التفجير الانتحاري في سروج ضمن مخطط تركيا لاستكمال خطوات إنشاء المنطقة الامنه شمال سوريا

التفجير الانتحاري في سروج ضمن مخطط تركيا لاستكمال خطوات إنشاء المنطقة الامنه شمال سوريا
بقلم : المحامي علي ابوحبله
طولكرم

التفجير الإرهابي في سروج التركية دفع الحكومة التركية بزعامة حزب العدالة والتنمية لتنفيذ مخطط استكمال إنشاء المنطقة الامنه شمال سوريا وهو حلم تسعى حكومة رجب طيب اردغان لتنفيذه ، فقد كشفت الحكومة التركي حقيقة المنطقة الامنه شمال سوريا في تصريحات لوزير خارجيتها مولود تشاووس اوغلو الذي قال أن الأراضي التي يتم تطهيرها من تنظيم داعش في شمال سوريا ستصبح آمنه وان حكومة رجب طيب اردغان تسعى لإقامة مناطق حظر طيران في سوريا ، وقد ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية في خبر لها بان مقاتلات وقوات بريه تركية قامت بضرب مسلحي ألدوله الاسلاميه داعش في سوريا ومخيمات حزب العمال الكردستاني بي كاكا في العراق في حمله قالت انقره أنها ستساعد على خلق منطقه آمنه في أنحاء واسعة شمال سوريا ، ونقلت الصحيفه عن رئيس الوزراء التركي داوود اوغلوا ان هذه العمليات ليست عمليه واحده وستستمر طالما هناك تهديد ضد تركيا ، وبحسب ديلي ميل فان تركيا تعهدت باستهداف المسلحين الاكراد مما اثار القلق حول مستقبل عملية السلام مع الاكراد ، وتذكر ديلي ميل بان وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلوا قال في مؤتمر صحفي ان مناطق امنه ستتشكل بشكل طبيعي بعد تنظيف مساحات كبيره من شمال سوريا من مسلحي تنظيم الدوله ، هناك تناقض في التصريحات بين من يدعي عن وجود اتفاق تركي امريكي حول المناطق الامنه مقابل السماح من قبل الحكومه التركيه للطائرات الامريكيه الغربيه لاستعمال قاعدة انجرليك التركيه لقصف مواقع تنظيم داعش وبين نفي امريكي لاي اتفاق حول المناطق الامنه ، فقد نفى الناطق باسم الخارجية الامريكي جون كيري وجود اتفاق بين تركيا والولايات المتحده الامريكيه حول منطقه امنه في سوريا ، كيري اوضح ان شمال سوريا لا يندرج تحت اطار منطقه امن هاو حظر للطيران نظرا الى ان طائرات التحالف هي الوحيدة التي تحلق في تلك المنطقه واشار كيري الى انه ليس هناك ضمانات امريكيه بعدم استهداف جبهة ألنصره في الاراضي السوريه ، الموقف الامريكي اكدته ايضا وزارة الدفاع الامريكيه التي نفت الاتفاق مع تركيا على اقامة منطقة حظر طيران جوي في سوريا ، المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس اشار الى ان واشنطن لا تزال تخوض مشاورات لتعميق التعاون العسكري مع تركيا ، لكنه استبعد أي مشاركه للولايات المتحدة في فرض منطقة حظر جوي في الاجواء السوريه ورجح ديفيس ان تستغرق تلك المشاورات أسابيع طويله قبل التوصل الى أي اتفاق ، وكانت انقره قد اكدت اتفاقها مع واشنطن لاقامة منطقه عازله في شمال سوريا ، لكنها قالت في وقت سابق انها لا تقتصر على مسلحي داعش في اشارة منها الى القوات الكرديه ، حلف شمال الاطلسي سيعقد اجتماعا طارئا لمناقشة القضايا الامنيه بناء على طلب تركيا ، في تركيا شبه اجماع سياسي –اعلامي على ان اقدام انقره على انشاء منطقه او مناطق امنه وعازله بات قريبا بالفعل ، رغم انعدام الحماسه الشعبيه حيال مثل قرار كهذا ، بات السؤال مقتصرا على توقيت صدور القرار وتخمين اين ستكون هذه المنطقه الامنه ، الكاتب اويتون اورهان من مركز اورسام الى ان اقامة منطقه امنه تركيه في حيز جغرافي سوري ضيق قد تسبب مشاكل من جهتين : القدرة على حمايتها عسكرياً، وتوفير المساعدات الإنسانية لها. لذلك، يجزم بأنه لا تجدر إقامة منطقة آمنة في أقل من عمق 20 كيلومتراً، ومن المحسوم أنّ حدود تلك المنطقة لن تكون عبارة عن خطّ مستقيم، «فنظراً إلى الطبيعة الجغرافية للمنطقة الحدودية والتوزيع السكاني فيها، يرجَّح أن تكون المنطقة الآمنة واقعة داخل الأراضي السورية، وقريبة من الأراضي التركية، والحماية العسكرية لها ستكون برية وجوية». بذلك، يعارض أورهان معلومات تفيد بأن البعض في تركيا يفكّر في إقامة هذه المنطقة الآمنة بعمق ما بين 5 و25 كيلومتراً على طول الحدود التركية ــ السورية الممتدة على 910 كيلومترات. وبرأيه، من شأن ذلك أن يشكل مخاطر كبيرة على تركيا من نواحي القدرة على السيطرة عليها، والأكلاف الأمنية والاقتصادية المترتبة عن ذلك. لهذا، إنّ خيار إقامة مناطق آمنة في مناطق متفرقة قد يكون الأسلم لخدمة الأهداف السابقة الذكر، مع تفادي أكبر قدر من المخاطر على تركيا ، تدرك الحكومة التركيه مخاطر مشروعها لاقامة منطقه عازله او امنه لوعورة التضاريس والتنوع السكاني ومخاطر ذلك على تركيا ، كما تدرك الحكومة التركيه لمخاطر مشروعها الذي سيقابل رد سوري قد يؤدي الى اثارة المشاكل والاضطرابات في الداخل السوري نظرا لتعدد الاقليات في تركيا خاصة وان تركيا بموقفها تستعدي الاكراد والطائفه العلويه ، ان حقيقة وجوهر المخطط التركي يقود لاشعال حرب اقليميه في المنطقه وان الولايات المتحده الامريكيه تدرك لمخاطر المخطط لحكومة اردغان وانعكاسه على المصالح الامريكيه خاصة وان تركيا تحاول ايجاد مبرر لمخططها ومشروعها الهادف لايجاد توازن على الارض لخدمة اهدافها واطماعها في سوريا وان حلفاء سوريا مدركون لمخاطر المخطط التركي ، ويبقى السؤال هل بمقدور تركيا من احداث توازن على الارض لصالح المجموعات المسلحه وهل تقف ايران مكتوفة الايدي ام ان تركيا بفعل خطأ الحسابات في سياستها ستغوص بحرب داخليه من خلال تحرك الاقليات في تركيا مما يجعلها تدفع ثمن سياسة حزب العداله والتنميه التي ترغب في اسقاط الدوله السوريه والتوسع على حساب الاراضي السوريه الامر الذي يعتبره حلفاء تركيا خطأ استراتيجي يدخلهم الى صراعات تقوض الامن في بلدانهم ويجعلهم يتعرضون لمخاطر انتشار الارهاب ، ان مؤشرات ومعطيات عملية التفجير الارهابي في سروج هو من ضمن اهداف ومخطط حزب العداله والتنميه في السعي لانشاء المنطقه الامنه لكن يبقى السؤال عن مدى نجاح الحكومة التركيه في مخططها وعن انعكاس مواقف احزاب المعارضه بعد ان افرزت الانتخابات التركيه معارضه تقلق حزب العداله والتنميه وتجعل الحزب عاجز عن تشكيل ائتلاف حكومي مما يعرض تركيا لمخاطر بفعل مغامرات حكومة حزب العداله والتنميه بسعيها لتحسين شروط التفاوض وتحسين وضعها الداخلي الذي يصطدم بمعارضه تركيه داخليه لغالبية الشعب التركي بانشاء المنطقه العازله .

التعليقات