هل كانت "داعش" طوق نجاة للعلاقات المصرية الحمساوية ؟

هل كانت "داعش" طوق نجاة للعلاقات المصرية الحمساوية ؟
رام الله - خاص دنيا الوطن
كشفت صحيفة اليوم السابع المصرية عن مصادر داخل حركة حماس عن أن قيادات الحركة بالخارج وافقت على التعاون مع الأجهزة الأمنية المصرية لمكافحة الإرهاب فى شبه جزيرة سيناء، مؤكدة أن مقترح مصرى طرحه مسئول أمنى رفيع المستوى مع قيادات بارزة فى حماس، تم الموافقة عليه من قبل الحركة التى أبدت ترحيبًا بالتعاون مع القاهرة فى حربها ضد الإرهاب. 

ولاقت الانفراجة بفتح معبررفح مؤخرا استغراب بعض الجهات الاعلامية المصرية من جهة والداخلية الفلسطينية من جهة أخرى , ونقلت وكالات مصرية ان الاتفاق بين حماس ومصر تم على اساس امني بتعاون بين الجانبين لمحاربة الارهاب في سيناء .

واكد اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ان انفراجة تمت في علاقات حركته مع مصر مشيرا ان حماس معنية بامن مصر .

من جهته قال القيادي في حماس الدكتور اسماعيل رضوان ان الانفراجة مع مصر تبينت من خلال البدء بوضع تسهيلات على معبر رفح وفتحه لعدة ايام، وان الحكومة المصرية ابدت استعداداها لاستمرار فتح المعبر باوقات متكررة للتخفيف من معاناة الفلسطينيين، بالاضافة الى ادخال كميات من الاسمنت لاعادة الاعمار في غزة، كذلك استعداد الجانب المصري لتوطيد هذه العلاقة بالاتجاه الايجابي.

وقال رضوان: "نحن معنيون بعلاقات مستقرة ومتوازنة وطبيعية مع الشقيقة مصر".

واكد رضوان ان حركة حماس لم و لن تتدخل في الشأن المصري، معتبرا ان امن مصر من امن فلسطين، معربا عن حرص حركته على امن مصر ووحدتها، لافتا الى ان الاشقاء المصريون يعرفون ذلك، مشيرا الى ان حركته لا تتعامل مع حملات التحريض  غير الموضوعية تجاه حركة حماس، على حد وصفه.

وفي ذات السياق نقل بعض الصحفيين في قطاع غزة ان  صورة كبيرة للرئي المعزول السابق محمد مرسي تم ازالتها من احدى المفترقات في غزة بعد التطورات الايجابية بين مصر وغزة .

وفي سياق الانفراجة بين حماس ومصر هددت "الدولة الاسلامية" من حلب بالانقضاض على حماس واقامة ما اطلقوا عليه "شرع الله" في غزة , وتتناقل حسابات معروفة بانتمائها وتاييدها لـ"داعش" انباءا لتقاررب الحمساوي المصري بنوع من الريبة والتهديد .. واستنكر المؤيدون لداعش تصريحات موسى ابو مرزوق التي استنكر فيها الهجمات في سيناء والتي وأدها الجيش المصري رغم كثافة النيران المستخدمة من قبل داعش .

ويخشى مراقبون من تكرار عملية "الشيخ زويد" في رفح وان تمتد الى رفح الفلسطينية خاصة مع تهديد احد المؤيدين لداعش على تويتر والمعروف بقربه من قياداتها بجعل معبر رفح مكباً للنفايات وفق تعبيره ..!

وفي مقال نشرته صحيفة الاهرام المصرية القومية اعتبر اللواء محمد ابراهيم وكيل جهاز المخابرات السابق والذي خدم في غزة لاكثر من خمسة سنوات ان التعامل مع قطاع غزة يجب ان يكون وفق محددات جديدة , مطالبا بفتح معبر رفح معتبرا ان قطاع غزة لا يتدخل في الهجمات الامنية في سيناء ولم يكن شريكا فيها .

شراب: من الصعب أن تنمو داعش في غزة


وفي سياق التحليل وصف شراب العلاقة بين مصر و غزة بالمعقدة تحكمها مدركات سياسية كبيرة ومشتركة سواء من جانب مصر او من جانب غزة وحركة حماس على وجه التحديد.

وقال : "الذي يحكم غزة هي حركة حماس والذي يحدد مصير علاقة غزة بمصر هي حماس، وبالتالي تحكم علاقة غزة بمصر ثوابت ومعطيات تاريخية وامنية و سياسية و اقتصادية واجتماعية، لذلك بقدر اقتراب حركة حماس من ادراك المدركات والثوابت التي تحكم علاقة غزة بمصر بقدر الانفراج في العلاقات".

واوضح شراب ان الحكومة المصرية الان تمر في مرحلة انتقالية صعبة تتمثل في الامن و العنف و الاستقرار والارهاب من خلال العملية الاخيرة في سيناء، مشيرا الى ان مستقبل هذه العلاقات التي يحكمها الان هو البعد الامني.

ولفت شراب الى ان الانفراجة في العلاقة بين مصر و غزة من خلال تصريحات د. موسى ابو مرزوق و الذي يقول ان امن مصر من امن غزة لابد ان يترجم في صورة بيان واضح وقاطع، مؤكدا ان المسألة لا تحتمل التأجيل و التسويف والالتفاف.

واكد ان المطلوب الان لمصلحة حماس و لمصلحة لقطاع غزة ان يكون هناك موقف واضح فيما يتعلق بموضوع الامن و الاستقرار في مصر باعتبار ان حركة حماس قبل ان تكون حركة لها مرجعيتها الاخوانية هي حركة وطنية فلسطينية تستمد شرعيتها من شرعية القضية الفلسطينية، مشيرا الى انه اذا اعطت حماس الاولوية للبعد الوطني وللشرعية الفلسطينية ستغلب الاعتبارات الوطنية على الاخرى.

واعتبر ان امن مصر و استقرارها هي اولوية الحكومة المصرية الاولى لانه عند التعامل مع الدول الدول فانه يتم التعامل مع اولوياتها.

وفيما يتعلق بتهديدات تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" لاقتحام قطاع غزة و تدمير حركة حماس قال المحلل و الخبير في الشأن السياسي: "لا نستطيع ان ننكر ان داعش لم حركة صغيرة، وقد يكون موجود في غزة بصورة طردية ،حيث اصبح في اطار شمولي و اقليمي ودولي، حيث لا شك بان هناك اهداف لهذه الحركة  تمديد مفهوم الخلافة في العراق و ليبيا و سوريا وسيناء وفي غزة".

واضاف: "غزة بحكم الاعتبارات الطبوغرافية والسكانية والمساحة و الجغرافية فان من الصعوبة ان تكبر وتنمو داعش في قطاع غزة، بالاضافة الى ان حماس لها جهاز امني قوي ينبغي المحافظة عليه و تطويره وزيادة فعاليته، كما ان لدى حماس ذراع عسكري قوي جدا بالاضافة الى ان هناك اذرع عسكرية قوية لحركة الجهاد الاسلامي و بقية الفصائل شهداء الاقصى و المقاومة الشعبية".

ورأى ان داعش تربط الامور بالمناطق المحادية، معتبرا اياه الخطر الاخير الذي بدأ يظهر على السطح و الذي قد يدفع الى المزيد من الانفتاح على مصر او قد حول حماس الى فاعل اكثر في المنظومة الاقليميية والدولية الان.