إسرائيلية، ويُمنعوا من الوصول إلى ثلثي الأراضي الزراعية في تجمعهم، وجردتهم ليس فقط من أرضِهم، بل ومِن منازلهم، فباتوا يسكنون العراء في خيام وبركسات وأكواخَ صَفيح."

وأكد رئيس الوزراء ان ما يرى اليوم عن كثب في سوسيا، يواجهه أيضا أبناء شعب فلسطين في مسافر يطا، وفي تجمع أبو النوار، وعرب الجهالين، وفي كافة القرى والبلدات والتجمعات والخرب ومضارب البدو، وهو جزء من حصار خانق تفرضه إسرائيل على التنمية والبناء بل والحياة أيضا في المناطق المسماة(ج)، التي تشكل حوالي 63% من مساحة الضفة الغربية.

وطالب الحمد الله المجتمع الدولي بكافة قواه ومؤسساته المؤثرة، بانهاء هذه المعاناة الإنسانية المتفاقمة، والزام إسرائيل بوقف سياسة الترحيل والتهجير القسري، والالتزام بقواعد القانون الدولي، والافراج عن اسرى الحرية، ورفع الحصار عن غزة، وتمكين الجهود الدولية والوطنية من إعادة اعمارها، ومن العمل في المناطق المسماة (ج)، معتبرا ذلك المدخل الرئيسي والوحيد لاعادة المصداقية للعملية السياسية وتحريك عملية السلام وإنقاذ حل الدولتين. 

واشاد الحمد الله بصمود ابناء وبنات سوسيا قائلا:" صمودكم وتشبثكم بالحياة والعمل في هذه الأرض، يثبت للعالم ان في فلسطين شعب يتوق للحرية والاستقلال والعدل، شعب لا تكسره جرافات الاحتلال، بل يعمل ويبقى ويبني، حتى ينال حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة، كاملة السيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وغزة والاغوار في قلبها."