تحذير حزب التحرير

تحذير حزب التحرير
عمر حلمي الغول

التقى ممثلو حزب التحرير ما يزيد عن مئة من شيوخ العشائر والعائلات في محافظة الخليل  في الثاني عشر من يوليو الحالي، اطلعوهم في الامسية الرمضانية على "النداء قبل الاخير في مسيرة الخلافة"، الذي اطلقه الحزب في الشهر الفضيل ضمن فيلم تسجيلي.

افتتح الامسية كبير شيوخ الخليل الحاج عبد المعطي السيد، ودعا الشيوخ على اعتبار انهم "اهل الحل والعقد" الى تعزيز وقفتهم الاسلامية مع دعوة الخلافة. واعقب ذلك مداخلة الدكتور ماهر الجعبري، عضو المكتب الاعلامي للحزب، قائلا:" نحن جمعناكم لنوصل لكم هذا النداء قبل الاخير (...) وقد اوشك (مشروع الخلافة) ان يترجم على الارض، ونحب لكم ان تكونوا من اصحاب الايدي القوية في حمل هذا المشروع". واضاف الجعبري " إن إطلاق هذا النداء، هو حدث عالمي، له ما بعده، وليس بعده إلآ النداء الاخير". وتابع عضو المكتب الاعلامي :" نحن تحركنا في الامة، وانتشرت فكرة الخلافة، واصبحت مطلبا، وحشد حزب التحرير معه الانصار من القوة العسكرية ( انتبهوا ايها القادة والقراء الى الجملة السابقة جيدا، ودققوا في دلالاتها) ونحن الان نسعى لتعظيم سواد اهل النصرة لتحقيق وعد الله."  ومن جهته تحدث الدكتور مصعب ابو عرقوب، مركزا على "اهمية حشد القيادات الشعبية مع مشروع الخلافة، وقارن ذلك بالبيعة، التي اعطتها قيادات ناشئة في يثرب للرسول (صلعم) رغم انها لم تضم في حينه القيادات الرسمية فيها، معتبرا ان تأييد وجوه الخليل لهذا المشروع، هو تغيير سياسي قوي".

شئت التوسع في عرض ما حصل في ذلك الاجتماع غير العادي، لا بل الخطير، لتسليط الضوء على ما يجري في الساحة الوطنية، وتداعيات ذلك على مستقبل المشروع الوطني إذا ما استمر الحال على ما هو عليه.

يعلم المرء، ان حزب التحرير الاسلاموي المتطرف، منذ ان تأسس، وهو ينادي ب"الخلافة"، ولم يرد عليه بشكل علمي، ان زمن الخلافة ولى مرة والى الابد مع انتهاء خلافة الخلافاء الراشدين الاربعة، رضي الله عنهم، لان ما جاء بعدهم، كان زمن الدولة، الذي اصل له الحكام الامويين من معاوية إلى آخر ولاتهم، ومن  بعدهم جاء الحكام العباسيون ليواصلوا مسيرة بناء الدولة بشروط ذلك الزمان. ترك الباب امامه مفتوحا امام حزب التحرير على الغارب ليصول ويجول في الساحة باسم "حرية الرأي" و"الديمقراطية". مما سهل له الامر باستقطاب شيوخ العشائر ووجهاء العلائلات في محافظة الخليل في ظل غياب خطاب آخر، قادر على دحض خطاب الجماعات الاسلاموية المتطرفة من حزب التحرير الى الاخوان المسلمين الى غيرهم. اضف الى ان السياسات، التي تنتهجها جهات الاختصاص في الوطن عموما والخليل خصوصا، فتحت الابواب من حيث تدري او لا تدري لتعمق الخطاب الديني المحافظ والمتزمت.

الفيلم التسجيلي بعنوان "النداء قبل الاخير في مسيرة الخلافة"، والحضور الكبير نسبيا من شيوخ القبائل والعائلات في الخليل، واللغة، التي استخدمها ماهر الجعبري عن "حشد الحزب للانصار من القوة العسكرية لتحقيق وعد الله" تعكس ولوج الساحة الفلسطينية مرحلة غاية في الخطورة، تحتاج من كل الوطنيين على مختلف مستوياتهم، الانتباه لما يحيق بالساحة والمشروع الوطني برمته. والعمل بخطى حثيثة للدفاع عن الهوية والثقافة الوطنية، واعادة الاعتبار للنظام الاساسي (الدستور) ووضع الضوابط القانونية والسياسية والثقافية الاعلامية لمواجهة خطاب الردة التحريري، وانقاذ الشيوخ  والعشائر على حد سواء من براثن خطابهم المتناقض مع روح الوطنية العالية، والمهدد لوحدة النسيج الاجتماعي والثقافي.

الخطر يحيق بالساحة من كل حدب وصوب، والاعداء مصوبة نيرانهم وسهامهم على المشروع الوطني ومنظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد من كل الجهات، ولا احد من الوطنيين خارج دائرة الاستهداف، فاما ان تدافعوا عن انفسكم او تأكلكم نيران الاعداء دون رحمة.

[email protected]

[email protected]

التعليقات