20 ألف مصل يؤمون الحرم الإبراهيمي في الجمعة الثالثة من رمضان

الخليل - دنيا الوطن - جويد التميمي
أم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل 20 ألف مصل في الجمعة الثالثة من رمضان، التي تتزامن مع الذكرى الـ 22 لمجزرة الحرم الإبراهيمي حسب التقويم الهجري، التي راح ضحيتها ما يزيد عن 29 شهيدا من أبناء محافظة الخليل.

وقال الحاج أبو عمر الاشهب (51 عاما)، لـ'وفا'، وهو جالس في الساحات الخارجية أمام البوابة الإلكترونية المؤدية إلى الحرم التي وضعتها قوات الاحتلال، إنه 'رغم إرغام المواطنين على المرور عبر البوابات الالكترونية والحديدية والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية، بغرض التقليل من تواجدهم في الحرم، إلا أن آلاف المواطنين أصروا على الصلاة في الحرم، وقد توافدوا عليه من كافة أرجاء محافظة الخليل ومن خارجها'.

وأضاف: 'المشهد في الحرم يثلج الصدور، توافد غير مسبوق إليه من كافة الفئات، رجال وشيوخ ونساء وأطفال، وهذه رسالة إلى الاحتلال مفادها أن الحرم الإبراهيم مسجد إسلامي خالص لا حق لليهود فيه'.

من جانبه، أكد الحاج عبد الرؤوف المحتسب (57 عاما)، الذي يقطن بجوار الحرم، 'ضرورة توافد المواطنين دوما إلى الحرم الابراهيمي للتأكيد على هويته الفلسطينية'.

وقال: 'آمل أن يبقى المكان معمورا بأهله، كما أن وجودهم يعزز صمودنا نحن الذين نقطن هنا في الخليل القديمة، ويحد من توسع البؤر الاستيطانية التي أقيمت في البلدة القديمة على حساب ممتلكات المواطنين وفي بيوتهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم منذ آلاف السنين'.

وأبدى صاحب المحل التجاري الذي يقع في منطقة السهلة مقابل المحكمة الشرعية أنور مسودة (39 عاما) ارتياحه لوجود المواطنين في البلدة القديمة، مطالبا بتنظيم رحلات من محافظة الخليل وخارجها إلى الحرم الإبراهيمي طوال أيام السنة، بغية إنعاش الوضع الاقتصادي والحركة التجارية في المنطقة.

وقال منسق شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو، لــ'وفا'، إن التواجد العسكري الإسرائيلي المكثف، ومضايقات الاحتلال تندرج ضمن خطة الحكومة الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد الخليل القديمة والحرم الإبراهيمي.

وأضاف: 'هذه الوفود من المصلين، وآلاف المواطنين الذين عبروا هذا المكان اليوم يصرون على تحدي إجراءات الاحتلال والصمود في بلدتهم القديمة وحرمهم الشريف، إنهم يحمون بفعلهم هذا المكان التاريخي والحضاري والديني من التهويد'.

بدوره، أشار مدير الحرم الإبراهيمي الشيخ منذر أبو الفيلات إلى أن عدد المواطنين الذين توافدوا للحرم وصل إلى 20 ألف مصل، قائلاً 'هذا تأكيد على تمسك المواطنين بحرمهم في الذكرى 22 للمجزرة البشعة التي سالت بسببها الدماء الطاهرة داخل مصلى الاسحاقية بالحرم الشريف'.

وكان خطيب الجمعة في الحرم الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو سنينة، شدد على ضرورة التحلي بالصبر والصمود في سبيل الوطن والذود عن المقدسات، مشيرا إلى أهمية التحلي بالأخلاق المثلى في التعامل بين المواطنين.

كما شدد على أهمية شد الرحال إلى المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، والمواظبة على الصلاة فيهما من أجل حمايتهما من اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه التي تهدف في مضمونها إلى إبعاد المسلمين عنهما وعن البلدتين القديمتين في القدس والخليل.