غزة : "زواج التقسيط والشيكات" .. رأي الشرع والمجتمع

غزة : "زواج التقسيط والشيكات" .. رأي الشرع والمجتمع
غزة - خاص دنيا الوطن - من محمد عوض
زادت الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة سوءاً مع ازدياد الحصار المفروض منذ 9 أعوام، إضافةً الي ارتفاع معدل البطالة ومحدودية فرص العمل للشباب.

طرق ومعاملات الزواج اختلفت هذا العام عما اعتاد عليه المواطن الغزي، فالمهر اصبح العائق الاكبر للشاب المقبل على الزواج، بسبب غلاء سعر الذهب وبعض الاحتياجات التي يتطلب توفرها في الزواج .

"محمد" شاب في أواخر العشرينات ويعمل في مطعم لبيع الشاورما وسط مدينة غزة تقدم لخطبة فتاة من العائلة، فوجد عائق مالي كبير وهو ارتفاع المهر وتكاليف باهظة لم يستطع أن يوفر أقل من نصفها . 

يقول الشاب محمد لمراسلنا " أنه في تموز الماضي تقدم لخطبة فتاة واتفق مع عائلتها على مبلغ من المال كمهر يقدمه مقابل زواجه بابنتهم، وبعد فترة من الوقت لم تساعده الظروف المادية علي دفع المهر بشكل كامل، لجأ مبدئياً الي تقسيطه لدفعات وحين اقترب موعد الزواج اقترح علي والدها بأن يسدد ما تبقى من مبلغ مالي، علي ان يكتب ورقة ( كمبالية ) بباقي المبلغ والذي قُدر بـ 1800 دينار من أصل 4000 دينار .

 
(4 شيكات ) مقابل كتب الكتاب أو الانفصال 

حال الفتاة ( م.ز) من مدينة رفح جنوب قطاع غزة لم يختلف كثيراً عن حال الشاب محمد، فالمعاناة طالت الطرفين، في سبيل التوافق والإقدام علي الزواج دون أن يشعروا بمعيقات أو أزمة قد تعصف بهم وبزواجهم .

وتصف الفتاة زواجها بـ ( الجهاز الكهربائي ) الذي اشترط والدها علي ابن عمها عندما أقدم علي خطبتها بأن يكفل نفسه بتقديمه لـ ( 4 شيكات ) كُل شيك قيمته 875 دينار وكل شيك علي أن يكون المهر كاملاً 3500 دينار بالإضافة لشبكة مكونة من محبس ودبلة وسلسلة من الذهب .

وتضيف "الفتاة" بأنه منذ ارتباطها وهي تُعاني من خلافات متراكمة في المنزل نتيجة عدم موافقة شقيقها على الزواج، الذي شاركوا شقيقتهم بوصفه ( زواج التقسيط ) والذي قوبل برفض من أشقائها، إلا ان والدها أصر علي زواجهم والموافقة خاصةً وان من تقدم لخطبتها هو نجل شقيقه الأكبر .

الدين والشرع .. لا حرج في توثيق طريقة وألية دفع المهر .

 وفي تعقيب علي ظاهرة توثيق العقد - كما وصفها قال الدكتور والداعية عماد حمتو" لمراسلنا " : بأن دفع المهر ليس من شروط عقد الزواج، ولكن هذه المعاملات تندرج تحت بند أو يمكن القول عليها (ضمان سداد المهر وألية توثيقه )، ويمكن القول والكتابة في عقد الزواج  " لم يتم دفع المهر لحين الزواج " .

ووصف  " حمتو " الزواج بالكمبيالات والشيكات بأنه لضمان حق الزوجة في سد المهر واستكمال ما تم التوافق عليه في الخطوات الأولى من الزواج . 

واعتبر  الداعية " حمتو "  اللجوء لمثل هذه الطرق نظراً للأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة جراء الحصار المفروض علي قطاع غزة، داعياً الشباب المقبلين علي الزواج بأن يكونوا قادرين علي توفير اساسيات الحياة امتدادا لحديث الرسول صلي الله عليه وسلم " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج  "