بعد اكتشاف المخطوطة القرآنية بـ"برمنجهام".. هل تصبح مقولة "تأليف القرآن" فى مهب الريح

بعد اكتشاف المخطوطة القرآنية بـ"برمنجهام".. هل تصبح مقولة "تأليف القرآن" فى مهب الريح
رام الله - دنيا الوطن
تعيش أوروبا اليوم صدمة حضارية بعد الاكتشاف الأخير الذى تم فى جامعة برمنجهام فى بريطانيا، حيث قام العلماء بتحليل قطعة من مخطوطة كتب عليها القرآن برسم عثمانى جميل.

 وتبين أنها تعود لزمن النبى محمد.

 ويؤكد الباحثون أن هذه المخطوطة هى أقدم نص قرآنى يتم العثور عليه حتى الآن، بينما يرى البروفسور David Thomas أستاذ اللاهوت فى جامعة برمنغهام، إننى مصدوم ومندهش جداً أن نجد جزءاً من مخطوطة للقرآن كتبت قبل أكثر من 1370 سنة ميلادية على الأقل ( وهذا يعادل 1411 سنة هجرية).

 إن هذه المخطوطة تؤكد أن القرآن كتب فى زمن النبى وليس كما كنا نعتقد أنه تم تجميعه والإضافة عليه . 

والمعروف عن الدراسات الغربية المهتمة بـ"القرآن" أنها فى مجملها منحازة للرأى القائل بأن القرآن من تأليف شخص النبى محمد فقد اهتم جورج سيل سنة 1734 بالقرآن وأثنى عليه وترجم معانيه إلى اللغة الإنجليزية، لكنه نفى أنْ يكون وحيًا من عند الله، بل أكَّد على أنَّه من صنع محَمَّد بن عبد الله أعانه فى ذلك كثير من أتباعه، وغيرهم من اليهود والنصارى فى ذلك الوقت. 

وكل الترجمات التى حدثت لمعانى القرآن بعد ذلك اعتمدت على هذه الترجمة التى ذكرها فولتير فى القاموس الفلسفي، وأُعيد طبعها مرارًا. 

ويرى عصام عبدو فى مقالته "سباق المخطوطات القرآنية.. الجدل الغربى والتباسات التلقى" المنشورة فى جريدة الحياة، أن دراسة الغرب للقرآن مرت بأربعة مراحل هى المرحلة الأولى كانت فى ألمانيا على يد المستشرق اليهودى إبراهام جايجر فى دراسته "ماذا أخذ محمد عن اليهودية"، ومن ثم ثيودور نولدكه وتلامذته فى كتابهم المشترك "تاريخ القرآن" بأجزائه الثلاثة، والمرحلة الثانية فى أوروبا ثلاثينات القرن المنصرم، خلال كتابات مونتجمرى وات الذى اعتمد المنهج السوسيولوجى فى دراسته الإسلام والســـيرة والقرآن، والتى أدت به إلى اعتبار القرآن كتاباً من تأليف النبى محمد. 

المرحلة الثالثة جاءت فى بداية سبعينات القرن الماضى، من خلال كتابات جون وانسبرو "الدراسات القرآنية" والكتاب المشترك لباتريشا كرون ومايكل كوك المعنون بـ "الهاجرية"، والتى أسست لما عرف فى ما بعد بالمنهج التنقيحى، والذى يقوم على أن القــرآن نصٌ يعود تاريخ تأليفه إلى نهايات القرن الهجرى الثانى عندما أصبح المسلمون إمبراطورية.

 فى نهايات القرن الماضى وبدايات القرن الجديد بدأت المرحلة الرابعة وشهدت مجموعة من الدراسات المثيرة الطريفة والجادة، كما شهدتْ عدداً من المشاريع الكبرى كمشروع كوربوس كورانيكوم Corpus Coranicum أو "الموسوعة القرآنية" التى تأسستْ سنة 2007 على يد أنجليكا نويفرث (وميخائيل ماركس ونيكولاى سيناي. 

التعليقات