تنبؤات توفيق عكاشة بمصير الأردن والسعودية

تنبؤات توفيق عكاشة بمصير الأردن والسعودية
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

قبل سنوات اتصل احد المشاهدين بالشيخ يوسف القرضاوي عندما كان يقدم برنامج الشريعة والحياة على شاشة قناة الجزيرة وسأله عن فتوى الشيخ جمال البنا حول إرضاع الكبير فرد الشيخ القرضاوي قائلا :"هنالك بعض القضايا في الدين الإسلامي لايجوز الحديث عنها لعامة الناس وإنما يتم نقاشها على نطاق ضيق ومغلق بين كبار علماء المسلمين فقط .. لان تداولها على الملاء سيؤدي إلى تشويش العامة  نتيجة الفهم الخاطئ لقضايا معينة لها ظروفها الزمنية والموضوعية ".

والحقيقة أن الأمة العربية واجهت اكبر تحد خلال السنوات الخمس الماضية في العصر العربي الحديث واسوا مرحلة عاشتها وتعيشها الأمة العربية ومن يفرح لما جرى في سوريا وليبيا والعراق وسيناء لايعرف ماذا يعني ان يتم تعميم النموذج السوري والعراقي والليبي وما يجري في سيناء على كافة الدول العربية .

الأنظمة العربية الزائلة أو القائمة ليست النموذج الذي يتوق اليه المواطن العربي ولكن التغيير دائما نحو الأفضل والذي يوفر الحياة الكريمة للمواطن والأمان أما التغيير إلى حالة تسيطر فيها كل ميليشيا على شارع كما يحدث في سوريا وليبيا والعراق فهو النموذج الاسوا .

اوردت هذا المثال لتوضيح خطورة ما يبشر به الإعلامي المصري توفيق عكاشة عندما اعلن وتفاخر بتنبؤاته حول مصير الاردن المشابه لسوريا والعراق كما تنبا بزوال السعودية والكويت وانهيار نظام السيسي بمصر .

هنالك تهديدات خطيرة تواجهها النواة الصلبة للأمة العربية وهي دول الخليج العربي ومصر والأردن ولكن لماذا صمدت مصر وواجهت كل ما تتعرض له بقوة وثبات ولم تتحقق نبوة عكاشة .. وكذلك دول الخليج والسعودية تواجه تحديات خطيرة ولكنها ثبتت وتواجه كل التحديات بقوة والأردن كذلك ثبتت امام تحديات خطيرة تحيط بها من كل جانب .

وهذا يعني أن التحديات الخطيرة ليست قدرا من السماء لا مفر منه وان الدول العربية المعنية بتنبؤات عكاشة خانعة مستسلمة للتحديات بل جميعها تواجه بقوة وبلا هوادة والدليل الأكبر مصر ودول الخليج العربي ومهما كانت الخلافات التي طفت على السطح مؤخرا بين مصر والسعودية فان تحالف هذه الدول يتم في ساعة واحدة لمواجهة أي تحد خطير تواجهه دولة عربية أو أكثر .

وكما قلت هنالك تحديات خطيرة ولكن لايوجد استسلام للتحديات ولايعني ان من يفكر بتحويل الأردن او السعودية والكويت ومصر الى حالة شبيه بسوريا والعراق سينجح في مسعاه فلماذا يشوش عكاشة الرأي العام بأوهام لاتصدر إلا عن شخص لا يتمنى الخير للأمة العربية .

 


 


التعليقات