"ضاحية الرشيد" بطولكرم تُناشد رئيس الوزراء زيارتها : خدمات معدومة والاستيطان يبتلعها

"ضاحية الرشيد" بطولكرم تُناشد رئيس الوزراء زيارتها : خدمات معدومة والاستيطان يبتلعها
طولكرم ـ خاص دنيا الوطن ـ همسه التايه

لم تستطع المواطنة سامية السروجي "ام محمد" تقديم الإسعافات الأولية وتدارك حادثة الحرق التي تعرضت لها نجلتها ابنة الثلاث سنوات أثناء تواجدها في منزلها الواقع في ضاحية الرشيد شرقي ذنابة شرق طولكرم وذلك بسبب انقطاع المياه وعدم توفرها بالإضافة إلى عدم وجود المواصلات التي ستنقل الطفلة إلى المشفى لتلقي العلاج المناسب وذلك لعدم قدرة المركبات وأصحاب سيارات الأجرة الوصول للمنطقة بسبب وعورة الطريق وصعوبة السير فيها.

ولم تكن هذه الحادثة الأولى التي تواجهها "أم محمد" منذ أكثر من ثلاث سنوات عاشتها في حي الرشيد، حيث توسعت دائرة معاناتها جراء عدم توفر مقومات الحياة الضرورية في المنزل التي تقطنه من كهرباء ومياه وبنية تحتية للشوارع والطرقات قائلة لمراسلة دنيا الوطن في طولكرم: "منعيش حياة قاسية وشاقة .. لكن رغم صعوبة الحياة في حي الرشيد ، إلا أنني لا أستطيع وعائلتي ترك منزلنا اللي عمرناه بجهدنا وعرق جبينا ".

وحول انقطاع المياه وعدم توفرها تقول إم محمد:" المياه التي تصلنا من برك راكدة من كفر اللبد وغير صالحة للشرب وغير نقية، ولونها مائل للأصفر وذات طعم لا يمكن تقبله على الإطلاق،  فهي مياه خاصة بالري الزراعي وليست للشرب" والأهالي الذين يقطنون حي الرشيد معرضون للإصابة بمرض السرطان في حال عدم ضمان وصول مياه صالحة للشرب لأهالي المنطقة  ". وأضافت:" تصلنا المياه فقط لساعة واحدة باليوم، وهذا يؤدي إلى ضعف المياه بالصنبور بسبب قيام الأهالي بتعبئة التنكات الخاصة بهم الأمر الذي يخلق أجواء مشحونة ومشاكل بين الأهالي لصراعهم على المياه.مطالبة المؤسسات والجهات المعنية الوقوف عند مسؤولياتهم وعدم تجاهل المنطقة وأهلها وتلبية مطالبنا واحتياجاتنا" داعية رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله إلى زيارتهم للإطلاع عن كثب على معاناتهم التي يتهددها مستوطنة افني حيفتس القريبة والخدمات المعدومة.

وتتكبد عائلة السروجي كغيرها من أهالي الضاحية أعباء مالية إضافية جراء قيامهم بشراء المياه الصحية يوميا بالإضافة إلى عدم قدرتهم على القيام بري المزروعات والأشجار والقيام بالأعمال المنزلية والأدوار الحياتية المختلفة. وحول ذلك تقول أم محمد السروجي:" حقنا نشرب مي نقية وصافية وخالية من أي ترسبت أو ملوثات قد تلحق بنا الأمراض الخبيثة ".

هذا ويقطن ضاحية حي الرشيد ـ التي تقع ضمن المناطق المصنفة

C

 والتي تخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيليةـ حوالي 60 عائلة فلسطينية، وتعتبر أراضيها تابعة لكفر اللبد وتبعد حوالي كيلو ونصف هوائي عن مستوطنة افني حيفتس. فيها حوالي 45 ينتظر أهاليها توفر خدمات الكهرباء والمياه للسكن فيها، فيما سكنت حوالي 15 عائلة  دون توفر الخدمات من مياه وكهرباء وطرق ومواصلات وبنية تحتية كتحدي للإحتلال وحماية للأرض المهددة بالمصادرة.

وعن الظروف القاسية التي تكابدها وعائلتها وبشكل يومي، استعرضت السروجي  المعاناة المتواصلة جراء عدم توفر الكهرباء واضطرارهم لتكبد خسائر مادية من أجل تأمين خلايا الطاقة الشمسية  "غالية الثمن"والتي تتعرض بطارياتها إلى التلف بشكل دوري قائلة:" بلغت تكلفة الطاقة الشمسية حوالي 15.000 شيكل وهذا المبلغ عبيء إضافي". مضيفة:" نضطر في بعض الأحيان إلى استخدام الماتور والذي يحتاج كل ست ساعات إلى بنزين بقيمة 30 شيكل  لتشغيل المراوح في ظل الأجواء الصيفية الحارة جدا الأمر الذي يشكل عبئا إضافيا على الجميع".

ويعتمد معظم الأهالي الذين سكنوا حي الرشيد على التزود بالكهرباء من خلال الإعتماد على الطاقة الشمسية رغم أنها لا تكفي لتلبية إحتياجاتهم من الكهرباء حيث يعانون من الإضاءة الخافتة جدا وعدم تمكنهم من تشغيل الأجهزة الكهربائية المختلفة

وتضطر السروجي إلى الإعتماد على أهلها في تأمين قوارير من المياه المثلجة وبشكل متواصل لوضعها في الثلاجة للحفاظ على الأغذية من التلف وذلك لعدم وجود الكهرباء قائلة وكأنها تناجي الخالق تغيير الواقع للأفضل :" نفسي وأنا داخلة حي الرشيد ألمح عمود كهرباء ".

وجراء صعوبة الطريق ووعورتها تتحمل السروجي أعباء إضافية حيث تبلغ تكلفة الأجرة حوالي 25 شيكل في حين لو أن الطريق مؤهلة للسير عليها لا تتجاوز القيمة حوالي 10 شواكل. مشددة على عدم وجود مكب للنفايات وأن هذا الأمر خطير للغاية حيث تتراكم النفايات حول المنزل وبشكل يشكل مكرهة صحية ناهيك عن انتشار الكلاب الضالة أمام منازل المواطنين وبشكل قد يلحق خطرا على حياة المواطنين.

من جهته، أشار شرحبيل سرحان رئيس لجنة خدمات ضاحية الرشيد، والذي يقطن الضاحية منذ أكثر من سنتين ويحتضن أربعة بنات وولد إلى بدايات شرائه للأرض التي كانت تتعرض للإعتداءات الإسرائيلية وقطعان مستوطنيه مؤكدا قيامه وعدد من الأهالي بشراء الأرض بعد سلسلة طويلة من الإعتصامات من أجل حماية الأرض. قائلا:" قمنا بشراء الأرض سنة 2006 حيث تلقينا وعودات بتزويد المنطقة بالخدمات الضرورية من مياه وكهرباء وتأهيل شوارع وبنية تحتية  بعد البناء والسكن، ورغم متابعاتنا ومطالبنا المكررة إلا أن صوتنا لا يزال غير مسموع وقضيتنا لا تزال في طي النسيان". واصفا حي الرشيد بالمنطقة المهملة والمنسية".

وطالب رئيس لجنة خدمات ضاحية الرشيد الجهات المعنية وبالأخص الدكتور رامي الحمد الله رئيس الوزراء بضرورة الإطلاع على واقع ضاحية حي الرشيد وزيارتها قريبا من أجل تلمس احتياجات الأهالي وتوفير مطالبهم بالعيش بكرامة. مشددا على أن الأهالي يشربون مياه برك للاستعمال الزراعي يتم التزود بها من ماتور كفر اللبد الزراعي، مؤكدا وجود عبارة على فاتورة ووصل الدفع تحذر من أن مياه الخزان للإستعمال الزراعي فقط. مؤكدا على أن هذا الأمر خطير للغاية ويتطلب وقفة جادة من قبل الجميع لإنهاء أزمة حي الرشيد.

وأكد لمراسلة دنيا الوطن على ان التكلفة المرتفعة للطاقة الشمسية تقف حائلا دون تمكن كافة الأهالي على اقتنائها حيث أن هنالك العديد من الأهالي لا تتوفر لديهم كهرباء على الإطلاق ويعيشون على ضوء الفانوس مؤكدا أنهم يعانون في فصل الشتاء بسبب عدم سطوع الشمس .

وطالب رئيس لجنة خدمات ضاحية الرشيد ضرورة العمل بشكل جاد من أجل تأهيل الطريق الوعرة بطول 2 كم.

ورغم المعاناة الحقيقة التي يعيشها أهالي ضاحية حي الرشيد، إلا أنهم باقون وثابتون على الأرض من أجل حمايتها من المصادرة والنهب الإسرائيلي لصالح المستوطنة، لكن لا يزال يحذوهم الأمل بضرورة تلبية مطالبهم وتغيير واقعهم نحو الأفضل.