هيئة الأعمال الإماراتية تقدم حاسوبين تعليميين للطالبتين المتفوقتين أمل صدقة وضحى الشولي

هيئة الأعمال الإماراتية تقدم حاسوبين تعليميين  للطالبتين المتفوقتين أمل صدقة وضحى الشولي
رام الله - دنيا الوطن
ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتي الطالبة أمل فهيم صدقة، من قرية عنزة جنوبي جنين، فيما تمنت الطالبة ضحى الشولي، من بلدة عصيرة الشمالية في محافظة نابلس، أن يمنحها الله لحظات قليلة من البصر لتشاهد أهلها ولو لمرة واحدة وهم يحتفلون بنجاحها وتفوقها في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة لهذا العام، وهن يتسلمن جوائز قدمتها لهن هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية، خلال احتفال نظم في مدينة طوباس لتكريم المتميزين الطلبة من ذوي الإعاقة من عدة محافظات.

وحصلت صدقة "18عاما"، والتي تعاني من شلل دماغي، على معدل 97% في فرع العلوم الإنسانية، فيما حصلت الشولي، على معدل 3ر97% في ذات الفرع.

تقول صدقة التي تستعين في ذهابها وإيابها وحركتها اليومية، بجهاز شاءت الأقدار أن يلازمها كظلها طيلة حياتها، إنها نجحت في امتحان "التوجيهي" لهذا العام برفقة شقيقيها التوأم نور التي حصلت على معدل 2ر95% في الفرع العلمي، وعبد الله الذي حصل على معدل أقل في فرع العلوم الإنسانية.

وتضيف، إن نجاح التوائم الثلاثة أدخل عائلتها في فرحة غامرة لم تعش مثلها منذ سنوات طويلة، وتحديدا عندما تعلق الأمر بها.

وبحسب صدقة، فإنها تعاني من شلل دماغي منذ الولادة تسبب بإصابة ساقيها بالشلل، وهي الوحيدة من بين أخوتها الذين تكبرهم سنا، تعاني من هذا المرض الذي تمكنت هذه الفتاة من التعايش معه بعد أن تقبلته وآمنت أنه مرض من الله أصابها به، وهو شعور أخذ يكبر معها شيئا فشيئا، لدرجة أصبحت لا تفكر فيها ولو بالسير خطوة واحدة بدون الجهاز الذي يلازمها.

وكانت هذه الفتاة المجتهدة، على يقين بأن الله كما ابتلاها بالمرض الذي سيلازمها طيلة حياتها، سيكرمها بالتعليم، فكانت تحصل على درجات متقدمة في التعليم طيلة سنوات التحاقها بالمدرسة.

وتابعت، إنها عندما أصبحت طالبة في الثانوية العامة، أيقنت أنها ستحصل على معدل مرتفع، لدرجة توقعت فيها أن تكون من بين العشرة الأوائل على مستوى الوطن، إلا أنها حصلت على معدل 97% تعتقد صدقة أنه جيد لتمكينها من دراسة تخصص اللغة العربية والآداب في إحدى الجامعات الفلسطينية.

وحصلت صدقة، على جهاز كمبيوتر محمول ومساعدة مالية من هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية، كما هو الحال بالنسبة للطالبة الشولي وعدد من الطلبة المتفوقين في امتحان "التوجيهي" لهذا العام، وجميعهم من الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك خلال احتفال نظمته الهيئة بالشراكة مع جمعية ملتقى "البصيرة" للمكفوفين، في قاعة "المصري" بمدينة طوباس.

وأشادت، بمبادرة هيئة الأعمال لتكريمها وزملائها وذلك في إطار سلسلة الخدمات التي تلقتها والأشخاص ذوي الإعاقة من قبل الهيئة، في قالت الشولي، إنها على قناعة لا يمكن أن تتغير وهي أن "الإعاقة لا تلغي الطاقة".

وقالت الشولي التي تعاني من إعاقة بصرية: "إننا أشخاص لنا حقوق كما علينا واجبات، ومنها الحق في الصحة والتعليم والعمل والتأهيل"، مضيفة: "إن هذه الفعاليات ليست جديدة على هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية التي تتواصل وبشكل مستمر مع الفئات الضعيفة والمهمشة بشكل عام، وفئة ذوي الإعاقة بشكل خاص في المجتمع الفلسطيني".

وأضافت: "إننا واجهنا الكثير من الصعوبات على أرض الواقع أثناء فترة دراستنا واندماجنا في المدارس الحكومية، إلا أننا أثبتنا وبجدارة أن الإعاقة لا تلغي الطاقة، وأننا فرسان للإرادة، وأن المؤمن دائما يحمد الله ويشكره، وعندما يبتليه الله يصبر لأنه يعلم حجم الأجر الكبير الذي أعده الله للصابرين".

ووجهت الشولي "18عاما"، كلمات الشكر لوالديها ممن علماها منذ الصغر وحتى إنهاء المرحلة الثانوية بتفوق، ومدرسة القبس للإعاقة البصرية في مدينة البيرة على تعليمها لغة برايل الخاصة بالمكفوفين بالإضافة إلى الدراسة العادية.

وسطرت الطالبتان صدقة والشولي، نموذجا حيا وجديدا للتحدي والإصرار وعدم الاستكانة أو الرضوخ للتحديات الجسام الكامنة في دروب النجاح والتميز، من خلال تفوقهن في امتحان "التوجيهي" لهذا العام.

وعاهدت هاتان الطالبتان، نفسهما على تحدي الاعاقة رغم ما يصاحب ذلك من تعب وجهد بدني ونفسي كبيرين، وتجلت ملامح سعادتهن بأبهى صورها خلال استقبال المهنئين وسط أجواء احتفالية بإنجازهن وتميزهن.

من جهته، قال مدير هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية في الضفة الغربية، إبراهيم راشد، إن رسالة الهيئة تتمثل في التواصل مع المجتمع المحلي وتحسس همومه وآلامه، والوقوف إلى جانب أبنائه في مواجهة معاناتهم، وتقديم المساعدة ما استطعنا إليه سبيلا.

وأضاف راشد: "إن تواجدنا هنا اليوم لنؤكد لذوي الإعاقة الناجحين في الثانوية العامة أننا معهم ونقدم لهم كل ما يحتاجونه من عون ومساعدة ورعاية".

وثمن، عاليا دور جمعية ملتقى البصيرة للمكفوفين، ودولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.

وكانت جمعية ملتقى "البصيرة" للمكفوفين، نظمت إفطارا تكريميا للطلبة من ذوي الإعاقة الناجحين في الثانوية العامة، تحت رعاية محافظ طوباس والأغوار الشمالية، اللواء ربيح الخندقجي، وبدعم من هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية، وذلك في إطار مشروع توفير حاسوب تعليمي للطلبة ذوي الإعاقة
بتمويل من المحسن سعيد إبراهيم، حيث جرى تكريم الطلبة ذوي الإعاقة الناجحين في الثانوية العامة لهذا العام في محافظات شمال الضفة الغربية والذين وصل عددهم إلى 17طالب وطالبة.

وأشاد رئيس ملتقى "البصيرة"، مصطفى الجوهري، بهذه اللفتة الإنسانية من قبل هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية في الوقوف إلى جانب الجمعية والأشخاص ذوي الإعاقة.

ووجه، الشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة
وشعبا على هذا الدعم السخي والمعطاء، مؤكدا أن الجمعية ستتواصل في تنفيذ هذه الفعاليات سنويا ضمن برامجها الهادفة للنهوض بواقع الكفيف الفلسطيني.

بدوره، قال المحافظ الخندقجي: "إننا نحتفل اليوم بطلبة الثانوية العامة من الأشخاص ذوي الإعاقة والذين تحدوا الصعوبات وكانت إرادتهم أقوى من الإعاقة".

وأشاد الخندقجي، بدور هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية وجمعية ملتقى البصيرة للمكفوفين في الوقوف إلى جانب الفئات المهمشة في المجتمع.

وفي النهاية، تم تكريم الطلبة ذوي الإعاقة خلال الحفل الذي اشتمل على عدد من الفقرات الفنية من إبداع الأشخاص ذوي الإعاقة، بحضور مديرة وحدة المساعدات الإنسانية في مؤسسة الرئاسة، اللواء رائدة الفارس، ومدير اللجنة العلمية لقوات الأمن الوطني، العميد سعادة سعادة، ومديرة التربية والتعليم
في طوباس، الدكتورة ريما دراغمة، وممثلين عن المؤسسة الأمنية والشرطية، وعدد من المؤسسات، وحشد من أهالي الطلبة من عدة محافظات.