الشبكة العربية للخلايا الجذعية تتوصل لعلاج مرض السكري عن طريق الزراعة دون اللجوء للجراحة

الشبكة العربية للخلايا الجذعية تتوصل لعلاج مرض السكري عن طريق الزراعة دون اللجوء للجراحة
رام الله - دنيا الوطن - بسام العريان
تحدث الباحث والعالم الأردني أستاذ المناعة والخلايا الجذعية في كلية الطب في جامعة الينوي الامريكية والمدير التنفيذي للشبكة العربية للخلايا الجذعية الدكتور أديب الزعبي للزميل الاعلامي بسام العريان عن تطوير تقنية بحثية جديدة لعلاج السكري باستخدام الخلايا الجذعية والتدخل المناعي أنجزها فريقه مع فريق مكون من العميد الدكتور حازم حبوب في الخدمات الطبية الملكية، والبروفيسور مارك هولترمان من جامعة الينوي ، والسيد سامر أبو راضي من مركز الخالدي الطبي.

وبالتواصل المباشر مع الدكتور أديب الزعبي، صرّح للزميل العريان عن نجاح الشبكة العربية للخلايا الجذعية في التوصل لتقنية حديثة لعلاج مرض السكري من النوع الأول والثاني والتي ما زالت قيد البحث، وذلك عبر ايقاف الهجوم المناعي على البنكرياس بالتزامن مع زراعة الخلايا الجذعية فيه.

وجاءت النتائج الأولية مبشرة حيث نجح الفريق حتى
الآن بمعالجة عدة حالات و شفي ٧٥ بالمئة من المرضى الذين خضعوا لهذه التقنية.

هذا وقد بدأ الدكتور أديب الزعبي حديثه بالآية القرآنية الكريمة التي تتحدث عن إحياء النفس فقال : (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) شاكرا الله عز وجل أنْ مَنَّ عليهم هذا التوصل العلمي بإيقاف الهجوم المناعي "خلايا بيتا" المفرزة للأنسولين وزراعة خلايا نقية في بنكرياس المريض مباشرة عن طريق القسطرة دون اللجوء لأي جراحات أو تخدير عام، الأمر الذي أدى لتجنب الأخطار المحتملة.

كما أكد الدكتور الزعبي نجاحهم مع فريق طبي أميركي في التوصل لتقنية حديثة لعلاج مرض السكري من النوع الأول ، عبر تغيير الخصائص الهجومية للخلايا المناعية المهاجِمة لخلايا بيتا المفرزة للأنسولين حيث نجح الفريق بإيقاف تقدم المرض وقد تم نشر هذه النتائج في عدم مجلات عالمية محكمة
ومصنفة.

وقد تمت اضافة تطوير نوعي في الاردن في الشبكة العربية للخلايا الجذعية وبالتعاون مع الخدمات الطبية الملكية ومركز الخالدي الطبي في عمان لهذه الطريقة البحثية العلاجية عن طريق زراعة خلايا جذعية عالية النقاوة مأخوذة من نفس المريض وزراعتها في بنكرياس المريض ، موضحاً أن إعادة تكوين نسيج البنكرياس دون آثار جانبية يعطي أملاً جديداً لمرضى السكري من النوع الأول الذي يعاني منه الأطفال.

وبين أن الفريق الطبي المتخصص بالأشعة التداخلية بقيادة العميد الدكتور حازم حبوب قد نجح في حقن الشعيرات الدقيقة التي تغذي البنكرياس بكميات محددة من الخلايا الجذعية النقية، مما أدي الى استغناء ٧٥بالمئة من المرضى عن الأنسولين بعد أبحاث استمرت لمدة عامين ، ليكون هذا الإنجاز الطبي الأردني الأول من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط والعالم، ولكنه لم يصل الى علاج معتمد حتى الان وما زال تحت التطوير.

ويتكون الفريق الطبي الذي توصل للعلاج إلى جانب المدير التنفيذي للشبكة العربية للخلايا الجذعية الدكتور أديب الزعبي وفريقه، العميد الدكتور حازم حبوب من الخدمات الطبية الملكية وفريقه في قسم الأشعة التداخلية، ورئيس قسم الأطفال في جامعة الينوي في شيكاغو الأميركية البروفيسور مارك هولترمان وفريقه، والسيد سامر أبو راضي من مركز الخالدي الطبي وفريقه.

يشار إلى أن ٧٥ بالمئة من مرضى السكري الذين أجريت لهم عملية زراعة الخلايا الجذعية، تعافوا ولم يعودوا يعتمدوا على
الأنسولين، بحسب البروفيسور مارك هولتر مضيفاً أن نتائج التجربة الأردنية ستنتشر عالميا خلال وقت قصير ان شاء الله.

وتبلع تكلفة علاج الحالة الواحدة ٣١ ألف دينار أردني ما يقارب (٤٤ ألف دولار)، وفقاً للدكتور أديب الزعبي الذي يرى أنها
تكلفة مرتفعة جدا كونها طريقة بحثية وليست روتينية، ولكنها معقولة إذا ما قورنت بمثيلاتها في الولايات المتحدة وجزر الكاريبي البالغة 145 ألف دولار.

وان العمل جار على قدم وساق للبحث عن الدعم المالي واللوجستي اللازم للمضي قدما في المرحلة الثانية من هذا البحث لتقديم هذا العلاج الذي سيساعد الكثير من المرضى الذين يعانون من هذا المرض المزمن من التخلص من جرعات الانسولين اليومية وما يصاحب هذا المرض من مضاعفات خطيرة والتي قد تهدد حياة المريض.

وبيّن الدكتور الزعبي أن الطريقة البحثية العلاجية التي طوّرها الفريق الطبي الأردني تعتمد على أمرين أساسيين، الأول: إيقاف الهجوم المناعي على الخلايا المفرزة للأنسولين (بيتا)، أما الأمر الثاني، فيعتمد على زراعة خلايا جذعية في البنكرياس لتصنيع خلايا بيتا جديدة مفرزة للأنسولين، وذلك باستخلاص خلايا من المريض نفسه وتنقيتها بهدف الحصول على خلايا نقية.

وذكر أنه تم استخدام العلاج بهذه الطريقة على أربعة مرضى؛ ثلاثة رجال وطفلة عمرها 13 سنة، كانوا يعانون من السكري ويتناولون جرعات من الأنسولين بمعدل ثلاث جرعات يومياً تراوحت بين عشرين وثمانين وحدة.

وقد استمرت متابعة المرضى بعد عملية زراعة الخلايا الجذعية من 22 إلى 51 شهراً، ولم تظهر خلال تلك المدة على أي منهم أي أعراض جانبية سلبية لزراعة الخلايا الجذعية، حيث توقف ثلاثة منهم عن تناول الأنسولين تماماً بعد ستة أشهر من الزراعة، وما زال الرابع قيد المتابعة، وأشارت التحاليل المخبرية للمرضى إلى انخفاض كبير في معدل السكر التراكمي في دمائهم.

وأكدت الطفلة دارين السواعير في وقت سابق ، وهي إحدى من خضعوا لهذه العملية أنها كانت تعيش حياة صعبة، لكن بعد زراعة الخلايا الجذعية في فبراير/ شباط 2012 فإن حياتها أصبحت طبيعية ولم تعد تأخذ جرعات الأنسولين.

 

التعليقات