(الحلقة19) .. سياسيون في رمضان:صائب عريقات وإعداد السندويشات وغسل الصحون سر نجاحه

تابعنا أيضا عبر تويتر @alwatanvoice

الحياة مفاوضات.. العبارة الأشهر لرجل المفاوضات والسلام صائب عريقات الذي يُعتبر أحد أبرز الشخصيات الفلسطينية الأبرز في العقدين الأخيرين خصوصاً في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ، عرف عنه " كشرته " الشهيرة التي ترتسم على ملامح وجهه حين غضبه , وابتسامته وقت الرخاء .

 من يعرف "عريقات" عن قرب يعلم  يقيناً مدى اطلاع هذا الرجل على التاريخ ويصنع الحاضر فهو مُغرم بقراءة التاريخ الاسلامي وصاحب كتاب للمقارنة بين المفاوضات وقت سيدنا علي رضي الله عنه والوقت الحاضر .. وهو أحد صُنّاع التاريخ الفلسطيني ومستقبله ويكاد لا يسمع احد بالقضية الفلسطينية الا ويعرف صائب عريقات ..

دنيا الوطن هذه المرة لن تناقشه في ملفات المفاوضات أو أمور سياسية بل سنبحر معه في حياته الاجتماعية وقضاءه شهر رمضان المبارك...

صائب محمد عريقات المكني أبو علي يتحدث عن يومه الرمضاني فيقول : " استيقظ مبكرا الساعة السابعة صباحا وأذهب إلى عملي حيث أكون هناك الساعة الثامنة، في محافظة أريحا ثم أتوجه إلى رام الله يكون لدي لقاءات مع وفود محلية وأجنبية ويستمر ذلك حتى الساعة الثالثة ظهرا ثم أذهب عند الرئيس أبو مازن لإطلاعه على كل ما قمت به من لقاءات ثم أعود إلي بيتي في أريحا لأفطر مع عائلتي، وقبل الإفطار بساعة ونصف أمارس الرياضة قليلا ثم أخذ قيلولة إلى آذان المغرب وبعد الإفطار يكون عندي   إما اجتماعات للتنفيذية أو المركزية ومرات أيضا قبل الإفطار , أو أذهب بزيارات صلة الأرحام وعند الساعة الواحدة ليلا أنام ، كما أني لا أتسحر بمطلق "، مشيرا إلى أن معظم إفطاره يكون خارج المنزل يا إما مع أهالي الأسرى والشهداء أو الأيتام.

وتابع حديثه عن طقوسه الرمضانية وطعامه المفضل:  " نحن لدينا عرف عائلي أن كل أبنائي وزوجاتهم وبناتي وأزواجهم وكل العائلة يحضرون للإفطار عندي، كما  أنني أقوم بأول يوم بشراء الحلو وتوزيعه على العائلة ولكن إفطارهم عندي يكون بشكل إلزامي، وتكون مائدة الطعام متنوعة بالمأكولات من دجاج محشي وبامية ومقلوبة ومعجنات نظرا إلى أنها مائدة تضم كل عائلتي، أما مشروبي المفضل الماء وفقط ".

وعن متابعته لكرة القدم يقول: " أنا أعشق فريق ريال مدريد عشق .. وانا من مشجعين المنتخب الفلسطيني أولا وألمانيا ثانيا ".

وتتكون أسرة صائب عريقات من زوجته "أم علي" وسلام ودلال توأم بنات وعلي ومحمد , ويتمم: " ابنتي سلام جراحة عيون  وعندها بنت وولد , ودلال دكتوراه في الإدارة العامة ولدبها ولد وبنتين، وابني علي متزوج ولديه طفلته شمس ومحمد لم يتزوج بعد ويعملوا بالأعمال الحرة حيث يقوموا ببيع لغاز".لافتا إلى أنه يحب جميع أحفاده بذات الدرجة ولا يفرق بين أحد منهم.

وكون أبو علي سياسي مخضرم ويمكن لذلك أن يؤثر على حياته الاجتماعية يرى أن برنامجه في رمضان لا يختلف عن برنامجه في أيامه العادية باستثناء أنه صائم ويقرأ القرآن بمواعيد محددة، مضيفا: " أنا أحرص على الموازاة بين عملي وعائلتي بكل معنى الكلمة، فنحن كأي عائلة فلاحية فلسطينية، فأنا مولود في أبو ديس القدس عشت ودرست وترعرعت وكبرت في البيت الذي ولدت فيه بأريحا"

وعن لحظاته المحزنة والمفرحة في حياته يقول: "أكثر لحظة حزن مرت علي في حياتي عندما توفيت والدتي وعند وفاة الرئيس الراحل أبو عمار حزنت كثيرا، أما أكثر لحظات فرحت فيها كانت ميلاد السلطة الوطنية الفلسطينية ،وعندما أصبحت فلسطين عضوا في هيئة لأمم المتحدة، أما على صعيد شخصي فهو تخرج أبنائي كل لحظة من تخرجهم كانت لحظة من العمر ثم زواجهم بعد ذلك".

 وعن رحلة تعليمه..تخرج عريقات من جامعة سان فرانسيسكو بأمريكا بكالوريوس وماجستير بالعلاقات الدولية سنة 1977م، ثم بعد ذلك حصل على الدكتوراه من بريطانيا.

 وعندما سألته عن ذكرياته في الجامعة قال بنبرة ملأتها تنهيدة طويلة : "كتير كتير أذكر أنني كنت أعمل سندويشات وأجلي الصحون وأدرس بنفس اللحظة أي أعمل 8ساعات باليوم وأدرس 8 ساعات باليوم، لأن والدي لم يكن قادرا على تعليمي سواء في أمريكا أو بريطانيا فكان علي أن أعمل وأعلم نفسي ".

وتابع: " وعن أصدقائي المقربين لدي كثير من الأصدقاء ولكن أقربهم مني هو الرئيس محمود عباس واقضي وقت أكثر مع زملائي في اللجنة التنفيذية في وقت العمل وطبيعته".

وفي متابعته لمسلسلات وبرامج رمضان يقول أبو علي : " هذا العام خصيصا لم أتابع أي شئ من مسلسلات رمضان للأسف الشديد لأن حجم الوفود الأجنبية التي تزور فلسطين ضاغطة جدا كما ان تكليفي برئاسة لجنة اللجنة الوطنية العليا للمحكمة الجنائية الدولية استنفذت كل وقتي ".

 هل تساعد زوجتك في المطبخ يا كبير المفاوضين؟!:

" أم علي المسئولة الأولى والأخيرة عن كل حياتي سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو الشرائية والمبيع والشراء، وقلت لها بعيد زواجنا الثلاثة والثلاثين أنا يا أم علي بشعر كأنهم ثلاثة وثلاثون يوما وتلك هي الحقيقة، كما أنها الشخص المفضل للجلوس بجانبي على مائدة الطعام".

ختما تمنىعريقات أن تتحرر فلسطين وتقام دولتنا الفلسطينية ومستقلة بعاصمتها القدس وأن ينتهي الانقسام وأن تعود الوحدة الوطنية بين الضفة وغزة والقدس وأن نضع مصالحنا الخاصة جانبا وننتصر لفلسطين