(أطفال بعمر الكبار) .. بالفيديو : كيف تتذكّر خزاعة العدوان الإسرائيلي ؟

(أطفال بعمر الكبار) .. بالفيديو : كيف تتذكّر خزاعة العدوان الإسرائيلي ؟
خان يونس – خاص دنيا الوطن – محمد جربوع

تصوير – عبد الرؤوف شعت 

عام مضى على العدوان الإسرائيلي الذي طال كل شيء في قطاع غزة، فبذكراه الأولى يسترجع سكان القطاع بذاكرتهم مشاهد الموت والدمار التي تبعث في النفس مشاعر أليمة ألمت بهم، فعلى مدار 51 يومًا شهد قطاع غزة ما لم يشهده في أي حرب مضت. 

وتأتي هذه الذكرى ولا يزال سكان قطاع غزة يعانون من وضع اقتصادي صعب، يكاد أن يودى بهم إلى الهاوية، ووضع انساني كارثي في ظل عدم تأخر ملف الإعمار واستمرار الحصار الذي يناهز عامه التاسع، وبسبب الأزمات المتلاحقة. 

فسكان منطقة الكرفانات في بلدة خُزاعة شرقي محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة ما زالوا يعانون بفعل المجازر التي ألمت بهم. 

ذكرى أليمة

"الحرب كانت صعبة جدًا علينا، حتى الآن أعاني من آثارها النفسية والجسدية التي أنهكت جسدي النحيف" بهذه العبارات بدأت الحاجة زايدة النجار حديثها لـ مراسل "دنيا الوطن"،

وتضيف "ارتقى ثلاثة شهداء من أحفادي خلال العدوان الأخير على غزة الذي لم يُبقي شيء على ما هو عليه في بلدتنا التي أصبحت لا نعرفها بسبب تدميرها بشكل كامل."

وتتابع الحاجة التي بدأ الحزن يخيم على وجهها عندما عادت بها الذاكرة إلى العدوان الذي استمر 51 يومًا صيف العام الماضي :"هذه الذكرى أليمة تبعث في قلوبنا مشاعر الحزن والألم والأسى على ما حل بنا في هذه البلدة." 

أما الطفلة إكرام النجار التي تقول عندما أتذكر الحرب يعود في مخيلتي مشهد نزوح سكان بلدتنا تحت قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية، ونحن نرفع الرايات البيضاء خوفًا على حياتنا، فتلك المشاهد تجعلني أشعر بالخوف الشديد

عندما تنظر إليها وتتحدث معها تشعر أنها أكبر من سنها رغم صغرها ونعومة أظافرها، وذلك لأن الفتاة ذو 13 عامًا عاصرت ثلاثة حروب، فهذا ما يعجز عن وصفه أي لسان، ولم يستوعبه أي عقل. 

تمضى بالقول لمراسل دنيا الوطن "عندما أذهب إلى مدرستي أتذكر الأيام الصعبة التي قضيناها برفقة عدد كبير من العائلات التي نزحت خلال العدوان، فلم تعد رؤيتي للمدرسة شيء يفرحني لأنها تذكرني بشيء أليم." 

معاناة مستمرة

أحمد عميش أحد قاطني الكرفانات قال :" كل خطوة تخطوها في بلدة خُزاعة تعيد بذاكرتك إلى الحرب الهمجية على غزة، فعندما ترى البيوت الجميلة التي دُمرت، وآثار القذائف والأشجار التي أقتلعت تشعر بغصة في قلبك." 

واستطرد والدموع تنحصر في عيناه "نحن قاطنى الكرفانات معاناتنا مستمرة لم تنتهي بعد، ووضعنا أصبع يُرثى له وصعب للغاية، تحديدًا في ظل غياب الجهات المسؤولة وتهميشهم لأهالي بلدة خُزاعة التي ضحت وقدمت الكثير خلال العدوان الأخير على غزة."

وأردف عميش بنبرة صوت يملئها الحزن "بعد أن كنا نسكن في منازل جميلة لا نحتاج أحد يساعدنا أصبحنا نستصرخ ونأن حتى تأتي طواقم البلدية لسحب وشفط المياه العادمة التي تخرج علينا من قنوات المياه التي توجد داخل الكرفان، ولكن لا أحد يستجيب لنا." 

مطالبين بالإعمار

المواطن حمدان النجار الذي عبر عن استيائه من تأخر إعمار بيوت المواطنين الذين دُمرت منازلهم خلال العدوان الأخير على غزة منتصف العام الماضي، قائلاً :"أيام الحرب أفضل من هذه الأيام، كُنا نعلم أننا سنموت شهداء، لكننا الآن نموت بالبطيء ولا أحد يسأل عنا."

وطالب الذي ملأ الشي رأسه في ذكرى الحرب الأولى الجهات المسؤولة عن ملف إعمار قطاع غزة الإسراع في إعادة الإعمار من أجل العودة إلى منازلهم، والعيش في حياة كريمة.

 
وكانت بلدة خُزاعة قد تعرضت خلال العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة لمجزرة بشعة، أدت لاستشهاد العشرات من أبناء البلدة، وإصابة المئات واعتقال العديد من سكانها، حيث نفذت قوات الاحتلال خلال حصار البلدة، إعدامات ميدانية بحق المواطنين واستخدمت السكان المدنيين دروعا بشرية لتغطية علي جرائمها البشعة. 

ويشار إلى أن حصيلة البيوت المهدمة 16.002 منزلا منها 13.644 منزلا بشكل جزئي و2358 بشكل كلي ، وكان عدد المساجد التي دمرت 169 مسجدا منها 61 تدميرا كليا و108 بشكل جزئي.