الحسيني في حوار سياسي شامل لـ المدينة : ولاية الفقيه منبع داعش

رام الله - دنيا الوطن
أكد الأمين العام الحالي للمجلس الإسلامي العربي في لبنان السيد محمد علي الحسيني، أن الهدف الأول للنظام الإيراني «ولاية الفقيه» هو المملكة السعودية لأن المملكة تشكل العمق الإسلامي العربي لكل المسلمين فهي أرض الحرمين وبلاد الوحي، وتسعى إيران إلى حصار المملكة من خلال اليمن والبحرين ومن خلال تحريض الطائفة الشيعية داخل المملكة واستخدامهم لتنفيذ مصالحها السياسية.

وأكد الحسيني في حواره مع «المدينة» أن ما يحدث من حروب في اليمن والبحرين والعراق وسوريا وتفجيرات في الكويت والمنطقة الشرقية في المملكة لا علاقة له بالدين ولا حقوق الإنسان، وإنما تحركه قوى سياسية تحت شعارات طائفية لتحقيق هدف إيران الأساسي وهو احتلال المملكة والسيطرة عليها، وأشاد الحسيني بقرار «عاصفة الحزم» قائلاً: إن اليمن كان مستقرًا وآمنًا ولديه رئيس شرعي والكل كان متفقًا على المبادرة الخليجية، وفيما يلي نص الحوار.

 ما رأيكم في الأحداث التي نراها بالمنطقة العربية.. ومن وجهة نظرك من المستفيد؟ 

منذ ظهرت ولاية الفقيه في إيران عام 1979م حصل زلزال لدينا في المنطقة زلزال سلبي مدمر، حيث خرجت علينا الدعوات المحرضة والمدمرة والتي تحمل مشروع تقسيم الأمة واحتلالها والتسلط عليها وأخذت منحى طائفي بامتياز وكان الهدف منها هو تسخير الشيعة العرب لاستخدامهم ضد دولهم العربية، وأذكر في عام 1986م كان الهدف الأول لنظام ولاية الفقيه هو المملكة، وأحداث مكة في ذلك العام باعتبار أن المملكة تشكل العمق الإسلامي العربي لكل المسلمين لأنها بالتحديد أرض الحرمين وبلاد الوحي ولأنها تشكل المرجعية الأساسية لكل مسلم ومسلمة.

فنظام ولاية الفقيه منذ انطلاقه حدد هدفًا أساسيًا هو احتلال المملكة والسيطرة عليها لأنها منبع الإسلام، ولن يتحقق له هذا الهدف إلا بخلق الفتن المذهبية وجعلها جسرًا للعبور إلى ما نحن عليه اليوم، فلو نظرنا إلى ما يحدث في لبنان أو العراق أو سوريا أو اليمن ولاحقًا في بعض الدول العربية نجده يأتي نتيجة لمشروع ولاية الفقيه، حيث استخدم الشيعة العرب للانقلاب على الأنظمة الشرعية بدعوات غير صحيحة ومشبوهة عبر تحريضهم بالمسألة الطائفية للإدعاء بأن إيران تمثل الحاضنة للشيعة، وهي تمتلك القرار للشيعة وتهتم بجميع أمورهم ولكن الحق يقال: إن إيران صادرت القرار الشيعي العربي وحاولت أن تخطف الشيعة العرب إليها وهذا لن يكون بإذن الله طالما كان هناك علماء أجلاء ومواطنون من العقلاء الشيعة الشرفاء الذين لا يوجد لهم غير الولاء لأوطانهم.

ما وجهة نظركم تجاة عاصفة الحزم التي أمر بها خادم الشريفين -حفظه الله-؟

عاصفة الحزم كانت الصدمة الكبرى التي نزلت على رأس خامنئي وحسن نصرالله، لأنهم كانوا يظنون أن العرب لن يجتمعوا ولن يتحدوا، فجاءت عاصفة الحزم وأكدت للجميع أن الأمن العربي القومي جزء لا يتجزأ من المملكة وهي المهتمة والحاضنة والشقيقة الكبرى لكل البلاد العربية، فنظام الفقيه استغل سياسة المملكة التي كانت دائمة سياسة حسن الجوار مع إيران وحسن النوايا والاستقرار وعدم التصعيد مع إيران، ولكن هذا لن يدوم فلقد طفح الكيل مع نظام دخل إلى العراق، وإلى بلدان عربية أخرى دخل قاسم سليماني بلباسه العسكري فهو الحاكم الفعلي للعراق.

وما يحدث في اليمن المقصود منه هو المملكة فمنذ عام 1986م وإلى اليوم وهم يريدون أن يصلوا إلى المملكة عبر طريقين الطريق الأول البحرين وما يحدث فيها من معارضة للنظام والطريق الثاني اليمن وما يحدث فيه اليوم، يريدون بظنهم أن يحاصروا المملكة ولكن خاب ظنهم ولله الحمد، فالمملكة لديها رجال وقادة أقوياء على رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وكذلك القيادة والشعب السعودي الوفي لدينه وقيادته بل كل الأمة العربية وقفت وقفة رجل واحد ضد التدخل والخطر الإيراني وأفشلوا مشروعه في اليمن وسوف يستمر هذا الموضوع بإذن الله ويفشل العرب المشروع الإيراني في جميع الدول العربية.

مؤخرًا حدثت أكثر من واقعة تفجير إرهابي في بعض المساجد سواء بالمملكة أو خارجها.. كيف ترى ذلك؟

ما حدث سببه إيران وإن كان المنفذ ليس إيراني أو شيعي لأن المشكلة ليست في المنفذ ولكن المشكلة فيمن هو صاحب القرار، نرى أن خامنئي قال: سادعم الشعوب المستضعفة في البحرين والكويت واليمن فمن بعده مهد لهذه العمليات حسن نصر الله حيث قال: «داعش» قادمة إليكم وتريد أن تدمر بلاد الحرمين فهو يمتلك هذه المعلومات قبل أي شيء ولكن كان القرار الحقيقي من خلال استهداف المساجد

 لكن ولله الحمد بحكمة إخواننا الشيعة في المملكة قاموا بدحر هذه الفتنة باللحمة الوطنية حيث أكدوا أنهم من المواطنين ولا يتميزون عن غيرهم وأن استهداف أي مسجد هو استهداف لبيوت الله عز وجل وأن استهداف أي شيعي في المملكة هو استهداف لكل مواطن سعودي فالشيعي والسني جميعهم مواطنون سعوديون فالمملكة دولة فمن الطبيعي أن يكون هذا التضامن، والحمد لله رأينا جميع المواطنين السعوديين في شرق وغرب وجنوب وشمال المملكة متفاعلين مع ما حدث ويرفضونه وتوجهوا إلى العزاء سنة وشيعة.

وحذر الحسيني المواطنين في الدول العربية وخاصة داخل المملكة من تشكيل اللجان الشعبية قائلا: الدعوة لمثل هذا الأمر خطيرة جدًا وذلك لكي يقوموا بدور الدولة ويقولوا: إن الدولة لا تحمينا وإنما نحن نحمي أنفسنا وهذا خطير وخطير جدًا، فهذا ما تريد أن تصل إليه إيران لكي تقلب بعده الأمور على المملكة أو على الكويت أو على سائر الأماكن الأخرى التي تستهدفها إيران فعلى الحكومات ألا تسمح بمثل هذه اللجان.

ففي الكويت ما حدث تتحمله الطائفة الشيعية وخاصة ياسر الحبيب فياسر كان في الكويت وكان يتعرض لأمهات المؤمنين والخلفاء والصحابة رضي الله عنهم وهو الأن في لندن ومتروك له الفضاء والهواء يتحدث ويشتم ويسب وفي كل يوم يحرض على القتال والتفجير ويعطي جوائز! أليس هذا من ردات الفعل فأنا هنا لا أبرر بل أقول حقائق يجب أن تغلق بعض القنوات وعلينا أن نتحمل المسؤولية، نحن اليوم مطالبون بالتعقل والتوازن خاصة أن هناك من يتربص بأمتنا شرًا ويريد لنا الهلاك.

هناك قنوات فضائية تسعى إلى تشويه الحقائق ومهاجمة دول مجلس التعاون وخاصة المملكة، وتؤكد فشل «عاصفة الحزم» فما هو ردكم على هذه القنوات ومتابعيها؟ 

نظام ولاية الفقيه متخصص بعملية خداع المشاهدين والدجل عليهم وفبركة المواد الإعلامية، وهذا ثابت بالدليل وهذا الاعلام للأسف ينطق بالعربية ولكن من يموله ويدعمه ويرسم سياسته هو نظام الملالي، لأنهم يدعمون هذا الإعلام لتشويه الصورة الحسنة وقلب الحقائق، ونحن نقول عن هؤلا: إنهم من نبق الفسق فعلينا جميعًا أولاً وتحديدًا كعرب وثانيًا كشيعة أن ندقق في كل خبر ونتفحصه ولا نأخذ أي خبر يأتي من هذه الوسائل بمحمل الجد، حتى لا نصيب أحد بجهالة فهذه القنوات ينبغي أن يكون مقابلها قنوات تكشف الحقائق وتقول كلمة حق وتنقل الواقع بما هو واقع على أن تكون هذه القنوات قريبة جدًا لتنطلق ويعرف المشاهد العربي والشيعي حقيقة ما يجري على أرض الواقع.

 ما هو دور المراجع العلمية والدينية والعلماء تجاه ما يحدث من فتنه وقتل داخل البلاد العربية؟

وقد رد قائلاً: إذا صلح العالِم صلح العالَم وإذا فسد العالِم فسد العالَم وللأسف أغلب المرجعيات لا تعلم بما يجري حولها، أنا لا أتهم المراجع وأنما أتهم الحاشية، في حاشية المراجع هناك من يسيطر عليهم من الاستخبارات الإيرانية فمن المستحيل أن يخرج أي فتوى سياسية أو موقف سياسي إلا عبر الحاشية «الاستخبارات الإيرانية» التي تسيطر على هذا الملف، أما المراجع الدينية فهي مشغولة في أمور العبادة فقط ولا يسمح لها بالتدخل في الأمور السياسة، ونحن لدينا تاريخ بهذا الاتجاه فكثير من المراجع عندما تدخلوا سياسيًا وقاموا ضد ولاية الفقيه منهم من أعدم ومنهم سجن ومنهم من هو الآن تحت الإقامة الجبرية، للأسف على المستوى الشيعي فالمراجع قليل منهم من له حرية القول والكلمة فهناك سيطرة إيرانية كامله في هذا الإطار.

سياسة الاعتقال والسجن والترهيب من ولاية الفقيه كما ذكرتم.. كيف لنا أن نعي خطورتها؟

نظام ولاية الملالي أو الفقيه في الأصل قام على العنف وهو منبع داعش، وكل ما تفعله داعش الآن فعل أكثر منه نظام ولاية الفقهية ولكن للأسف كان هناك تواطؤ من الإعلام والقوى الغربية في عدم إظهار داعشية هذا النظام، فجميع أنواع الداعشية والترهيب والقتل تجدها في نظام ولاية الفقيه حتى يكفي أن أقول إن نظام ولاية الملالي يدعون بعد كل صلاة بالفارسية على من هو ضد ولاية الفقيه ويطلبون الموت لمن يعارض ولاية الفقهية فهو لا يرحم الشيعي العربي، ففي الأهواز لا يرحمهم عند أي مناسبة يعتقلهم ويقتلهم ويبدد ثوراتهم ويقمعهم فهذا على المستوى الداخلي، فأين اليوم أمير موسوي وكروبي؟، فالشعب الإيراني اليوم هو شعب مضطهد شعب داخل سجن كبير اسمه سجن نظام ولاية الفقيه.

ونحن علينا ألا ننخدع بالعنوان الرنان ونتذكر قول الله تعالى» «وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ»، فما ورد في الآية الكريمة ينطبق على ولاية الفقيه فلا ينخدع إخواننا العرب الشيعة والسنة بنظام ولاية الفقهية فنحن لدينا أدلة كثيرة، فماذا فعلت ولاية الفقيه بشيرازي وآل القزويني وكل المعارضين له؟، فهو يقمع بالقوة، فيكفي أن نقول: إن منظمة خلق أعدم منها 120 ألف شهيد أعدموا لمجرد رأي، فالشعب الإيراني يعدم لمجرد أنه معارض لنظام ولاية الفقيه.

كيف يمكننا تحقيق الوحدة الإسلامية؟

لدينا قائد وقدوة حسنة وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدالله، فعندما دخل إلى المدينة دعا إلى التآخي والالتقاء على الإسلام فنحن كشيعة وسنة نؤمن برب واحد وكتابنا واحد هو القرآن الكريم، نؤمن بالمصدر التشريع للإسلام وهو القرآن الكريم الذي نزل على نبينا ونؤمن بأن قبلتنا واحدة وصلاتنا واحدة وتوحيدنا واحد فهذا الأساس وهذه العوامل تجمعنا فلماذا التفرقة، علينا ألا تفرق الفروع بيننا.

ولا بد من التقريب ما بين المذهبين وإبعاد علماء السوء والكتب التي تدعو إلى التحريض وإسكات كل طائفي وأن يكون على منابر الخطب والمحاضرات الدعوية والفصول الدراسية من يدعون إلى الوحدة الوطنية ولا يفرقون ما بين سنة وشيعة، وعلينا ألا نقبل بالإرهاب وأن نحاربه جميعًا، ولا بد من عمل ندوات ولقاءات ما بين السنة والشيعة لتقريب وجهات النظر وتقوية الوحدة الوطنية وعدم الخوف من بعضنا البعض، علينا أن ننظر كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهم تزوجوا من بعضهم البعض وعاشوا مع بعضهم البعض ولم يكن هناك تفرقة، فديننا الإٍسلام وقدوتنا الرسول عليه السلام والصحابة رضي الله عنهم.

هناك عمليات تكفير متبادلة ما بين الطائفتين السنة والشيعة فما هو ردكم على هذا؟

عملية التكفير لها ضوابط وشروط وهي غير متحققة بما يقوله البعض، فعملية التكفير عملية سياسية وليست دينية كما يدعي البعض، ولقد أظهرت التحقيقات أن أًصحاب هذا الفكر وأخض بالذكر ياسر الحبيب مثلا الذي يدعي التشيع حيث أثبتت التحقيقات أنه ينتمي للاستخبارات الأجنبية ولا علاقة له بالدين ومن يدعمه ويملي عليه وما يقول هي الاستخبارات المعادية للدين الإسلامي، فهذا جزء من المخطط لتفريق الأمة وأن يكون بينها خلافات وسفك للدماء، قولوا لا اله الا الله تفلحون فنحن نحمل كلمة التوحيد فيجب أن نعيش في ظلها وألا نخرج عن إطارها فعلينا ألا ندخل مثل هؤلاء بيوتنا ومساجدنا وأماكننا العامة وأن نطردهم من الفضائيات لأنهم لا يريدون بالأمة خيرًا.

هناك بعض أبناء الطائفة الشيعية مِن مواطني دول مجلس التعاون مَن يدعون أن حقوقهم مسلوبه فما هو رأيكم في ذلك؟

 نحن مع إعطاء الحقوق لكل مواطن سنيًا أو شيعيًا ولسنا ضد هذا الأمر، فعلى سبيل المثال لو كان هناك إنسانًا مظلومًا في المملكة أو الكويت أو البحرين ففي هذه الدول وزراء من الشيعة ونواب وأعضاء في مجلس الشورى فإذا كان لديهم مظلومية أو حقوقية كما يدعي البعض ينبغي أن يسلكوا مسلك الدولة، ويتوجهون عبر مجلس الوزراء أو الشورى أو النواب ففي المملكة إذا كان هناك من حقوق فنحن نقول نحن أصحاب عدل ونطالب بالعدل فلا يرضى خادم الحرمين الشريفين ولا ولي عهده ولا ولي ولي العهد بعكس هذا، فخادم الحرمين ضرب لنا أروع الأمثلة في ذلك فديوانه مفتوح ونقلت لنا وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع ما قاله الملك سلمان: «من له حق لدي أو شكوى فليقدمها إلى القضاء»، وهذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال «من له حق علي فليأخذه الآن».

كلمة أخيرة للطائفة الشيعية؟

 تعالوا لنكون نحن المبادرون وأصحاب الصلح تعالوا نفعل ما أمرنا به الإمام الحسن بن علي والذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ابني هذا سيد وعسى الله أن يصلح به وبين فئتين عظيمتين من المسلمين، فهذا هو منهجنا، منهج الإصلاح، إصلاح ذات البين خير من عامة الصلاة والصيام فهذا منهج الإيمان والإسلام يجب أن نحاسب ونغرم ونعاقب من يتبع منهج التفريق.

التعليقات