(فيديو) : من بين الأنقاض خرجت فكانت من الأوائل على فلسطين

(فيديو) : من بين الأنقاض خرجت فكانت من الأوائل على فلسطين
رام الله - دنيا الوطن
خان يونس – خاص دنيا الوطن – محمد جربوع

بمشاعر يملئها الفرح والسعادة وبالزغاريد والآهات استقبلت عائلة عبد الغفور من بلدة خزاعة شرقي محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، نبأ تفوق ابنتهم حنان أنور مصباح عبد الغفور في الثانوية العامة وحصولها على معدل 98.1% في القسم العلمي.

تحدى وتميز

انتشلت الطالبة المتفوقة حنان برفقة والديها من تحت أنقاض منزلها بعد أن قصفته الطائرات المروحية الإسرائيلية خلال العدوان الأخير على قطاع غزة صيف العام الماضي، وبعزيمة واصرار عادت لتتحدى كافة الصعوبات ولتحقق حلمها الذي راودها منذ الطفولة. 

وتقول عبد الغفور والسعادة تبدو واضحة على وجهها :"العام الماضي كان عامًا صعبا علي أفراد أسرتي فقد قصف منزلنا على رؤوسنا وكدت أن أفقد حياتي، لكنني اليوم عُدت وكلى تحدي للتربع على عرش التفوق والتميز من أجل الوصول إلى غايتي."

وتضيف الطالبة المتوفقة لـ مراسل "دنيا الوطن" وهي تقف بجوار ركام منزلها المدمر حاولت تحدي الصعوبات التي واجهتني خاصة بعد قصف منزلنا وتنقلنا بين عدة منازل لم تكن مهيأة بشكل مناسب، إلى أن استقرينا بعمل منزل بجانب ركام منزلنا من ألواح خشبية وبعض قطع البلاستيك، وهذا كان عائقا كبيرا أمامي حيث أن المنزل كان باردا في الشتاء وحارا بفصل الصيف."  

وتتابع :"تغلبت على ألمى وحزني وحاولت نسيان ما حصل معي العام الماضي  ودرست وثابرت من أجل زرع الفرحة على وجه والدى الذين حرموا منها العام الماضي عندما حصلت أختي حنين عبد الغفور على معدل (99.1)% لكن العدو الإسرائيلي حرمنا الفرحة، وأنا أخذت على عاتقي تعويض فرحتها، لنفرح سويا هذا العام."  

وصدحت حناجر أقاربها الذي حضروا لتهنئتا بزغاريد الفرحة والتهاليل والتبريكات، بعد أن كان الصراخ يملأ منزلها العام الماضي حين قصف منزلهم وإصابة الطالبة المتفوقة ووالديها بحراج متوسطة.

وأهدت الطالبة عبد الغفور نجاها إلى أسرتها ولشهداء الشعب الفلسطيني الذين ارتقوا في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وعوائلهم وللأسرى. 

وتستطرد عائلتي وفرت لي كل ما أريد، وهيأت الظروف المناسبة من أجل متابعة دراستي بشكل صحيح، حيث قام والدي بشراء بطاريات وشواحن كهرباء للتغلب على مشكلة انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر. 

وتتمنى المتوفقة عبد الغفور أن تصبح طبيبة بارعة لتعالج المرضى والجرحى في قطاع غزة، خاصة أن هناك نسبة كبيرة من المواطنين يعانون من أمراض نتيجة عنجهية ووحشية الاحتلال الإسرائيلي. 

تعويض الفرحة

أما والدة الطالبة المتفوقة تقول فور سماعها لنبأ تفوق ابنتها فرحت وقمت على الفور بعناقها، لأنها  تعبت كثيرًا، حتى وصلت لهذا المستوى الذي كنت أتوقعه، واستقبلنا ذلك بفارغ الصبر.

وتشير إلى أنها كانت تُشجعها وتوفر لها كل ما تحتاج، حتى تستطيع مواصلة دراستها بكل جد لتعويضنا عن الفرحة التي حرمت منها العام الماضي عندما تفوقت ابنتها حنين ولكن الاحتلال حرمهم من ذلك بسبب عدوانه على غزة. 

وأعلنت وزارة التربية والتعليم مساء الجمعة أسماء الناجحين في امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) للعام الدراسي 2015، وبلغ عدد المتقدمين في كافة الفروع (79.264) مشتركا، وكان عدد الناجحين (49.122) بنسبة بلغت (61.9)%.