زيارة المتطرف غليك لأرض الخليفة الأردوغاني .. والتنسيق بين حماس ومصر

زيارة المتطرف غليك لأرض الخليفة الأردوغاني .. والتنسيق بين حماس ومصر
كتب غازي مرتجى

**
سيستخدم رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمدلله الحق القانوني الذي يحوزته والذي يُمكّنه من إجراء "5 حركات" داخل حكومته سواء باقالة وزراء او اضافة وزراء أو إعادة توزيع حقائب على أن لا تزيد تلك "الحركات" مجتمعة عن خمسة .

الرئيس أبو مازن أعطى الثقة كاملة لرئيس الوزراء لإجراء التعديل المرتقب والذي وُصف في بيان اللجنة التنفيذية بـ"الطفيف" .. وأمام رئيس الوزراء بُرهة من الزمن فكما تحمّل الفترة السابقة دون تعديل أنصحه بعدم الاستعجال وليكن التغيير هذه المرة يُشار له بالبنان ويجب الأخذ بإيجابيات الحكومات التي مضت والاستفادة من السلبيات التي وقعت بها حتى لا نعود بعد فترة لنتحدث عن تعديل آخر سيُصبح حينها من سابع المستحيلات .

التعديل ضرورة , والتريّث واجب والاستفادة من الماضي فرض عين .

**

لطالما تحدث محللون وسياسيون عن إعادة رسم المنطقة من جديد وانّ ما يحدث في الإقليم هو سيناريو الشرق الأوسط الجديد الذي أصاب معظم البلدان العربية .

العام الجاري وبداية العام القادم ستكون حاسمة , ففي سوريا لن تستمر الأوضاع على ما هي عليه وستبدأ رياح الخلافة العثمانية تطل من جديد .. فالأسابيع القادمة ستشهد بلا شك تدخلاً تركياً عسكرياً حاسماً لإسقاط ما تبقى من النظام السوري , وستزداد القنوات الخلفية الداعمة للتيارات الدينية المتعصبة داعش من جهة وجيش الاسلام من جهة اخرى والجيش الحر من جهة ثالثة أقل دفعاً عدا عن عشرات التيارات المتصارعة فيما بينها وقد يكون "المعلم" واحد .

إنّ ما يمر به الاقليم أصاب القضية الفلسطينية وبات تأثيره واضحاً وكل بلاد العرب تُستباح والقضية الفلسطينية في آخر "الرف" ولكنها واجبة الحضور رمزياً لأنها مُحركة المشاعر والجماهير .

يجب ان تدفع التغيرات في الاقليم القيادة الفلسطينية بدءاً من التنظيمات وصولاً الى قيادة الشعب الفلسطيني ليكونوا على يقيم انّ الحل يكمن بيدهم وإلاّ تحول ما تبقى من فلسطين الى كنتونات تتصارع عليها فئات مختلفة ولكل فئة "معلم" بالتأكيد لن تكون مصلحته قضية فلسطين .

**
استضافت تركيا بلد "الخليفة العثماني أردوغان" المتطرف الاسرائيلي يهودا غليك والذي حاولت الجهاد الاسلامي اغتياله واستشهد اثر العملية الشهيد معتز حجازي بعد محاصرته في منزله لأكثر من ساعة وتبادل إطلاق النار مع الجنود الاسرائيليين لاتهامه بتنفيذ عملية اطلاق النار على المتطرف الاسرائيلي .

"غليك" الذي حُكم عليه في اسرائيل نفسها بمنعه من دخول المسجد الأقصى يُستضاف في تركيا ويجلس بين المسلمين الذين يحاربهم بلا هوادة في المسجد الأقصى .. قبلة المسلمين الأولى .

تركيا وبعد زيارة وزير أوقافها مؤخراً الى رام الله والمسجد الاقصى قررت اضافة زيارة القدس من ضمن "رحلات العمرة" الى المسجد الحرام , فيخرج فوج المعتمرين من تركيا الى القدس ثم الى مكّة لأداء شعائر العمرة .. المعتمرون هؤلاء قد يُباغتهم يوماً ما ضيف تركيا "غليك" بالاعتداء عليهم داخل المسجد الاقصى فقد اعتاد على استفزاز مشاعر المسلمين والمصلين في المسجد الاقصى وأسس حملات عدّة تقود عمليات تدنيس واقتحام المسجد الأقصى .

كان من الواجب ان يكون هناك تعقيب من وزارة الخارجية التركية -على اقل تقدير- والاجابة على السؤال الكبير المطروح .. لماذا دخل "غليك" عبر المطارات التركية اصلاً ؟ .. وفي حال سلّمنا بأن ما حدث لم يكن مخططاً وان استضافة غليك جاءت من قبل رجل تركي ساقط أخلاقياً .. فهل ستتخذ "دولة الخلافة الأردوغانية" إجراءات لمنع دخول "غليك" ومن على شاكلته الى الاراضي التركية مستقبلاً .. أم انّ الدولة العضو في الناتو لن تستطيع اتخاذ هكذا اجراءات ؟

**
حاولت "انصار بيت المقدس" السيطرة على منطقتي الشيخ زويد ورفح لاعلانهما ولاية اسلامية , ولم تزل بعض الحسابات التابعة لمتشددين اسلاميين في سيناء على تويتر تردد ان ما حصل عبارة عن تجربة للسيطرة على الشيخ زويد تماماً وهدّد احدهم بجعل "معبر رفح" مكباً للنفايات .

انّ ما حدث في الشيخ زويد وما يحدث في رفح يدق ناقوس الخطر الذي وجب الوقوف ملياً عنده .. وفي عدّة مناسبات تكون النصيحة الدائمة بضرورة التعاون الامني بين "حماس ومصر" من أجل انهاء الحالة المتشددة الناشئة في سيناء والتي تتمدد بشكل واضح وجلي , وهذا التنسيق يحتاج الى تنازلات من حركة حماس من جهة واستعداد من الجانب المصري مع وعودات واجراءات من جهة أخرى وهو باعتقادي ما تمّ مؤخراً .

ان سيناريو محاولة "بيت المقدس" مهاجمة رفح الفلسطينية عبر الحدود سيناريو قائم رغم ضعفه والتهديدات التي تطلقها "داعش" ضد حماس وغزة يجب اخذها بجديّة وعدم الركن الى استحالة اقدام داعش على هكذا تصرفات "لوجيستياً".

التعاون الأمني لن يكون كافياً والأهم في المرحلة المقبلة نشر تعاليم الدين الصحيحة والحقيقية لا المزورة والمشوهة والمستندة الى اضغاث احلام "مفتي السجون" .. وبدلاً من خطب الجمعة السياسية والتي يُتخمنا بها مشايخنا يجب تنبيه العامة الى خطورة ما يتعرض له الإسلام من محاولات تشويه مشبوهة يقع في شركها ابناؤنا دون ان يكونوا على دراية بانهم يعملون ضد الاسلام وهم في داخلهم على قناعة انهم يعملون لرفعة الدين .

باعتقادي ان معبر رفح سيُفتح في الاعياد ولن يغلق كما جرت العادة بعد العمليات الارهابية في سيناء , ومن الواجب عودة الدور المصري وبقوة للملف الفلسطيني وما كتبه اللواء محمد ابراهيم وكيل المخابرات العامة من الضرورة قراءته جيداً والاستفادة من تجربته في غزة فهو يعرف تفاصيل تفاصيلها .

المصالحة الفلسطينية ستدخل في غياهب النسيان في حال لم يتدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي لانقاذ الوضع الفلسطيني المعقد , والرئيس السيسي هو القادر على حل كافة المشكلات الداخلية الفلسطينية وهناك اتفاقات جاهزة وتفاهمات موقعة وما على مصر سوى البلاغ والمراقبة وعقاب المُعطّل .. وكفانا الله شر الانقسام واياكم .

**
مصطلح "مكافحة الارهاب" والذي يستغله العالم لارتكاب المجازر بالمسلمين ويقع ضحاياه الأطفال والنساء والشيوخ  هدفه الأول والأخير تشغيل مصانع السلاح غير الشرعية وتشويه الإسلام وتعزيز ثقافة الاختلاف والطائفية الدينية المقيتة , إنّ مكافحة الارهاب بالتعريف الغربي لن تُجدي نفعاً وإنما يُمكن القضاء على "الارهاب" في حال صنعنا تعريفا عربيا اسلامياً للمصطلح وبدأنا باتخاذ اجراءات توعوية تعليمية ثقافية بدلاً من اجراءات الدم والحرب التي لن تُؤدي الا الى زيادة الارهاب وتضخمه .