(الحلقة الثامنة عشر).سياسيون في رمضان : ما لا تعرفه عن "مروان البرغوثي" وما سر هدية الاحتلال لزوجته؟

(الحلقة الثامنة عشر).سياسيون في رمضان : ما لا تعرفه عن "مروان البرغوثي" وما سر هدية الاحتلال لزوجته؟
رام الله - خاص دنيا الوطن-تسنيم الزيان

الأسير الدكتور ، لم يكن السجن بالنسبة له عقبة تقع على عتباتها الطموحات وأيام الحياة لكن كانت بالنسبة للجوكر ولقائد كتائب شهداء الأقصى في رام الله وسيلة من أجل الاستمرار حتى تنفس الحياة الكريمة، هو مروان البرغوثي أبو القسام..

وينظر الفلسطينيون إلى القائد المناضل مروان البرغوثي، أمين سر حركة فتح في فلسطين، المولود عام 1959 في قرية كوبر إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله باعتباره مهندس الانتفاضة وعقلها المدبر ورمزاً للوحدة الوطنية ومقاومة الاحتلال...وفي سيرة الرجل، الذي قال فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون "انه يفضل موته على اعتقاله"، ما يكفي من الدلائل والبراهين على انه ولد بالفعل من اجل مقاومة الاحتلال...

مروان البرغوثي أبو القسام تتحدث زوجته عن قضائه ليومه الرمضاني قبل أن يؤسر في سجون الاحتلال وعن يومه الرمضاني حاليا فتقول فدوى "أم القسام": "  مروان من الناس الذين لديهم التزام بشهر رمضان وطقوسه والشهر الكريم بالنسبة له مميز دائما، إلى جانب التقرب إلى الله كان يهتم دائما باللمة والجمعة مع الناس ، فكان أكثر وقته في رمضان يقضيه ويتقرب فيه إلى عائلات الشهداء والأسرى والناس المتضررين من الاحتلال، كان يبدأ يومه مستيقظا لفترة السحور وكان يتناول شئ خفيف جدا من كوب من الشاي ورغيف من الجبن ، أو بعض الفواكه ثم يصلي الفجر يخلد إلى النوم ويستيقظ الساعة التاسعة تقريبا ومن ثم يذهب إلى العمل ولم يكن له موعد محدد للعودة منه ولكن بالغالب قبل الإفطار بساعة، وفي تلك الساعة كان يحرص   فيها أن يذهب إلى السوق ومع الأولاد ويجلب التمر والليمون والقطايف وعصير الخروب وعندما يعودوا إلى المنزل كان يقف بجانبي في المطبخ ويحضر مائدة الطعام هو والأولاد"، لافته إلى أن تحضيره للمائدة وذهابه للسوق يعتبره من طقوسه الرمضانية

وأضافت وهي منسجمة باسترجاع ذكريات لأيام تتمنى أن تعود : "  أيام عديدة كان يفطر أبو القسام مع عائلات الشهداء والأسرى ، وبعد الإفطار نجلس مع بعضنا البعض نحن بالغالب نبتعد عن الحلويات لكن برمضان ضروري أن نحلي بالقطايف وهو المفضل برمضان، وبعد ذلك يعود إلى عمله أو يكون لديه اجتماع وذلك حتى الساعة الثانية عشر مساءا ومن ثم بعد عودته يجلس ليقرأ كتابا فلا أذكر أن يمر عليه يوم من دون أن يقرأ ، ويبقى مستيقظا حتى السحور وكذا".

كان ذلك يومه الرمضاني خارج السجن قبل سنوات عديدة اما سوف تسرده زوجته فدوى "أم القسام" الآن هو قضائه ليومه الرمضاني ولكن داخل سجون الاحتلال فتقول:  " عندما كنت أذهب لزيارته وهي تكون مرة كل خمسة عشر يوم حيث يستيقظ أبو القسام باكرا يمشي بالساحة ويمارس الرياضة بشكل مخفف بعد ذلك يذهب للقراءة ولوقت طويل ثم تأتي ساعة الفسحة وهي تسمى "الفورة"، بعد ذلك يقوم بتدريس طلبه لديه مرتبطين بالجامعات الفلسطينية ويشرف على رسائل للماجستير فذلك البرنامج يأخذ أكثر وقته كما أنه حريص ويلزم بتعليم الأسرى الذين لا يجيدون اللغة الإنجليزية والعبرية والأسرى الذين لم ينهوا مرحلة الثانوية العامة وذلك لأن الكثير منهم سيغادرون بعد سنة أو سنتين ومن الأفضل أن يكونوا مهيئين لمواجهة المجتمع ومتعلمين"، مشيرة إلى أنه حتى الآن تخرج من تحت يديه ما يقارب الـ 10 أشخاص.

وتابعت: " ثم يدخل موعد الفطور ويكون كالآتي مسموح لهم بيوم واحد فقط يأكلوا دجاج ويوم أخر لحمة مجمدة وأن يشتروا من الكنتين وباقي الأيام إدارة السجون تحضر لهم الطعام وهو غير صحي بالمطلق وغير مسموح لي أن أحضر له أي طعام ، أما أبو القسام من النوع الذي يتناول طبق الشوربة ثم السلة وبعد فترة يتناول الوجبة حتى بالأيام العادية له برنامج محدد لغذائه، بعد الإفطار يرجع للقراءة مرة أخرى أو أحيانا ممكن أن يشاهد التلفاز، كما أنني بين كل زيارة وأخرى أكون قد أعددت له كتاب يحتوي على جميع ما دار بالشارع الفلسطيني من مقالات وتقارير وغيرها وأحضره له عند الزيارة ، حيث أنه يحب القراءة كثيرا حتى موعد السحور ثم يخلد للنوم ".

وبالعودة إلى يوم مروان البرغوثي خارج السجن تتحدث زوجته عن أكله المفضل فتقول:  " في أكثر الأحيان وحسب العادات والتقاليد يكون أول يوم من الأكلات الفلسطينية التراثية كالمقلوبة والمنسف، أذكر أن خر رمضان كنا قضيناه معه أفطرنا أنا وهو بالبلد بشكل جماعي وكان المنسف هو إفطارنا، أما مشروبه المفضل التمر الهندي والشاي والقهوة "، وعن متابعته لكرة القدم تؤكد أم القسام أنه كان يحرص على متابعتها متممة: " ويتابع الآن مع الأولاد كلما زاروه إلى السجن فرق كرة القدم التي كان أطفاله يحبونها وهل ما زالوا على ذلك أم لا كان متابع للرياضة جيدا".

وعن المواقف الحزينة والمفرحة حدثتنا فدوى أن وفاة والد زوجها كان محزن كثيرا بالنسبة له وكذلك  حزن كثيرا على رحيل أبو جهاد وكان بالخارج ، كما كان يبكي في كل تأبين شهيد في الانتفاضة الثانية ، وخاصة إذا كان التأبين لطفل شهيد، حيث كان يأتي إلى الجنازة بشكل مفاجئ ويغادر بنفس الطريقة نظرا إلى كونه مطلوب للاحتلال ".

وتابعت عن موقفه المفرح : " أذكر أنني أكثر يوم شعرت بأنه سعيد فيها ويبكي من الفرح عندما رجع من الإبعاد سنة 1997، من وقت ما ودع الناس بعمان إلى أن وصل إلى البلد كل ما يرى شخص عزيز يبكي فرحا".

وعن أسرة مروان البرغوثي تتكون من أربع أولاد وبنت وحيدة ابني الكبير القسام عمره ثلاثون عاما ثم ربا ثماني وعشرون عاما ثم شرف ستة وعشرون عاما ثم عرب خمسة وعشرون عام".

أما عن عمله السياسي وتأثير ذلك على أسرته تقول أم القسام :  " أول عمره تم سجنه خمس سنوات كان بيني وبينه ارتباط خفيف عبر الرسائل فلم أكن أعاني من كونه سياسي بشكل مباشر ولكن بعد أن تزوجنا تقريبا من سبع إلى عشر مرات تم تأجيل فرحنا وذلك إما أن يسجن أو يكون مطارد وبعد خروجه من السجن حددنا سريعا موعد الفرح وتم كل شي بشكل سريع "، لافتة إلى أن فترة خطوبتها وزواجها كان يقضيها ما بين الاعتقالات والمطاردة.

وتابعت ضاحكة : " حتى بعد زواجنا بأسبوع فرضوا عليه الإقامة الجبرية وكانت هدية بالنسبة لي واعتقدت أن الأمور ستكون على ما يرام بعد يوم من فرض الإقامة حدثت مشكلة في جامعة بيرزيت وكان هو رئيس اتحاد الطلبة فيها فاضطر بالذهاب إلى الجامعة وبالتالي تم اعتقاله لمدة شهرين ، وبعدها حملت بالقسام وتم اعتقاله وأنا بالشهر الثامن بعد ذلك تم الإفراج عنه وابني ستة شهور"، مبينه بنبرة حزينة لم يكن بجانبي ولا بأي ولادة من ولادة أبنائي للأسف.

وعن هواياته المفضلة تقول أم القسام : " كان يحب الرياضة كثيرة ومازال ويحب السباحة وكان معني أن يتعلم أبنائه السباحة"، وعن مسلسلات رمضان قبل أسره تؤكد أنه كان يحب أن يتابعها إذا أتيحت له الفرصة ولكن لم يكن لديه الوقت بالمطلق.

ويتمنى مروان البرغوثي بلا شك الحرية سواء للشعب الفلسطيني أم للأسرى أم له على وجه الخصوص.