أصابع زينب ولقمة القاضي حلويات تحافظ على رونقها الرمضاني في نابلس

أصابع زينب ولقمة القاضي حلويات تحافظ على رونقها الرمضاني في نابلس
رام الله - خاص دنيا الوطن-رحمة خالد
أبا عن جد يتوارث الأبناء في مدينة نابلس صنع الحلويات العريقة،  فكان لأصابع زينب ولقمة القاضي نصيب من توارث السر المميز في صنعها لتزين موائد رمضان.

محمود البلبل البالغ من العمر 66 عاما هو صاحب لإحدى المحلات في البلدة القديمة والتي حافظت على إتمام رونق الموائد الرمضانية بتلك الحلوى، فيقول "تعلمت صناعة هذه الحلوى عن والدي بداية الستينيات حيث كان عمري لا يتجاوز ال15عاما”.

ويضيف البلبل لمراسلة دنيا الوطن "لقد حافظت لقمة القاضي وأصابع زينب على إقبال الناس حيث لم يتراجع منذ عقود خلت حتى اليوم وظلت شعبيتها التي تزداد في موسم رمضان".

ومن الجدير ذكره أن لقمة القاضي أوما تعرف بالعوامة يعود تاريخها للدولة الفاطمية في القرن الثالث عشر للميلاد حيث أمر أحد القضاة من طباخيه صنع طبق حلوى جديد فتم إعدادها وسميت بهذا الاسم نسبة لذلك القاضي.


ويذكر البلبل مكونات صنع هذين الصنفين " تصنع تلك الحلويات من مواد بسيطة حيث تتكون لقمة القاضي من دقيق وخميرة وتقلى بالزيت ومن ثم تغطس بالقطر ، أما أصابع زينب تحتوي على السميد بدلا من الدقيق". 

وبقي سر التميز في تلك الحلوى بلمسات خفية في المكونات الثانوية والتي تختلف من حلواني لآخر.

أما محبي الحلويات لم يتوانوا في شهر رمضان عن الوقوف بطوابير في نواصي هذه المحلات الصغيرة التي تختص بصناعة أصابع زينب ولقمة القاضي لتسجلان حضورا يضاهي الحلوى الحديثة على الموائد الرمضانية ، فيقول المواطن حسن الأشقر "في رمضان يزداد شراء هذه الحلوى حيث يطلبها الكبار والصغار”.

وتضيف الطفلة ريم والتي أجبرها المذايق الحلو على تحمل مشقة الانتظار بين الزبائن “هذه الحلوى لذيذه جدا وانا اعتدت على شرائها عندما كان يصطحبني والدي بشهر رمضان لهذا المحل “.    

وقد جرت العادات كما أخذت عن الأجداد بتقديم هذه الأصناف مع القهوة المرة لتكسر مذاقها شديد الحلاوة.

وفي الحين الذي حافظ فيه البلبل وهو من قدامى الصانعين لأصابع زينب ولقمة القاضي يسلك أبناءه طريق التعليم والمهن الأكاديمية ، فيقول البلبل "رفض أبنائي توارث هذه الصنعة عني كما توارثتها عن والدي" ويتابع " علينا أن نحافظ على تلك الأصناف من الاندثار فهي جزء من تاريخنا العريق".


التعليقات