ارتفاع أسعار المواد الغذائية في شهر رمضان بإيران

ارتفاع أسعار المواد الغذائية في شهر رمضان بإيران
رام الله - دنيا الوطن
إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية لمائدة الفطور الرمضانية قد ضيق حلقة حبل المعيشة على عنق العوائل الإيرانية، ولدراسة هذه المسألة فيجب أن نلقي نظرة إلى تكلفة مائدة الفطور لعائلة تمتلك 4 أعضاء.

وإذا حاسبنا التكاليف المتوسطة اليومية لكوب شاي وتمة وخبز «سنكك» ومقدار ضئيل من الجبن والخضروات وكيلو واحد للتشريب فإننا ندرك بأنه يجب دفع حوالي 40ألف تومان لمائدة فطور. 

ووفق ذلك تبلغ التكاليف الشهرية لمائدة الفطور مليون و200
تومان. وإذا افترضنا أن عائلة لا تأكل العشاء ونحاسب وجبة طعام أخرى للسحور فإننا نفهم بأنها يجب أن تدفع مليونيو و400ألف تومان في كل شهر (موقع فرارو الحكومي- 18حزيران/يونيو)

وإذا أضفنا تكاليف إجارة المنزل والماء والكهرباء والهاتف ورسوم تعليم الأبناء والعلاج والصحة فإنه نعرف أن عوائد كل عائلة يجب أن تكون أكثر من 3ملايين ونصف مليون حتى تتمكن من توفير حدود دنيا للمعيشة. ونظرة إلى أسعار السلع الضرورية
تسلط الضوء على هذه الحقيقة.

في الوقت الحالي يبلغ سعر الطحين في سوق الحر 1350تومان لكيلو واحد وجدير بالذكر أن المخابز تشتتري الطحين من هذه السوق لذلك تتفاوت أسعار الخبز في مناطق مختلفة للمدينة. (موقع فرارو الحكومي- 10حزيران/يونيو 2015)

وأكد تلفزيون النظام الإيراني في 17حزيران/يونيو قائلا: الفواكه تعتبر أغلى سلعة في السلة الغذائية للعوائل لكنه لم يحدد سبب هذا الغلاء على الرغم من أن مديري النظام الإيراني قد أشاروا أثناء الصراعات الفئوية إلى بعض أسباب غلاء الفواكهه لكن مساعد رئيس بيت المزارع أكد بشأن مافيا الفواكه قائلا: «إن توزيع
الفواكه ينحصر في مجموعة خاصة بسبب التمركز في مركز الأم في داخل وضواحي المدينة لبيع الفواكه بحيث أن باعة الفواكه يمكنهم أن يشتروا الفواكه من هذا المركز فحسب. 

ونوه «حسن بور» المدير العالم للفواكه الصيفية أثناء مقابلة إخبارية خاصة في 17حزيران/يونيو إلى أن: أحد عوامل ارتفاع أسعار الفواكه هو وجود عدد كبير من المتوسطين. ولدينا الفواكه بمقدار كاف لكنه على سبيل المثال يبلغ سعر البطيخ على الأراضي الزراعية 500-700 تومان لكن هذا الرقم يتراوح بين 1500و2000 تومان في الأسواق لأنه ليس هناك إدارة التوزيع» (موقع شفاف الحكومي ووكالة أنباء تسنيم التابعة لقوة القدس- 17حزيران/يونيو) وجدير بالذكر أن هذا العنصر قد اعتبر بلدية مدينة طهران بمثابة مسؤولة عن المراقبة على أسعار الفواكه.

الحقيقة هي أن النظام الإيراني ينهب جناة المزارعين من خلال مافيا الفواكه من جهة لكنه يبتز جيوب المواطنين من خلال رفع أسعار الفواكه من جهة أخرى وعلاوة على ذلك ومن خلال استيراد الفواكه بشكل غير منتظم، قد أجبر المزارعين إلى عرض منتوجاتهم بسعر رخيص. ولافت للنظر أن مديري النظام الإيراني يستخدمون مصلح «مافيا الفواكه» بشأن عصابات حكومية تتورط في سوق الفواكه من وراء الستار.

والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو بأنه كم من راتب يستلمه المعلم والعامل والممرض والموظف والمتعاقد؟ بحيث أنه تم إجراء الحسابات بشأن هذه الأسعار في الوقت الذي يستلم فيه معيل العائلة رواتبه الشهرية في وقت مناسب لكنه نشاهد الاحتجاجات والاعتصامات اليومية للعمال والمعلمين والممرضين والموظفين والمتعاقدين مطالبين بأخذ رواتبهم المعوقة منذ عدة شهور.

وجدير بالذكر ونظرا إلى إحصاء تم نشره من قبل وكالة أنباء مهر الحكومية في 12أيار/مايو، أن نسبة العاطلين عن العمل تبلغ 16بالمائة. ويذكر أن هذا الرقم يطرح وفق آخر إحصاء في البلاد بعام 2011 وفي حين كانت توجد 110ألف عائلة في البلاد.

وتظهر نتائج الإحصاء أن 24،1 بالمائة من العوائل الإيرانية لا تتمتع بشخص شاغل يستلم عوائد لتسديد نفقات المعيشة.

إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية ومعضلة البطالة وانعدام العوائد لدى العوائل كل ذلك تحول إلى زيادة عدد جيش الجياع يوما بعد يوم بينما يظهر أن المجتمع الإيراني يعيش أجواءا محتقنة ستؤدي إلى الإطاحة بنظام ولاية الفقيه وهذا مسألة وقت بامتياز.

التعليقات