ناشدت الرئيس لتحقيق حلم والدها.. "سلوى" استشهد والدها وهدم منزلها وتفوقت بجدارة وتحلم بالدكتوراة

ناشدت الرئيس لتحقيق حلم والدها.. "سلوى" استشهد والدها وهدم منزلها وتفوقت بجدارة وتحلم بالدكتوراة
غزة- خاص دنيا الوطن-اسامة الكحلوت

اشترت كتب ومراجع كثيرة قبل عام من الان تخص المناهج الدراسية فى الثانوية العامة قبل وصولها اليها، لتحقق امنيتها بدراسة تخصص طب بشرى ، تحقيقا لامنية والدها الشهيد منذ طفولتها.

 سلوى عبد المنعم نوفل "18 عاما" زينت غرفتها الخاصة فى منزلها بالطابق الاول فى البرج رقم 1 فى ابراج الندى القريبة من الاسلاك الشائكة شمال قطاع غزة ومعبر ايرز، وجهزتها بالمراجع والكتب والملخصات والجداول التى ستتبعها خلال رحلتها الدراسية منذ البداية فى التوجيهى لتصل الى هدفها بدراسة الطب.

لتصحو من حلم حقيقى بعد رحلة نزوحها هى واسرتها من منزلهم برفقة كل سكان الابراج الى مدارس الايواء هربا من الحرب الاخيرة التى شنتها اسرائيل مؤخرا على قطاع غزة، ليأتى لهم خبر قصف البرج بالكامل ليلة عيد الفطر السنة الماضية، ليطوى صفحة وحلم وقصة بيت حلمت بالانطلاق منه نحو الحياة والنجاح.

وبعد رحلة انتقال لمنزل جديد وسط مخيم جباليا وصعوبة التأقلم على العيش فيه، الا انها ارغمت على الحياة فيه وبداية حياة جديدة بداخله برفقة والدتها وشقيقتيها، لتبدأ من جديد بعام دراسى بدون كتب ولا منزل ولا اب تركها منذ طفولتها بداية حياتها.

وبعد جهد ودراسة عام كامل حصلت نوفل على معدل 96.6 واعتبرت من الاوائل على شمال قطاع غزة، وكانت فرحتها منقوصة لرغبتها فى الحصول على معدل اعلى منه، نظرا لمعدلاتها المرتفعة فى السنوات التى سبقت الثانوية العامة ومرحلة الامتحانات التجريبى والنصفى، وتحفيز المدرسات لها بقولهن" انتى قدها".

وعلى انقاض منزلها الفارغ من كل احلامها الطفولية جلست سلوى برفقة اسرتها تتأمل لحظاتها الجميلة بداخله ، وقالت " استشهد والدى عام 2002 وكنت فى الخامسة من عمرى، ولم اتذكر سوى اننى ودعته ولم اعرف ما يدور حولى وكنت طفلة فى البستان، ليرحل والدى تاركا خلفه صورنا لنعيش على ذكرياته وتضحياته لاجل فلسطين، وها نحن فقدنا منزلنا ونعيش فى منزل مستاجر".

واضافت نوفل لدنيا الوطن وهى تحمل صورة والدها الشهيد فى يدها قبل ان تحمل شهادتها بيدها الثانية " والدى اسير محرر سجن داخل سجون الاحتلال لمدة 27 عاما حينما كان عمره 30 عاما ، بعدما تم اعتقاله خلال ذهابه لتنفيذ عملية فى وادى عربة، باوامر من منظمة التحرير فى لبنان وسوريا، وحكم عليه بالسجن خمس مؤبدات، ليخرج بصفقة بعد اتفاقية اوسلوا عام 1996، وخرج من السجون مريض بالسرطان".

والتحق والدها فى صفوف السلطة الفلسطينية لمدة عامين كضابط بعد عام 1996 ، ومن ثم احيل للتقاعد لكبر سنه، وسرعان ما لاحقه المرض خلال تقاعده ليرحل عن الحياة بعد زواجه من زهية نوفل، والتى انجب منه ثلاثة فتيات، ليسجل حريته فى ستة سنوات كمناضل رحل سريعا بعد رحلة تعذيب وسجن داخل سجون الاحتلال، واعتبرته الحركة الاسيرة انذاك شهيدا لخروجه من السجن مصابا بالسرطان .

وتابعت لمراسل دنيا الوطن" كان والدى منذ طفولتى ينادينى دكتورة ويحلم بان اصبح دكتورة فى المستقبل ، ويتحدث للجميع باننى ابنته الدكتورة، وينادينى الاقارب منذ استشهاده حتى الان باننى دكتورة ابوى، وتحملت والدتى مشقة الحياة بعد والدى لوحدها لتكافح من اجل نجاحنا، وهذا نصيبنا وقدرنا ان اعيش بدون اب يحتضننى بعد النجاح او بيت يأوينى يحمل فرحتى وذكريات حياتى".

وترى نوفل نفسها انها طبيبة فى المستقبل وتتأمل ان تتحقق امنيتها  وامنية والدها الشهيد، والتحقت فى جامعة الازهر بغزة بتخصص طب بشرى كرغبة اولى وطب اسنان كرغبة ثانية، نظرا لاشتراط الجامعة على الفتيات الحصول على معدل 97 للالتحاق فى الطب البشرى، على امل ان يتم تخفيض مفتاح التسجيل والدخول فى الطب البشرى ليشمل درجها الحالية التى تنقص المعدل المطلوب اربعة درجات.

وناشدت نوفل الرئيس محمود عباس باعطائها منحة جامعية لارتفاع رسومها، لتحقق حلمها وحلم والدها الشهيد بدراسة الطب وخدمة المواطنين، كما ناشدت ادارة الجامعة بقبولها فى تخصص الطب البشرى تكريما لروح والدها الشهيد الذى ناضل من اجل القضية الفلسطينية.