(نبذة تاريخية) : كيف أصبح "خان الوكالة" بعد ترميم بلدية نابلس له

(نبذة تاريخية) : كيف أصبح "خان الوكالة" بعد ترميم بلدية نابلس له
رام الله -خاص دنيا الوطن-من رحمة خالد
 في الطرف الغربي للبلدة القديمة في نابلس وبالتحديد نهاية سوق الحدادين فيها، يقبع خان الوكالة صامدة حجارته وآثاره التي جابهت العوامل الطبيعية والبشرية لتحتفظ بصورة قديمة في الذاكرة للتجار الذين وفدوا إليه من مختلف بلدان العالم.

 فخان الوكالة أو ما يعرف بخان التجار يعود للعهد العثماني حيث  شيده أمير الحج الشامي وحاكم نابلس فروخ باشا عام 1630م، ويقول نصير عرفات مؤلف كتاب نابلس مدينة الحضارات " خان الوكالة عرف باسم خان التجار لأن الوكالات بنيت بهدف خدمة الأنشطة التجارية والتجار الوافدين للمدينة لتسهيل معاملاتهم وتوفير أماكن لإقامتهم أثناء الترحال والتنقل".

وقد سمي الخان أيضا باليسر عرفات وهي العائلة المالكة له قبل أن تستملكه بلدية نابلس، ويعلو مدخله نقش كتابي عليه تأريخ المبنى يعود إلى عهد آل فروخ في العام 1975، فيذكر عرفات "لا يوجد إمكانية لتحديد إذا كانت أعمال ترميم قد أجريت للخان عام 1975 أو أنها سنة الإنشاء وذلك بسبب صعوبة قراءة النص  المنقوش على مدخه"، ويكمل "من المرجح أن التاريخ المنقوش يعود لفترة إعادة الاعمار التي نفذها آل فروخ على الخان".

ويحتوي الخان البالغة مساحتة حوالي 1600 متر مربع على طابق أرضي يضم 15 محل تجاري مفتحوحا على السوق و14 غرفة داخلية ، أما الطابق الأول يحتوي على 24 غرفة أمامها ممر معمد وأقواس نصف دائرية، بالإضافة لأعمدة مثمنة حول الممر بالطابق العلوي لم يتبق منها إلا اثنان في الزاوية الشرقية الشمالية للمر. 

ويذكر عرفات جزءا مهما وثقه في كتابه لاختيار الموقع الجغرافي لخان الوكالة " قلة التكاليف المادية هي سببا في اختيار الموقع الجغرافي للخان وذلك بسبب قصر المسافة بين ساحة الخان التي كانت تعقد فيها الصفقات التجارية بالأضافة لجعلها محطة لنقل المواد الخام ، وسوق الحرفيين أو ما يسمى سوق الحدادين ".

ويرى الوافد للخان والناظر للجزء الغربي منه أنه لا يزال ركاما بسبب تعرضه لزلزال عام ١٩٢٧ فيؤكد عرفات” عام ١٩٢٧ ضرب زلزال نابلس وكانت البلدة القديمة الأكثر ضررا حيث نال الخان نصيبه جراء هذا الزلزال وقمنا أثناء الترميم بإصلاح ما حول الركام وبقيت الحجارة المدمرة بالداخل شاهدا على الزلزال”.

وكما جابه خان التجار العوامل الطبيعية فقد جابه أيضا العوامل البشرية وضررها أثناء ضربات الاحتلال للمنطقة بالانتفاضة الثانية مما أدى لدماره بشكل شبه كامل . 

وقد كان من المخطط لمشروع الترميم أن يتم عام١٩٩٨ بدعم من الاتحاد الأوروبي لكنه جرى فيما بعد بسبب أعمال الاحتلال التدميرية، فيقول غسان الشكعة رئيس بلدية نابلس لمراسلة دنيا الوطن “ جاء مشروع الترميم للخان عام ١٩٩٨ لكن الترميم جرى بعد هدوء الأوضاع وانتهاء الانتفاضة الثانية، والآن من المقرر استخدام خان الوكالة لمدرسة فندقية والتدريب على المطبخ وإنشاء قاعة محاضرات بالإضافة لساحة للأنشطة الثقافية ومحال تجارية سياحية”.

ويتابع الشكعة “ تخصيص جزء من الخان للمعارض الثقافية والأشغال التراثية  خطوة لأجل الحفاظ على الموروث الثقافي والتراثي وربطه بالمعالم الأثرية لتعكس حضارة وتاريخ المدينة”.