إقالة ياسر عبد ربه من أمانة السر للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قرار يدلل على أراده وطنيه

إقالة ياسر عبد ربه من أمانة السر للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قرار يدلل على أراده وطنيه
بقلم :المحامي علي ابوحبله

في 15 /8/ 2007 نشرت مقالا في دنيا الوطن بعنوان تصريحات ياسر عبد ربه ........ هل تخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية واليوم فان إقالة ياسر عبد ربه من أمانة السر للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير جاءت متأخرة وان كانت تعبر عن قرار وطني فلسطيني تصب في صالح إعادة ترتيب البيت الفلسطيني ، ياسر عبد ربه الذي عين في منصب أمانة السر في اللجنة التنفيذية في 2004 عين في المنصب لحسابات لا تمت بصله بموقعه في اللجنة التنفيذية ، ياسر عبد ربه من يساري في الثورة الفلسطينية منذ حركة القوميين العرب ثم عضوا قياديا في الجبهة الشعبية التي انبثقت عن حركة القوميين العرب عقب هزيمة حزيران 67 ، عرف عن ياسر عبد ربه انه شخصيه انقلابيه سرعان ما يغير من مواقفه فقد انقلب عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقاد مع الأمين العام للجبهة الديموقراطيه نايف حواتمه حركة انشقاقية عن الجبهة الشعبية بدعوى أن الجبهة الشعبية غير ماركسيه ، وقد شغل نائب الأمين العام للجبهة الديموقراطيه ، ولم يدم الأمر طويلا حتى قاد ياسر عبد ربه انشقاقا ثانيا عن الجبهة الديموقراطيه لتحرير فلسطين حمل اسم الاتحاد الديمقراطي فدا ليبرر لنفسه التساوق مع مبادرة السلام ويركب قطار اوسلوا ، مواقف ياسر عبد ربه جعلته في موقع التندر عليه إذ وصف البعض انشقاقه عن الجبهة الشعبية عام1969 لأسباب نقص في الماركسية فان انشقاقه عن الجبهة الديموقراطيه عام 1990 كان لماركسيتها الزائدة ، وسرعان ما انشق عن الحركة الوليدة فدا دون أن يتمكن من تشكيل تنظيم جديد ، شارك رئيس الوزراء الأسبق الدكتور سلام فياض في تشكيل الطريق الثالث لخوض الانتخابات التشريعية 2006 ، انشغل ياسر عبد ربه بمبادرة جنيف مع مسئول الشاباك الإسرائيلي المتقاعد ايالون وتم تجنيد العديد من الفلسطينيين وضمهم لمبادرة جنيف وتم صرف مبالغ ماليه لاحصر لها للترويج لمبادرة جنيف وذهب إلى سويسرا ومعه وفد اختاره من المقربين ، ياسر عبد ربه صعد نجمه وشارك في جميع مراحل المفاوضات التي استمرت لغاية الآن ، وكان له دور كبير في مفاوضات واي ريفير وكان محل انتقاد الفلسطينيين لممارساته الخاطئة بظهوره الخاطئ في مواقع المفاوضات ، دينس روس المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط كتب عن ياسر عبد ربه في مذكراته انه شكل حلف مع محمد دحلان وآخرين ضد الرئيس الشهيد ياسر عرفات وصائب عريقات وذكرته تسيبي ليفني في مذكراتها ، ياسر عبد ربه الذي شغل مناصب متقدمه وقياديه في السلطة من بينها وزير الثقافة والإعلام أسهم في توتير العلاقات بين فتح وحماس ، كانت هناك مواقف وتصريحات سبق ان أطلقها ياسر عبد ربه تعبر عن رفضه للوساطة العربية والتدخلات العربية للإصلاح بين فتح وحماس معربا عن رفضه لأي حوار مع حماس ، مواقفه كانت تتناقض مع حرص الرئيس محمود عباس بالتشاور مع القادة العرب ومشاوراته المستمرة معهم ووضعهم بصورة الوضع الفلسطيني وما وصلت إليه المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي وهي مواقف لم تأت من فراغ وإنما من قناعة الرئيس محمود عباس أن العرب كل العرب مسئولون مسؤولية مباشره عن القضية الفلسطينية وشركاء الفلسطينيين في المحادثات السياسية مع إسرائيل ، حرص الرئيس محمود عباس في مواقفه على عدم إغفال الدور العربي في القضية الفلسطينية وان مواقف الرئيس محمود عباس تزعج أطراف فلسطينيه وإقليميه ودوليه ، وان الوضع الفلسطيني له انعكاسات إقليميه ودوليه سواء تلك المحيطة بفلسطين أو تلك التي لا ترتبط بالمحيط الفلسطيني ، إقالة ياسر عبد ربه جاءت متاخره لأنه سبق وان تعالت أصوات الفلسطينيين تطالب بإقالة عبد ربه من منصب أمين السر للجنة التنفيذية لمواقفه في مفاوضات كامب ديفيد وواي ريفر ، ويبقى السؤال عن سر شخصية ياسر عبد ربه وتبوئه لهذه المناصب ووصوله لهذه المراكز القيادية فهل يكمن السر في إجابة المرحوم ناجي العلي حين قال عنه كاريكاتيريا انه ياسر عبد ياسر ، أو بصراحة الرئيس الشهيد ياسر عرفات حين قال مره أن هناك وزراء مفروضين ، ولا شك أن إقالة عبد ربه من منصب أمين السر يكمن في انه قرار صائب يدلل على إرادة وطنيه تقود إلى ضرورة إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وفق مقياس فلسطيني ،