تفريغات 2005 والحل

تفريغات 2005 والحل
كتب غازي مرتجى

*
أولاً .. كل عام ومتابعي كتاباتي البسيطة بألف خير .. أدام الله عليكم الأعياد والأفراح 

**
بين كل فترة وأخرى يستذكر موظفي تفريغات 2005 ومابعد قضيتهم ويُنفذوا نشاطات مختلفة ومن ثم يخلدون إلى النوم العام مرة أخرى .

قضية تفريغات 2005 من أنبل القضايا المُستمرة منذ بداية أحداث (الانقلاب|الحسم) ولم تشفع احتجاجاتهم المتكررة واعتصاماتهم التي أظهروا فيها حاجتهم لأقل أساسيات الحياة كالتأمين الصحي من أن تكون مُدخلاً لقيادة الشعب الفلسطيني لحل قضيتهم .

خلال سنوات الانقسام شُكّل ما يزيد عن عشرة لجان قيادية مرة من اللجنة المركزية وثانية من المجلس الثوري وثالثة مشتركة ورابعة من قيادة غزة .. وهكذا حتى أصبح غالبية أعضاء المجلس الثوري الجدد والقدامى ايضاً أعضاء في لجان خاصة بجل مشكلة تفريغات 2005 ولم تُحّل إلا جزئياً وعلى فترتين مختلفتين ..

في نفس المقارنة موظفي قطاع غزة والذين وظفّتهم حركة حماس لا يمر يوم إلا ويتم تداول قضيتهم في الإعلام الفلسطيني والعربي والعالمي نظراً لأنّ المرجعية الحامية لهؤلاء الموظفين هي حركة حماس ذات الاصول الاعلامية المُتشعبة والوزن غير البسيط .. إن قضية موظفي حماس "المدنيين" والذين لا يتجاوز عددهم 15 ألف موظف مع خمسة آلاف آخرين قُطعت رواتبهم بسبب عدم التزامهم بالاضراب بعد أحداث الانقسام يجب ان تكون متوازية مع مشكلة افريغات 2005 و 2006 و 2007 والذين يفتقدون إلى المرجعية الأبوية التي تُدافع عنهم وينساهم المجتمعون لإنهاء الانقسام ولا يأتون على ذكرهم إلا لو ..؟

عندما يعتصم هؤلاء الموظفون يتذكّر المجتمعون قضيتهم فيبدأوا بإنجاز "الحلول الترقيعية" بتشكيل لجنة او القاء كلمة جماهيرية جهورية وإعطائهم وعوداً وأملاً بلا حل فينفض المعتصمون ويولون الأدبار إلى منازلهم بانتظار انتهاء عمل اللجنة .. والذي لم ينته حتى الآن .

مشكلة هؤلاء الموظفين "المُعلقة" يُمكن حلها بأبسط الطرق وأسهلها لكن يلزمها في البداية نظام "فلترة" للأسماء فبعضها يصلح للعمل في أماكن مختلفة ولا أبالغ لو قلت أن بعض موظفي 2005 ينطبق عليهم شروط "الوزير" فعدد لا بأس به منهم تمكّن من الحصول على شهادة دكتوراة والبعض الآخر على ماجيستير وعدد لا نهائي حصلوا على بكالوريوس .. لو قمنا بفلترة هذه الأعداد وضمها إلى اماكن عمل يستفيد منها العمل الحكومي العام أفضل من إبقائهم على كادر "الرواتب المقطوعة" على بند "المساعدات الاجتماعية من مكتب الرئيس" .

نصيحة إلى القائمين على ملف تفريغات 2005 , العمل المنقطع لا يُؤثر كثيراً وعلى العكس سيكون ضاراً لقضيتكم .. أما العمل المستمر والفعاليات المنتظمة والضغط السلمي المؤثر سيكون تأثيرهم على القيادة المعنية بقضيتكم أكبر وأكثر إلزاماً .

***

انتهت دنيا الوطن من حلقات "يوميات سياسي في رمضان" والتي لاقت اعجاباً منقطع النظير وترحيباً من مستويات ثقافية وقيادية عليا .. استطاعت دنيا الوطن ان تكسر الهوّة بين المواطن والمسؤول وجمعت في حلقاتها طرفي الانقسام من قيادات حركتي فتح وحماس واللذين ظهروا للقاريء لا يختلفون كثيراً عن بعضهم البعض في حياتهم الاجتماعية .. فحققنا مصالحة اجتماعية ولو كانت "كتابية" لكنها قد تعمل على زيادة الحميمية الاجتماعية بين قيادات الطرفين .

التعليقات