بالصور والفيديو.. بالرغم من إعاقتها البصرية حصدت معدل عال في الثانوية العامة

بالصور والفيديو.. بالرغم من إعاقتها البصرية حصدت معدل عال في الثانوية العامة
خانيونس- خاص دنيا الوطن- نور الدين الغلبان

تصوير- عبدالرؤوف شعت

يخجل التفوق من نفسه حينما يلبس ثوبه طلاب وطالبات خرجوا من تحت الدمار وتحدوا الصعوبات والواقع، وحصدوا نتائج متميزة، ليقولوا للحياة: "نحن هنا باقون، وفصول حكايتنا بدأت ولم تنته بعد، والقادم أجمل برغم الأسى والجرح الذي لا يندمل.

حكايتنا اليوم مع طالبة كفيفة حصلت علي درجة 89.9% في امتحانات الثانوية العامة بفرع العلوم الانسانية, هي ليست مرتفعة كما تقول ولكن بهمتها وعزيمتها استطاعت تحقيق حلمها وتقدمت علي الطلاب الذين يرون ويبصرون.

هنية سهيل ابو شحمة الحافظة لكتاب الله عز وجل عن ظهر قلب وفاقدة للبصر منذ صغرها نتيجة عامل وراثي في العائلة وصفت شعورها عند ابلاغها بدرجتها لـ "مراسل دنيا الوطن" قائلةً:" شعرت بفرحة غامرة لا توصف عندما تم اخباري بدرجتي التي حصلت عليها".

وتابعت:" حمدت الله عز وجل أن يسر لي هذا النجاح, وأنا راضية عن درجتي لأن تقديمي للامتحانات لم يكن سوي بالتسميع الشفوي وبالتالي لن اتمكن من إحراز درجات عالية كغيري من المتفوقات".

وبلغة الرضا تتحدث:" لم يكن فقدان البصر عائقاً لي في حياتي بل كنت دائماً أحمد الله علي ما قدره لي يسره, واصبر نفسي بحديث النبي صلي الله عليه وسلم أنه:" من فقد حبيبتيه دخل الجنة".

واجهت هنية العديد من الصعاب في دراستها بجميع مراحلها التعليمية وخصوصاً مرحلة الثانوية العامة التي تحتاج إلي متابعة الدروس, والمداومة علي المذاكرة والتلخيص, الأمر الذي جعلها تمر بمرحلة شاقة في التعلم.

وبابتسامتها المتواضعة التي ترتسم علي قسمات وجهها تقول:"  شخصيتي المتدينة أرشدتني للإقبال علي إكمال طموحي بدراسة العلم الشرعي في الجامعة الإسلامية وهو حلم طالما راودني وها قد تحقق".

 ولم تنسي الطالبة الكفيفة التي تربت بين أزقة وشوارع المخيم بمعسكر خانيونس أن تهدي نجاحها للشهداء والأسري والجرحى, إضافة إلي والديها وأقاربها الذين كانوا معها يداً بيد.

أما والدها الذي يملك بنتين وولد يعانون من فقدن البصر نتيجة عامل الوراثة فيحمد الله علي الإنجاز الذي قدمته هنية, متمنياً لها حياة ملؤها السعادة والفرح".

ولم يخفى أبو رزق الألم الذي يعاني منه جراء الأوضاع المأساوية التي يمر بها قطاع غزة منذ سنوات من حصار وتضييق وخذلان من القريب والبعيد, الأمر الذي سيصعب عليه توفير مستلزمات الجامعة ومصاريفها لابنته هنية.

وتأمل والد هنية العاطل عن العمل منذ سنوات طويلة أن تتمكن ابنته من الالتحاق بالتخصص الذي ترغب به, وهو الشريعة والقانون لكي ترتقي إلي أعلي المراتب والدرجات.