طولكرم: أزمة سفارين تراوح مكانها ... والهجرة تتهدد أهلها.. ولا آذان صاغية .. فهل من مجيب ؟

طولكرم: أزمة سفارين تراوح مكانها ... والهجرة تتهدد أهلها.. ولا آذان صاغية .. فهل من مجيب ؟
طولكرم ـ خاص دنيا الوطن ـ همسه التايه

لم يتمكن المواطن علي سالم من قرية سفارين والمعيل لعائلته من مواصلة العناية بأرضه وزراعتها ولا بأي حال من الأحوال، في ظل افتقار القرية للمياه وغلاء أسعارها، لتتحول أرضه إلى جرداء قاحلة بعد أن بذل كل ما في وسعه من أجل رؤية أشجاره المثمره من الجوافة والبرتقال والمشمش واللوز والدالية، والتي تشكل في مجملها اكتفاء ذاتيا له ولعائلته.

وكغيره من أهالي سفارين الواقعة جنوب شرقي طولكرم ، يواجه المواطن سالم صعوبات جمة نتيجة انقطاع المياه وعدم توفرها بشكل مستمر لتنقلب حياته رأسا على عقب، في ظل عدم تمكنه من تدبير أموره الحياتية والمنزلية المختلفة، بالإضافة إلى العبىء المادي والذي ألقى بظلاله عليه وعائلته جراء ارتفاع سعر كوب المياه والذي يصل لتسعة شواقل.

وتتجسد معاناة المواطن سالم في أدق التفاصيل الحياتيه والتي لا يمكن من خلالها الإستغناء عن المياه، حيث تتعدد المواقف والأحداث والتي تضطرهم في كثير من الأحيان إلى التخلي عن استخدام المياه من أجل توفيرها، وحول ذلك يقول:" تحاول والدي جاهدة إجبارنا على عدم استخدام الغسالة لتنظيف الملابس، والعودة لأساليب بدائية في الغسيل من أجل توفير المياه، ما في حياة طبيعية بسفارين الناس قاعدة بتترك البلد والشجر بموت ".

ولتجاوز الأزمة، يحاول المواطن سالم وعائلته القيام باستغلال بركة تجمع مياه الأمطار القريبة من منزلهم الواقع في الحارة الشرقية، حيث يقول:" نعتمد اعتمادا كبيرا على البركة والتي نستخدمها في كثير من أمورنا الحياتية، ولولا وجود البركة لقمنا بهجر سفارين لأن لا حياة فيها بدون المياه". مطالبا الرئيس أبو مازن والوزارات المعنية والجهات المعنية كافة بالعمل الجاد على ضرورة استكمال انشاء الشبكة الداخلية والتي تقوم بتزويد سفارين بالمياه ".

بدورها، أشارت المواطنة دلال حطاب من بلدة سفارين إلى العبيء المادي والإضافي الذي تتكبده جراء إرتفاع سعر الكوب الواحد، متطرقة إلى صعوبة الحياة في قريتها سفارين جراء انقطاع المياه والتي تعتبر عصب الحياة، مطالبة بضرورة العمل بشكل جاد على ايصال المياه وبشكل دائم لسفارين حتى لا تكون القرية تحت رحمة (تنك) لا يلبي احتياجات الأهالي. قائلا:" من حقنا التزود بمياه رخيصة مثلنا مثل باقي القرى والمدن الفلسطينية".

وعن المياه التي تضخ للأهالي تقول:" المياه التي تصلنا فيها تكلسات وترسبات بنسبة كبيرة جدا حيث أننا لا نشعر بأن المياه صحية، ولأجل ذلك نطالب المعنيين بمعالجة المياة التي يتم تزويدنا بها وفحصها حرصا على سلامة أهالي القرية كافة".

ورغم متابعاتها المستمرة ورصدها للأزمة في أكثر من تقرير صحافي، أشارت الصحافية سندس علي مراسلة صحيفة الأيام إلى أن إشكالية المياه في سفارين لا تزال تراوح مكانها رغم تذمر الأهالي  وشكواهم المستمرة من الوضع القائم، مؤكدة أن الأزمة بحاجة إلى تفعيلها وإثارتها بشكل كبير على مختلف وسائل الإعلام من أجل خلق حالة ضغط على المعنيين من أجل وضع الأمر في نصابه والتحرك بإتجاه استكمال مشروع المياه وإنهاء الأزمة المتفاقمة، مطالبة ذوي الشأن والوزارات المعنية بضرورة أخذ أزمة سفارين على محمل الجد وعدم تجاهل الموضوع لتأثيراته السلبية على القرية وأهلها وتحديدا فيما يخص هجرة الأهالي من القرية.

من جهته، أكد عطا علي نائب رئيس المجلس قروي سفارين على توقف العمل بمشروع " الخط الناقل للمياه" والممتد من بئر ابو درنه من مثلث فرعون وحتى بلدة سفارين بطول 10كم والممول من قبل وزارة المالية وذلك لأسباب تتعلق بالتمويل حيث لم ينجز من المشروع 20% على حد قوله .

وأضاف:"أن خط المشروع يمر في منطقة (c  ) وتحديدا بالطريق المحاذية لمستوطنتي إفني حيفتس وعناب وأن التصريح الأمني الممنوح  من قبل سلطات الإحتلال من أجل العمل وإنجاز الخط الناقل قد انتهى بمنتصف 2013ولغاية الآن لا تزال قرية سفارين تعيش على أمل اكمال المشروع حتى تنتهي أزمة القرية بالكامل".

وتطرق للحديث عن البديل من أجل ضمان تزويد القرية بالمياه، وحول ذلك قال نائب رئيس المجلس القروي:" بدعم من الصندوق العربي الكويتي وبناء على اتفاقية من بلدية نابلس تم توفير صهريجين للمياه سعة الواحد 24كوب وذلك للتزود بالمياه من بئر دير شرف التابع لبلدية نابلس ، مشيرا إلى ارتفاع سعر الكوب على المواطن حيث يتم شراء الكوب بسعر 9 شيكل وبيعه بنفس السعر للأهالي، ، موضحا إلى أن هذا البديل يتخلله العديد من المشاكل ومنها أن تنكات الضخ بحاجة لصيانة كاملة كونها تالفة، بالإضافة إلى أن إغلاق الطرق من  قبل الإحتلال الإسرائيلي يؤدي إلى انقطاع المياه لعدم تمكن الشاحنات من نقلها.

وعن انعكاسات شح المياه وانقطاعها وتأثيرها على أهالي القرية، كشف نائب رئيس المجلس قروي سفارين عن زيادة نسبة هجرة أهالي سفارين باتجاه مدينة طولكرم حيث بلغ عدد سكان القرية حوالي ألف نسمة من أصل 20.000 نسمه حسب قوله. وتابع بالقول:" أن نقص المياه انعكس سلبا على المشاريع الحيوية الزراعية والإنتاجية والتي من الممكن أن تدر دخلا على القرية وأهلها ".

وناشد نائب رئيس المجلس قروي سفارين كافة الوزارات والجهات المعنية إلى الإسراع في إتمام مشروع إنشاء شبكة داخلية وخزان مياه "الخط الناقل" وذلك لأهميته القصوى، مشددا تعرض القرية لتهميش وتقصير، متسائلا لماذا؟ ومن يتحمل مسؤولية اسستقرار الوضع السكاني بالقرية وعدم تفريغها من أهلها وتطور البنية التحتية وإقامة المشاريع فيه.

تصوير علي السفاريني