البلدة القديمة بالخليل .. مستوطن بجوار فلسطيني : ما القصة ؟

البلدة القديمة بالخليل .. مستوطن بجوار فلسطيني : ما القصة ؟
الخليل – خاص دنيا الوطن – شيراز ماضي

"أنا كل يوم بطلع من الدار وبودع أولادي وزوجتي، لإني بكون طالع وحامل روحي على كفي، لإنو  كل يوم ممكن يكون هو اليوم الأخير اللي بشوف فيه عيلتي"

بهذه العبارة بدأ إيهاب الفاخوري كلامه مع مراسلة دنيا الوطن حول المعاناة التي يواجهها سكان شارع الرباط.

شارع الرباط أو شارع السهلة كما هو متعارف عليه بين الناس، هو بداية شارع الشهداء المغلق منذ عام 1994، أي بعد مجزرة الحرم الابراهيمي.

بعد المجزرة أغلق الشارع بشكل جزئي، ومنع التجول فيه مدة 3 شهور، وبعض الانتفاضة الثانية أُغلق الشارع بشكل كلي، وأُغلق فيه 1300 محل تجاري.

شارع السهلة محاط الآن بـ 61 نقطة عسكرية وحاجزاً، ويعاني سكانه من ضغوطات وتهديدات كبيرة من قبل الاحتلال والمستوطنين اليهود، بحجة أنه طريق مخصص لصلواتهم التلمودية.

يقول إيهاب الفاخوري 42 عاماً، صاحب محل خزف في ذات الشارع: "توارثت المحل عن أبي وأعمامي منذ عام 1964، وعرض المستوطنون على أبي مبالغ ضخمة مقابل بيعه للمحل، ولكنه رفض، وأنا من بعده عرض علي بيع المحل بـ 7 مليون دولار، ولكني رفضت وسأبقى أرفض البيع، فهذه أرضنا ولن نرحل عنها".

ويتعرض سكان هذا الشارع لمضايقات مختلفة للضغط عليهم، وإجبارهم لترك محلاتهم وبيوتهم، فالمستوطنون يسبونهم ويشتمونهم ويرجمونهم بالحجارة بشكل يومي، بحجة أن هذا الشارع جزء من التقاليد الدينية اليهودية.

يتابع الفاخوري كلامه لمراسلة دنيا الوطن : "نتعرض لمضايقات عديدة، فالمستوطنون يحضرون إلى هذا الشارع يومياً، ويسبوننا ويشتموننا بمسبات وشتائم بذيئة أثناء عبورهم الشارع –كما شاهدتي الآن-. في مرة من المرات حضر المستوطنون إلى محلي هنا، ومكثوا فيه لعدة ساعات، وصلّوا فيه صلوات تلمودية للضغط علي وإجباري على ترك المحل".

يضيف الفاخوري: "هذا الشارع يغلق من الساعة 10 مساء حتى الساعة 4 فجراً يومياً، ولا يسمح لسكان المنطقة بالخروج من بيوتهم في هذه الفترة، ولو لحالات إنسانية، وفي النهار يمنع دخول السيارات إلى الشارع، فاضطر لنقل بلوكات الطين المستخدم في صناعة الفخار على العربات أو حملاً بالأيادي".

عبد الرؤوف المحتسب 57 عاماً مالك لمحل خزف وهدايا وبيت في شارع السهلة : " قبل عدة أشهر حضر رئيس بلدية الخليل داوود الزعتري مع عدد من الشخصيات وفتحوا بعض محلات هذا الشارع عنوة على الاحتلال، ولكن أصحاب بعض المحلات لم يفتحوا محالاتهم وينظفوها، بجحة أن هذا الشارع فقد نبض حياته منذ إغلاقه".

يتابع الحاج غاضباً: "يجب على التجار فتح محالهم التجارية والمرابطة فيها، لحمايتها من المصادرة، والله سوف يرزقهم أجر رباطهم وصمودهم وتمسكهم بأرضهم، فيكفيهم شرف الرباط في هذه المنطقة".

وناشد الحاج المحتسب الرئيس أبو مازن بدعم أهالي صمود أهالي البلدة القديمة في الخليل، وقال: "في وقت رئاسة أبو عمار أُعفي أهالي المنطقة جميعاً من مستحقات الكهرباء والمياه، وقدم لهم بعض المساعدات المالية الشهرية للمساعدة في صمودهم"

ولم يسلم الأطفال من المستوطنين وضررهم، فهم دائماً ما يتعرضون لمضايقات ولمحاولات قتل، يقول الطفل محمد القاعود 12 عاماً لمراسلة دنيا الوطن: "قبل عدة أيام حاول أحد المستوطنين دهسي بالباص المار من هذا الشارع، عندما كنت  ألعب مع أصدقائي، ومرة أخرى اعتقلني الجيش الاسرائيلي بحجة إلقاء حجارة باتجاه المستوطنين".

وكما البلدة القديمة في مدينة القدس يتعرض سكان البلدة القديمة في الخليل لمحاولات مستمرة لإفساد عقول الشباب والأطفال بالخمر والمخدرات وغيرها.

السيدة غادة الرجبي 42 عاماً تقول لمراسلة دنيا الوطن: "أنا أشاهد بأم عيني ليلاً شخصاً عربياً يساعده آخر يهودي يهربون كميات من المواد الممنوعة للمنطقة، لإغراء الشباب والأطفال بها وإفسادهم".

وتضيف الرجبي: "أبنائي يعانون جداً في فترة الدوام المدرسي، ففي بعض الأحيان يتغيبون عن المدرسة بسبب الحواجز والاغلاقات، في بعض الأحيان الأخرى يستهدف جيش الاحتلال المدرسة الابراهيمية بقنابل الغاز، مما يؤدي إلى اختناق العديد من الطلبة".

شارع الرباط أو السهلة واحد من عدة شوارع وأحياء في مدينة الخليل، تعاني من مضايقات الاحتلال ومنغصاته، كما وتعاني من التغييب الإعلامي، وواجب الجميع دعم صمود هذه المناطق كلٌّ حسب موقعه ومكانه.